تكدست مئات الأطنان من القمامة في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، مع استمرار إضراب عمال النظافة لليوم الخامس على التوالي.
وحول هذا الاضراب حوّل حي الشانزليزيه الراقي إلى مكب عمومي للنفايات التي تراكمت على قارعة الشوارع.
وأثر تراكم النفايات بصورة جلية في المنظر العام للحي وبقية الأحياء المجاورة، في حين تتسرب روائح كريهة عمت أرجاء الحي والأحياء الأخرى، بعدما كانت في السابق تتميز بانتشار روائح العطور الثمينة.
ويمثل حي الشانزليزيه، إلى جانب متحف اللوفر وبرج إيفل، الوجهة السياحية الأولى للعاصمة الفرنسية، وأحد الأحياء الفخمة التي لا يمكن لأي سائح أجنبي أن يزور فرنسا دون المرور بها.
وجاء إضراب عمال النظافة ردا على قرار الحكومة رفع سن التقاعد إلى 64 عاما، وهو ما عدّته النقابات الفرنسية اعتداء على حقوق العمال، وطالبت بالدخول في إضرابات قطاعية مفتوحة إلى حين تراجع الحكومة عن قرارها.
وهذا الإضراب ليس الأول من نوعه، فقد خاض عمال النظافة إضرابين كبيرين عامي 2016 و2020، واستمر أحدهما نحو شهر كامل انتهي بعدول الحكومة الفرنسية عن قرارها ضد العمال.
ووضعت قمامة الشانزليزيه الحكومة الفرنسية في وضع حرج، فهي مصرة على اعتماد رفع سن التقاعد لاعتبارات مرتبطة بانخفاض المواليد الفرنسيين وارتفاع المسنين وحاجة الدولة إلى مزيد من العائدات الضريبية، لكنها في المقابل ترى أن تراكم مزيد من القمامة في شوارع العاصمة وباقي المدن الأخرى سيؤثر على صورة فرنسا في العالم، ويضر بقطاع السياحة.
وتحتل فرنسا المرتبة الأولى في تصنيف الوجهات السياحية العالمية منذ أكثر من 30 عاما، وبلغ عدد السياح الذين زاروها خلال 2019-2020 نحو 90 مليونا، حسب تقديرات الجهات الحكومية الفرنسية.
المصدر: وكالات