أعلن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان أن “بعض الدول بما فيها اميركا ارتكبت أخطاءً في أعمال الشغب، وبتدخلاتها في شؤون ايران”، قائلاً “نحن الآن في مرحلة يمكن فيها التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية وتلخيص الاتفاقية ؛ بشرط أن يكون الجانب الأمريكي واقعياً”.
وخلال لقاء مع “قناة الجزيرة”، أشار عبداللهيان إلى أنه “تم الاتفاق على اللقاء خلال مكالمة أجراها مع نظيره السعودي، حيث طرحت أفكار بشأن موقع اللقاء”، لافتاً إلى أنه “سيتم الكشف خلال الأيام المقبلة عن المكان واليوم المحدد للقاء”.
وأشار إلى أنه سبقت مكالمته الأخيرة مكالمة أخرى أجراها في 21 مارس/آذار الجاري، جاءت كذلك في إطار استكمال ما بدأته مباحثات البلدين في بكين، والتي تطرقت لجميع القضايا المتعلقة بعلاقات البلدين.
ولفت الوزير الإيراني في حديثه إلى أن “المباحثات التي جرت في بكين وانتهت إلى هذا الاتفاق، انصب التركيز فيها على القضايا الأمنية وبعض الثغرات والتوترات، وتم خلالها العمل على تبديد سوء الفهم والمشاكل التي كانت موجودة بين الطرفين”، مشيرا إلى أنه “جرى عقد 5 جولات من المحادثات في بغداد و3 في مسقط، قبل المباحثات التي رعتها الصين”.
وفي السياق، أكد عبداللهيان أنه “لا بد من الاهتمام بالعمل على تطبيق تفاصيل الاتفاق والسعي للإيفاء بها”، لافتا كذلك إلى “تبادل دعوات الزيارات الذي جرى بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ورئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي، وأنه سيجري اتخاذ التدابير اللازمة لذلك”.
يذكر أنه في العاشر من مارس/آذار الجاري، صدر بيان مشترك بين إيران والسعودية والصين، وأعلنت فيه طهران والرياض الاتفاق “استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.
تطور إيجابي للمنطقة
وأكد أمير عبداللهيان “أهمية اللقاءات التي تجري بين المسؤولين رفيعي المستوى في البلدين لإتمام تطبيع العلاقات الثنائية بينهما”، لافتاً في هذا الإطار إلى أن “هذا التطور سيتجاوز أثره إلى دول الجوار، حيث يساعد ذلك في استقرار المنطقة”.
وحول ما أثير من تضمن هذه التفاهمات إيقاف طهران دعم حركة انصارالله في اليمن، قال امير عبداللهيان إن ايران “ستواصل لعب دورها البنّاء لتعزيز الاستقرار والسلم والأمن في المنطقة، كما ستستمر في مكافحة الإرهاب ضمن هذا الدور، لكنها في الوقت ذاته تدعم الحوار والوصول إلى الحلول السياسية”.
واضاف “بطبيعة الحال ، فإن قضية اليمن هي قضية يقررها الشعب اليمني. نرحب دائما بوقف إطلاق النار والرفع الكامل للحصار الإنساني والحوارات اليمنية اليمنية بهدف إحلال السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة”.
وحول أثر هذه التفاهمات على علاقات طهران بدول عربية أخرى، أشار الوزير الإيراني إلى زيارته التي أجراها للأردن ولقائه الملك عبدالله الثاني، وكذلك إجرائه لقاء مقتضبا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤكدا دعم بلاده توسيع العلاقات الثنائية مع الدول الإسلامية والعربية، لا سيما مصر والأردن.
وحول العلاقات مع البحرين قال “لطالما رحبنا بالعلاقات الطبيعية بين طهران والمنامة. وعبر سلطان عمان ومن خلال القنوات الدبلوماسية، عبرنا عن العقبات الموجودة في هذا الاتجاه”، معلناً “طرح الجانب البحريني بعض الأفكار، ونحن في صدد الحوار والمشاورات غير المباشرة من خلال سلطان عمان حول هذه المسألة. ونأمل أن تولي حكومة البحرين المزيد من الاهتمام لجميع معوقات تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وبشأن الحوار بين سوريا وتركيا، أبدى الوزير الإيراني أمله في انطلاق جولة مباحثات جديدة على مستوى نواب وزراء خارجية البلدين، إضافة إلى إيران وروسيا، “للعمل على تنحية سوء الفهم”، مؤكداً أن بلاده “تدعم أي مبادرة تسهّل سد الثغرات في المنطقة”.
ملف تبادل السجناء
وبخصوص ملف تبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة، أكد الوزير الإيراني أن “القضية إنسانية، ولا يجب ربطها بمخرجات الاتفاق النووي أو خطة العمل الشامل المشتركة”، مؤكدا جاهزية بلاده ضمن إطار المفاوضات والاتفاقات السابقة لاتخاذ خطوات في هذا الملف.
وفي هذا السياق، ثمّن أمير عبداللهيان الدور القطري الداعم لمسار المفاوضات السابقة، لا سيما المرتبطة بملف تبادل السجناء أو خطة العمل الشامل المشتركة.
المصدر: فارس