دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة “السياسيين للخروج من كهوف الطائفية والمذهبية، والعودة إلى الدولة، فالحلول الوطنية تتحقق بالإرادة الطيبة، وصدق النوايا؛ وبتعاون الجميع وتلاقيهم نستطيع أن نواجه كل التحديات”.
معتبرا ان”ما نشهده من فضائح وما نسمع عنه من صفقات وسمسرات ومحاصصات وإتجار بالبشر يؤكد أننا لسنا في دولة، إنما في مزارع تعج بالفساد والفاسدين والمفسدين، وأن كل شيء في هذا البلد صار أمرا مشكوكا به وحمال أوجه وخارج سياق المنطق والعقل، سيما أن فيروس الفساد دخل في الصميم، وكاد يحول البلد وناسه إلى حالة مرضية خبيثة، خصوصا عندما تنحط الأخلاق، وتُنتهك القيم، وتنعدم المراقبة والمحاسبة، وتتسيب الدولة التي أصبحت بلا رأس، وأضحت جسدا بلا روح، برعاية شلة من السياسيين لا هم لهم سوى تكديس الثروات وكسب الأموال”.
وأضاف :”لقد تاجرتم بكل شيء أيها السياسيون، بالناس تاجرتم، بالنفايات تاجرتم، بأرزاق الناس تاجرتم، بوحدة الوطن تاجرتم، بالمؤسسات بالإدارات بموارد الدولة تاجرتم، بالانترنت بالكهرباء بالقمح المسرطن تاجرتم، ولا زلتم تتاجرون بمصير البلد، حدثتم فكذبتم، أئتمنتم فخنتم، وعدتم فأخلفتم، لقد فعلتم كل الأفاعيل والأباطيل ولم تخجلوا. فإلى متى أنتم مصرون على قطع أرزاق الناس وإذلالهم؟ أما من صرخة مدوية توقظ ضمائركم المتخاذلة؟ خافوا الله في البلاد والعباد أيها المسؤولون، لقد بحت حناجرنا ونحن نرفع الصوت، ونحذر من تجار البشر وتجار المخدرات، وننبه إلى خطورة التفلت الأخلاقي، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، فالسلطة غائبة، لا بل فيها من هو متواطئ ومتعاون مع هذه العصابات المجرمة، ويسهر على حمايتها. من هنا نطالب القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية القيام بما هو مطلوب منها، والعمل على كشف المستور وإنزال أشد العقاب بكل المشاركين بمثل هذه الجرائم النكراء”.
وختم سماحته بالقول:”إن ما جرى بالأمس في مجلس الوزراء أمر غير مقبول، ولا يجوز الاستمرار بهذه الدوامة من التحدي والمواجهة، فأمور الدولة يجب أن لا تكون ورقة للمساومات والابتزازات السياسية والطائفية، كما أن التشريع لا ينبغي أن يتعطل، لأن تسيير أمور الناس من أولى الواجبات الوطنية والأخلاقية. لذا، نطالب الحكومة بمواقف وقرارات شجاعة تحاسب المفسد، وتعاقب المدان، وتراقب وتلاحق كل مرتكب ومتواطئ ومسبّب لكل هذه الفوضى، ولكل هذا الاهتراء الحاصل في الدولة ومؤسساتها، وتضع حدا لثقافة الانحطاط التي تكاد تطيح كل القيم والمعايير الوطنية والأخلاقية والإنسانية”.