لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : الى أن الزحف المليوني الى كربلاء هو تظاهرة كبرى ضد الظلم والارهاب, وهو تحد كبير للارهاب التكفيري الذي لا يهدد الزائرين الشيعة بتفجيراته وأعماله الوحشية فقط, وانما يهدد كل المسلمين بكل مذاهبهم وكل المنطقة بل كل العالم .
وأشار: الى أن الحروب الدائرة في المنطقة ليست حروباً مذهبية كما يعتقد البعض..وإنما هي حروب امريكية اسرائيلية بأدوات تكفيرية مذهبية , فأمريكا هي التي تشعل هذه الحروب من أجل السيطرة والهيمنة والنفوذ ووضع اليد على موارد وثروات المنطقة معتبراً: أن الحروب القائمة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها أمريكا هي التي أشعلتها وعملت على تأجيجها وهي تستطيع إيقافها ساعة تشاء, بدليل ما حصل في اليمن خلال اليومين الماضيين حيث قرر الامريكي وقف اطلاق النار والشروع في مفاوضات بين الأطراف, حتى من دون اعطاء أي علم أو اعتبار للرئيس المستقيل الذي أشعلوا الحرب من أجله كما قالوا في بداية العدوان..
وقال: هم حاولوا أن يعطوا لكل هذه الحروب طابعاً مذهبياً, حتى عدوان اليمن أعطوه بعداً مذهبياً حينما قالوا إن الحوثيين يهددون الحرمين الشريفين ويريدون قصف مكة؟! قالوا ذلك من أجل تحريض المسلمين وتحشيدهم الى جانب النظام السعودي في هذه الحرب, لكن الجميع يعلم بأن المسلمين اليمنيين أحرص على حماية الحرمين الشريفين من آل سعود.
ورأى:أن جوهر الصراع الدائر في المنطقة هو صراع سياسي بين مشروعين : المشروع الامريكي الصهيوني بحلفائه العرب والتكفيريين الارهابيين الذي يعمل على تفتيت المنطقة, وتدمير ثرواتها, وتمزيق شعوبها, وتشويه اسلامها, وإعاقة مساعي الشعوب نحو النهوض والتقدم والحرية, في مقابل المشروع المقاوم الذي تمثل إيران قاعدته المركزية والذي يعمل على توحيد الأمة, وتحريرها, والحفاظ على هويتها, وتقديم النموذج الحضاري المتقدم والمشرق للإسلام .
وأكد: أن ذهاب رئيس ومجيء رئيس أمريكي جديد لن يغير من جوهر الصراع, فأمريكا هي نفسها الدولة المستكبرة الراعية للإرهاب في العالم الحامية بل المتبنية للكيان الصهيوني, والمجرمة بحق الشعوب, التي تفتت منطقتنا وتدمر دولها وتقتل
أهلها, ونتائج الانتخابات فيها ورئيسها الجديد لن يجعلها دولة مغايرة ومختلفة, ولن يغيرها بالنسبة لنا, ولن يغير من نظرتنا لها, ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية في نظرنا ونظر الشعوب, الدولة الإرهابية القاتلة المدمرة, ولن يستطيع أحد مهما حاولوا, أن يلمع صورتها البشعة خصوصاً لدى شعوب هذه المنطقة.
نص الخطبة:
من أبرز مظاهر الولاء والوفاء والمحبة لأهل البيت (عليهم السلام)، وبالاخص للإمام الحسين(ع) الزحف المليوني نحو كربلاء كلّ عام لزيارة الأربعين مشياً على الأقدم, الزحف من كلِّ مكان وبالأخص من النجف الى كربلاء, هذا الحدث السنوي الذي يحصل على مرأى من العالم كله, ويعبر فيه الكبار والصغار والرجال والنساء والعجزة والشباب ليس عن حبهم فقط, بل عن عشقهم للحسين(ع), واستعدادهم لحمل رسالته, والسير في دربه ونهجه, ومواجهة الظلم والطغيان.
