تكثفت حركة التعبئة في فرنسا الثلاثاء في يوم التحرك السادس احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل الذي يريده الرئيس إيمانويل ماكرون، مع تأخر قطارات وإغلاق مدارس وإضرابات قابلة للتمديد وعدم جمع النفايات وتوقف شاحنات الوقود عند مداخل المصافي. ورحب الامين العام لنقابة CFDT (إصلاحية) لوران بيرجيه ب”تعبئة تاريخية” فيما أكد نظيره في نقابة CGT فيليب مارتينيز الى جانبه قبل انطلاق التظاهرة في باريس “سيكون هذا أقوى يوم تعبئة منذ بداية” التحركات.
ويندد معارضو الإصلاح بمشروع “ظالم” يلحق الضرر بالأجراء الذين يؤدون أعمالًا شاقة خصوصا. وتظهر استطلاعات الرأي رفض غالبية الفرنسيين للمشروع.
وفي محطة حافلات في باريس، اختلط عشرات الطلاب بأعضاء الجمعية العامة للسائقين. يقول يوري لو ميرور (21 عاما) “من المهم منع تمرير هذا الإصلاح”، وإلا فإن الحكومة الفرنسية “ستحاول تمرير أي شيء كان سواء بالنسبة للهجرة او الخدمة العسكرية المصغرة التي لا ينبغي إقرارها”. كما تأثرت حركة النقل بين فرنسا وبريطانيا مع الغاء عشرات الرحلات وخطوط القطارات وتأخر في العبارات. لدى شركة السكك الحديد الوطنية SNCF تم الغاء رحلات 80% من القطارات مع خفض الرحلات الدولية او وقفها بين فرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا.
في ليل (شمال)، لم تعد غالبية الحافلات تعمل وفي مرسيليا (جنوب) اغلق خطا المترو وخط ترام واحد من كل ثلاثة.
يوم التعبئة هذا ادى الى اضراب 32,71% من المعلمين في الابتدائي والثانوي بحسب وزارة التعليم وهو أقل بكثير من ارقام النقابات. أعلنت نقابتا Snuipp-FSU وSnes-FSU من جانبهما عن معدلات إضراب لا تقل عن 60%.
قبل انطلاق المتظاهرين في مرسيليا (جنوب) ، قدر رئيس حركة “فرنسا الابية” جان لوك ميلانشون أن ماكرون “يجب ان يجد مخرجا” او “حتى يحل الجمعية الوطنية” او أن “يجري استفتاء”. ويراهن ايمانويل ماكرون بقسم كبير من رصيده السياسي على هذا الاجراء البارز في ولايته الثانية ما يدل على الرغبة التي عبر عنها في الاصلاح لكنها اليوم تعكس استياء قسم من الفرنسيين منه.
وسيشهد الأسبوع الراهن تحركات أخرى بموازاة نقاشات مجلس الشيوخ الفرنسي لمشروع الإصلاح والتي تختتم الجمعة. فثمة “إضرابات نسوية “في 8 آذار/مارس وفي اليوم العالمي لحقوق المرأة وتعبئة لصفوف الشباب الخميس وإضراب وطني من أجل المناخ الجمعة وهي مشكلة تربطها بعض النقابات بمشكلة نظام التقاعد.
وأوضح المصدر نفسه “في حال أقر الإصلاح من غير المرجح أن تبقى التعبئة عند هذا المستوى” معولا على انسحاب أكثر النقابات اعتدالا. وقالت رئيسة الوزراء إن “البرلمان أمر مهم وعندما تقر القوانين تحصل على مصادقة ديموقراطية”.
