قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن تركيا ومصر أبدتا إرادة تعزيز العلاقات في عدة مجالات. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، أكد تشاووش أوغلو أن الجانبين أظهرا إرادة لتعزيز العلاقات في مجالات كالطاقة والتجارة والنقل والدبلوماسية.
الوزير التركي أضاف أنه ونظيره المصري بحثا العديد من الملفات ذات الصلة بتعزيز العلاقات الثنائية. وتابع: “ركزنا على العديد من المجالات. ونرغب في تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وإحياء النقل بين البلدين من أجل تعزيز التبادل التجاري.” وأردف: “نرغب في رفع علاقاتنا الدبلوماسية إلى أعلى مستوى.” وأشار تشاووش أوغلو إلى رغبة لدى البلدين لإحياء التشاورات الثنائية السياسية حول الملفات الإقليمية.
وفي سياق آخر، قال إن وزارة الدفاع التركية وجهت دعوة إلى الجانب المصري للمشاركة في 3 مناورات عسكرية ستقام على أراضي بلاده، مبيناً أن مثل هذه الفعاليات من شأنها تعزيز الأنشطة المشتركة أيضاً بين البلدين. وأضاف تشاووش اوغلو أن هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها بين البلدين على مختلف الأصعدة، بدءا من الاقتصاد، مروراً بالطاقة ووصولاً إلى السياسة. وأوضح أن اللجان المختصة لدى البلدين، ستواصل أعمالهما حول الملفات التي تمت مناقشتها خلال لقاء اليوم، وذلك لحين انعقاد اللقاء التالي. وأردف: “أهم نقطة في هذه المرحلة هي وجود عزيمة وإرادة سياسية قوية”.
تشاووش أوغلو أفاد كذلك بأن تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر سيعود بالنفع والفائدة على المنطقة أيضاً، وخاصة من حيث استقرار المنطقة ونهضتها الاقتصادية وإيجاد حلول لأزماتها.
وأضاف: “منطقتنا بحاجة إلى الاستقرار. وبالتالي يجب علينا العمل معاً من أجل استقرار وبقاء منطقتنا”. وأوضح أنهم سيواصلون اللقاء مع نظيره المصري في المرحلة المقبلة أيضاً، معرباً عن سعادته إزاء استضافته في تركيا أيضاً.
وأعرب عن شكره لمصر حكومة وشعباً إزاء الدعم الذي قدمته لتركيا عقب الزلزال. ولفت إلى الروابط التاريخية والثقافية بين تركيا ومصر وشعبيهما، مبيناً أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، أظهرا إرادة مشتركة لتعزيز أواصر الأخوة بين شعبي البلدين.
وقال إن الرئيس أردوغان ونظيره المصري السيسي قد يعقدان لقاءً عقب الانتخابات المقبلة في تركيا، مبيناً أنه يقع على عاتقهما (تشاووش أوغلو وشكري) إعداد ترتيبات اللقاء، فيما يعود للزعيمين تحديد موعد اللقاء المرتقب. كما بحث تشاووش أوغلو وشكري القضية الفلسطينية، والدور المصري فيها.
وبدوره، قال وزير خارجية مصر سامح شكري إنه ناقش مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو “استعادة قوة وزخم العلاقات وعودة السفراء على مستوى البلدين”. وقال شكري: “هناك علاقات راسخة تربط شعبي البلدين وهي ممتدة في التاريخ ونعتز بها كثيرا”. وأضاف: “نسعد أن نطلق أنا ووزير خارجية تركيا تلك المشاورات لتكون المسار لاستعادة تطبيع العلاقات بين البلدين في كافة المناحي وبدء مرحلة جديدة يكون لها أثر إيجابي على شعبي البلدين وتؤدي لمزيد من الاستقرار في المنطقة”.
وعن تفاصيل المباحثات بين الجانبين تابع وزير خارجية مصر قائلا: “تباحثنا في نحو ساعتين من الزمن في كافة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية وكانت مباحثات معمقة وصريحة بحكم ما نراه من أهمية لهذه العلاقات”. وأكد أن هناك “إرادة سياسية من قيادتي البلدين وتوجيهات بإطلاق المسار (التشاوري) وصولا للتطبيع الكامل (في العلاقات)”.
وقال شكري: “ننظر للأمام وأثق فيما نقف عليه من أرضية صلبة وبما يربطنا من أواصر مصاهرة، في إطار السعي لاستعادة زخم هذه العلاقات وقوتها مع تركيا”. وأردف: “أتطلع لاستمرار التواصل والتنسيق مع وزير الخارجية التركي وفتح قنوات التواصل بين الأجهزة الحكومية واستمرار عملنا بشكل كثيف لنصل إلى ما نتطلع له سويا من استعادة هذه العلاقة الهامة”.
وبشأن مستقبل تقوية العلاقات تابع شكري: “تحدثنا عن الخطوة التي سيؤدي إليها هذا المسار (التشاوري) وتكون مؤشرا لتناولنا كافة القضايا ووجود الأرضية والتفاهم المشترك وهي توقيت استعادة العلاقات على مستوى السفراء”.
وأكد أن عودة السفراء بين البلدين “ليس أمرا شكليا ولكن دال على انتهاء المسار ووجود قدر من التفاهم بكافة مناحي العلاقات”. وشدد شكري على أنه “في أي مرحلة لم تنقطع العلاقات على المستوى الدبلوماسي (منذ 2013) بين البلدين وكان هناك تمثيل لمصر في أنقرة وتمثيل لتركيا في القاهرة على مستوى القائم بالأعمال”.
وقال إنه “جار العمل على استعادة العلاقات على مستوى السفراء وسنأتي إليها في التوقيت الملائم ووفق ما يأتي به هذا المسار من نتائج إيجابية”. وأضاف شكري: “بدأت تلك النتائج (الإيجابية) في لقاء وزير خارجية تركيا ووجدنا أن هناك رؤية مشتركة في العديد من الموضوعات”، دون تفاصيل أكثر.
وشدد على أن هناك “هناك رغبة لتطوير العلاقات واستعادة زخمها وقوتها على مستوى الأصعدة سياسيا واقتصاديا”، مشيرا إلى أن مصر “حرصت طيلة الفترة الماضية ألا تتأثر العلاقات الاقتصادية”. وأكد أن “الاستثمارات التركية على الأراضي المصرية محل رعاية واهتمام”. ووصف شكري، وزير خارجية تركيا، بأنه “أخ عزيز”، متمنيا له “إقامة جيدة بالقاهرة واستمرار التنسيق والتواصل معه”.
المصدر: مواقع المنار