أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، عن “امتنان موسكو لموقف الرياض المتوازن من الأزمة الأوكرانية وجهودها في مبادلة الأسرى، وكذلك في التوصل إلى الاتفاقيات بشأن الطاقة في إطار مجموعة “أوبك+””.
لافروف أعرب عن ترحيب بلاده بكافة الجهود التي يمكن أن تؤدي إلى حوار حقيقي، لافتاً إلى أنه “حتى اللحظة لا نجد أي رغبة من الجانب الأوكراني بذلك”. وأضاف لافروف “لا زال الغرب يكرر أنه يريد هزيمة روسيا استراتيجياً في أرض المعركة، ويمنع زيلينسكي من التفاوض”.
من جهة ثانية، أكد لافروف الالتزام بجميع الاتفاقات التي عقدت في إطار “أوبك+”، مضيفاً فيما يتعلق بصفقة الحبوب أنه “علقنا عدة مرات على الحزمة التي قدمها الأمين العام والتي تضم جزئين غير منفصلين، تصدير البحر الأسود للحبوب الأوكرانية، والجزء الثاني هو ضرورة رفع جميع العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية. الجزء الأول نقوم بتطبيقه، والالتزام بجميع بنوده، والجزء الثاني لا يتم تنفيذه مطلقاً. وزملاؤنا في الغرب يعلنون عن أنه ليس هناك أي عقوبات تطال الحبوب والأسمدة الروسية، إلا أن العقوبات الغربية تمنع الحبوب والأسمدة الروسية من الوصول إلى الموانئ، والعقوبات تمنع السفن الأجنبية من الدخول إلى الموانئ الروسية للحصول على الحبوب والأسمدة. كذلك فروسيا ممنوعة من نظام سويفت”، مشيراً إلى أن ا”لأمم المتحدة اقترحت هذه الصفقة، هذه الصفقة أن تنفذ بشكل كامل وليس بشكل جزئي”.
هذا وأعلن لافروف أنه “كنا قريبين من الاتفاق على منطقة عازلة في زابوروجيه، إلا أن كييف تقدمت بشروط تعجيزية، منعت هذا الاتفاق من المضي قدماً”، متابعاً أن “ممثل الأمم المتحدة لم يتمكن من اتخاذ موقف متوازن من الطرفين”.
وعن قضية تفجير “السيل الشمالي”، قال وزير الخارجية الروسي إن “الأمين العام للأمم المتحدة ومعاونوه يبتعدون عن الإجابة عن قضايا تفجير “السيل الشمالي” تقدمنا لمجلس الأمن لبدء تحقيق حيادي في هذا الحادث”. وفي السياق، رأى لافروف أن “الرواية التي تقول بأن أحد الأوليغارشيين الأوكرانيين هو من قام بتمويل تفجير خطي أنابيب “السيل الشمالي” هي رواية مثيرة للخجل”.
هذا وأعلن لافروف متابعة بلاده “جهود أستانا وغيرها من الجهود لتسوية العلاقات ما بين سوريا وتركيا”، متابعاً أنه بحث مع نظيره السعودي “ضرورة الاهتمام بالقضايا الإنسانية في سوريا، والتي تدهورت بشكل متسارع بعد الزلزال”.
لافروف أكد “مواصلة تقديم المساعدات للأصدقاء في سوريا، كما قامت المملكة العربية السعودية أيضاً بإرسال عدد من الطائرات التي تحمل مساعدات إنسانية، علاوة على تقديم عدد من الدول العربية أيضا لمساعدات إنسانية”، معرباً عن تمنياته بأن “يساعد ذلك التضامن العربي الإنساني في حل المشكلات السياسية، بما في ذلك عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وحل المشكلات العالقة، والتوصل إلى إلغاء العقوبات أحادية الجانب من الغرب ضد سوريا”.
إلى ذلك، أشار لافروف إلى العمل على ملف القضية الفلسطينية، مؤكداً “عدم إمكانية ضمان أي استقرار في المنطقة ككل، سوى بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والالتزام بمبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تقدم بها جلالة الملك عبدلله”.
من جهته، رأى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن “الوضع في أوكرانيا يؤثر بشكل كبير على الأمن والاستقرار العالمي”. كما أعلن بن فرحان أن “هناك جهود متواصلة لإطلاق عملية سياسية بين الأطراف اليمنية، من خلال الأمم المتحدة”، حسب قوله، موضحاً أن “الأولوية هي وقف إطلاق النار، ثم إطلاق الحوار”. رافضاً الدخول في أي تفاصيل.
وفي السياق، أعلن بن فرحان أن “التنسيق قائم في الملف اليمني”، مثمناً “دعم روسيا للمخرجات وأسس الشرعية الدولية في هذا الملف”، معرباً عن رغبتنا في “الوصول إلى تسوية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن من خلال وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق حوار يمني يمني ينهي الصراع”، على حد تعبيره.
بن فرحان ثمّن “الموقف الروسي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ودعمه المستمر لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”، معلناً “بذل كافة الجهود للوساطة بين الأطراف الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، مشيراً إلى السعي لإطلاق حوار منتظم، ورفع درجة التنسيق في المواقف.
كما أعرب بن فرحان عن قلقه من الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً “السعي لإعادة مسار الحوار”، حسب زعمه.
المصدر: روسيا اليوم