أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “هزيمة روسيا في ساحة المعركة مستحيلة”، منوهاً أنه “سيتم التعامل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع في أوكرانيا إلى مواجهة عالمية”. وتساءل الرئيس الروسي، خلال كلمته أمام الجمعية الفيدرالية “ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟ إنه يعني إنهاءنا وبشكل نهائي وللأبد”، منوهاً بأن روسيا تفهم وتعي أهداف الغرب “وسيتم الرد عليهم وفقاً لذلك”.
وفي كلمته التي تزامنت مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا، وجه الرئيس بوتين رسائل لا تقبل التأويل للداخل الروسي وللخارج الغربي الذي يصعّد جبهة المواجهة بين أوكرانيا وروسيا، وذلك عبر خطاب استمر نحو ساعتين، إذ كانت الرسالة الأقوى تعليق مشاركة بلاده في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت”، موضحاً أنه لم ينسحب من المعاهدة، بل علق مشاركة بلاده فيها، قائلاً إنه “قبل العودة إلى المناقشة والبحث بشأن ستارت، يجب أن نفهم، ما الذي تريده تلك الدول مثل فرنسا وبريطانيا وكيف سنأخذ في الاعتبار ترساناتهما الاستراتيجية، أي القدرة الضاربة المشتركة لتحالف شمال الأطلسي؟”.
وأضاف في هذا السياق، أن “الولايات المتحدة، من خلال الناتو، توجه إنذاراً وتنبيهاً لموسكو بشأن معاهدة ستارت الجديدة.. واشنطن تطالب بتحقيق جميع النقاط، بينما تخطط واشنطن للتصرف كما تشاء”.
بالمقابل، لفت الرئيس الروسي إلى أن واشنطن تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية، و”هذا الأمر بات معلوماً، وبناء عليه يجب أن تكون وزارة الدفاع و”روساتوم” على استعداد لاختبار الأسلحة النووية في حال قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً”، متابعاً أنه “في بداية شباط/فبراير طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة “ستارت” بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية، إنه مسرح العبث بعينه”، لافتاً إلى المطالبة “في الإشراف المقابل، لكن لم يتم الرد عليه، أو تم تجاهله”.
ولفت الرئيس بوتين إلى أن “الناتو” يريد إلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا، و”بعد ذلك يريد أن يشرف على منشآتنا النووية”.
وتابع “يقولون لا علاقة بين مشاكل الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وبين الصراع في أوكرانيا والأعمال العدائية الأخرى ضد بلدنا”، معلناً أن الغرب “يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بنا والولوج لمنشآتنا النووية”.
كما وصف الرئيس بوتين أوكرانيا بأنها “مستعبدة من قبل الغرب”، قائلاً “كانت الدول الغربية تعد كييف لحرب كبيرة.. دربوا ضباطاً من الكتائب (النازية) الأوكرانية وقاموا أيضاً بتزويدهم بالأسلحة”. وتابع قائلاً “الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب، كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، كلما سنقوم بدفع العدو بعيدا عن أراضينا”. وأضاف الرئيس الروسي، “نحن لا نحارب الشعب الأوكراني هذا الشعب أصبح أسيرا للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري”.
من جهة ثانيو، رأى بوتين أنه حين كانت بلاده “صادقة بشأن اتفاقيات مينسك كان الغرب يقوم بما أسماه “مسرحية دبلوماسية” (في إشارة لاتفاقيات مينسك)”، لافتاً إلى أنه “كنا منفتحين ومستعدين للحوار وكنا دائماً نسعى للضمانات الأمنية للجميع بمساواة وعدل”.
وفي السياق، أعلن أن “الغرب هو من بدأ الحرب ونحن حاولنا ونحاول إيقافها، مضيفاً أن “الخطوة التالية بعد دونباس هي الهجوم على القرم”، مشيراً إلى أن “الغرب أضاع حوالي 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا، في وقت منح فيه خلال عام 2020 60 مليار دولار للدول الفقيرة”.
وأكد الرئيس الروسي “عدم محاربة الشعب الأوكراني”، قائلاً إن “هذا الشعب أصبح أسيراً للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري”، محذراً من أنه “كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، كلما سنقوم بدفع العدو بعيداً عن أراضينا”.
من جهة ثانية وجه الرئيس الروسي التحية “لأسر المحاربين والعاملين وأصحاب المهن الطبية وغيرهم من المشاركين في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا”، مقترحاً “تأسيس صندوق حكومي لدعم أسر المشاركين في العملية العسكرية”.
وأعلن بوتين “زيادة الدعم للمناطق الجديدة والعمل على مد الطرق وتوفير الأمن والاستقرار لها”.
كما أعلن بوتين “وصول مستوى تجهيز قوات الردع النووي الروسي إلى أكثر من 91%”، قائلاً إن “الاقتصاد الروسي تراجع بنسبة 2.1% في 2022 فيما كانت التوقعات تتحدث عن انهياره”.
وفي السياق، أكد أنه “تمكننا من حماية المواطنين وحافظنا على أماكن العمل، ودعمنا النظام المالي، وفي آذار/مارس كان هناك إجراءات دعم لقطاع الأعمال بقيمة تريليون روبل (أموالا ليست مطبوعة دون غطاء)”، مضيفاً أنه “أصبحت لدينا صورة متكاملة حول ما يتطلبه النموذج الاقتصادي الجديد المستقل الذي نراه من تطوير للتكنولوجيا والكوادر”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن “التعامل مع الغرب كمرفأ آمن لرؤوس الأموال مجرد وهم”، موضحاً أنه “قام رجال أعمالنا بإخراج رؤوس الأموال وممتلكاتهم إلى الغرب الذي قام بسرقتهم”.
كما أعلن الرئيس الروسي اجراء الانتخابات الإقليمية في أيلول/سبتمبر المقبل وانتخابات الرئاسة عام 2024 وفقاً للجداول المحددة والمعلنة.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء تصفية أكثر من 500 جندي أوكراني خلال الـ24 ساعة الأخيرة وسط تقدم القوات الروسية على كافة المحاور.
المصدر: روسيا اليوم