النقابات الفرنسية تشيد بحركة “تعبئة تاريخية ضد مشروع تعديل نظام التقاعد” في فرنسا
أشادت النقابات في فرنسا الثلاثاء بالتعبئة “التاريخية” احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل الذي يريده الرئيس إيمانويل ماكرون، مع تأخر قطارات وإغلاق مدارس وإضرابات قابلة للتمديد وعدم جمع النفايات وتوقف شاحنات الوقود عند مداخل المصافي. ورحب الامين العام لنقابة CFDT (إصلاحية) لوران بيرجيه ب”تعبئة تاريخية” منذ 40 او 50 عاماً، مع مشاركة أكثر من “20 بالمئة” من متظاهري 31 كانون الثاني/يناير. وشارك في يوم التعبئة 1,27 مليون شخص، بحسب السلطات، فيما تحدث المنظمون عن 2,5 مليون متظاهراً. فيما أكد نظيره في نقابة CGT فيليب مارتينيز الى جانبه قبل انطلاق التظاهرة في باريس “سيكون هذا أقوى يوم تعبئة منذ بداية” التحركات.
وفي جميع أرجاء فرنسا كانت المواكب حاشدة بمستوى مماثل للتعبئة القياسية في 31 كانون الثاني/يناير. وتم الإبلاغ عن عدد قليل من المشاحنات وإلقاء مقذوفات، لا سيما في باريس وليون (شرق) ورين (غرب)، حيث استخدمت الشرطة قاذفات المياه.
وفي المقابل، كانت نسبة المضربين أقل بقليل من أعلى المعدلات المسجلة منذ بداية الحركة، بين عمال سكك الحديد (39 بالمئة مقابل 46,3 بالمئة في 19 كانون الثاني/يناير) كما بين المعلمين.
نُصبت العديد من الحواجز على الطرق وسُجل انقطاع كبير في الكهرباء في الشمال. وقد منعت شحنات المحروقات صباح الثلاثاء من الخروج من “كل المصافي” الفرنسية على ما قال مصدر نقابي. كما تأثرت حركة النقل بين فرنسا وبريطانيا مع الغاء عشرات الرحلات وخطوط القطارات وتأخر في العبارات.
وقال مصدر حكومي “في حال أقر الإصلاح من غير المرجح أن تبقى التعبئة عند هذا المستوى” معولا على انسحاب أكثر النقابات اعتدالا. وتظهر استطلاعات الرأي المتكررة أن الفرنسيين بغالبية واسعة يعارضون الإصلاح مع أنهم يرون أنه سيقر في نهاية المطاف. وفرنسا هي إحدى الدول الاوروبية التي يعد فيها سن التقاعد بين الادنى.
تظاهرات باريس ضد قانون التقاعد تتحول لاشتباكات مع الشرطة
وتحولت التظاهرات في باريس ضد قانون التقاعد إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وتؤشر أولى التظاهرات حول إصلاح نظام التقاعد في فرنسا إلى تغير في عمليات حفظ الأمن مع انتشار أقل ظهورًا للشرطة والدرك وحوار معزز مع النقابات وعنف محدود، على ما يفيد مراقبون يبدون في الوقت ذاته حذرًا حيال ما سيحصل لاحقًا.
وتسببت الإضرابات والتجمعات في جميع أنحاء فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل في اضطرابات مرورية كبيرة وشل مصافي النفط والجامعات، بعد أن دعت النقابات العمالية إلى “شل” البلاد. ومع دخول أحدث موجة من الاحتجاجات ضد خطة الحكومة لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما يومها السادس، أعلنت النقابات العمالية أن “أكثر من مليوني شخص” سيشاركون في مسيرات يوم الثلاثاء.
وبدأت المسيرات في الصباح الباكر بجميع أنحاء البلاد، حيث أغلقت الحشود مؤسسات التعليم العالي الرئيسية بما في ذلك جامعة رين الثانية وجامعة ليون الثانية، وفقا للقطات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وأقام المتظاهرون حواجز أمام مستودع للحافلات في لاروش سور يون، وهي مدينة في غرب فرنسا، كما أغلق الطلاب مستودعا آخر للحافلات في سان دوني بليل، بالقرب من باريس، قبل أن تصدهم قوات الأمن. أغلق ما لا يقل عن 100 شخص الطريق السريع RN 24 الذي يربط رين ولوريان في غرب فرنسا، وفقا لمنظمة الطلاب “القبضة المرفوعة”.
المصدر: أ ف ب