وإنّما سمّيت هذه الزيارة بزيارة الأربعين, لأنّ وقتها يوم العشرين من صفر، أي بعد مرور أربعين يوماً على شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب النبي (رحمه الله) من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين(ع)، فكان أول مَن زاره من الناس، وهو اليوم الذي كان فيه أيضاً رجوع حرم الحسين (عليهم السلام) والسبايا من الشام إلى كربلاء في طريق عودتهم الى المدينة.
وسأتحدث في هذه المناسبة عن استحباب هذه الشعيرة، شعيرة المشي لزيارة الأربعين, وإثبات عظمة ثواب وأجر وفضل مَن يقيم هذه الشعيرة ويمشي لزيارة الحسين(ع), لكن قبل أن استعرض الروايات الدالة على استحباب المشي لزيارة الإمام الحسين وسائر الأئمّة (عليهم السلام) وثواب السير مشياً إلى مقاماتهم (عليهم السلام) لا بد من التأكيد على أن شعيرة المشي لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) تعود تاريخياً ـ كما جاء في بعض الروايات ـ إلى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) حيث إنّه زار الحسين (عليه السلام) في يوم الأربعين مشياً على الأقدام، وكان قادماً من المدينة المنورة.
وكانت هذه الشعيرة ـ وهي المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) ـ موجودة منذ زمن الأئمّة (عليهم السلام) وهي ليست شيئاً مستحدثاً؛ حيث كان ينتقل كثير من الناس من أماكنهم إلى كربلاء مشياً على الأقدام لزيارة الحسين(ع)؛ بالرغم من وجود وسائل للنقل تتناسب مع ذلك الزمان, حيث كانت توجد جمال وبغال وأحصنة يستخدمها الناس لتنقلاتهم, ولذلك كان الأئمّة(ع) يقولون: مَن أتى قبر الحسين فإن كان ماشياً فله كذا من الثواب, وإن كان راكباً فله كذا من الثواب. وهذا التقسيم يكشف عن أن المشي لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) كان موجوداً في تلك الفترة أيضاً.
وكان الناس في العراق منذ القدم حتى مع توافر وسائل النقل الحديثة كالسيارات والباصات وغيرها يقصدون مقام الإمام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام لا سيما في مناسبة الأربعين، إلى أن جاء نظام صدام الجائر البائد فمنع هذه الشعيرة طيلة مدة حكمه، ولكن الناس لم يتركوا هذه الشعيرة، فكانوا يمشون إلى زيارته (عليه
السلام) سراً وبالخفاء، الى أن فرج الله عن المؤمنين بسقوط هذا النظام الجائر فاتيح للملايين من المسلمين الموالين من كل أنحاء العالم أن يمارسوا هذه الشعيرة بالشكل الذي نراه اليوم.
وكل التفجيرات والمفخخات والإرهاب الذي مارسته الجماعات التكفيرية الارهابية بحق الزوار في السنوات العشر الأخيرة والى الآن لم يرهب العاشقين والزائرين ولم يثنهم عن التوجه الى كربلاء, بل زاد من اصرارهم على التوجه الى مقام الحسين(ع) للزيارة برغم المخاطر والتهديدات.
والسرّ في اختصاص المشي بمناسبة الأربعين أي في يوم العشرين من شهر صفر مع أنّ هذه الشعيرة لا تختص بهذا اليوم؛ لأنّ استحباب زيارة الحسين(ع) مشياً لا يختصّ بزيارة الأربعين، بل يُستحب في كل يوم وفي كل وقت، لعله يعود الى أمرين:
الاول: أنّ أول مَن زار مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الأربعين مشياً على الأقدام هو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري (رحمه الله) فالناس يزورون الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم تأسّياً بهذا الصحابي الجليل، هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد حثّ الأئمّة (عليهم السلام) على الزيارة في هذا اليوم وجعلوها من علامات المؤمن، قال الإمام العسكري (عليه السلام): «علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم».
الثاني: انّ هذا اليوم قد رجع فيه أهل بيت الإمام الحسين (عليه السلام) من الشام إلى كربلاء، بعدما لاقوا العذاب والعناء والظلم، فالموالون من المسلمين الشيعة إنّما يزورن الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم مشياً على الأقدام مواساة لما جرى على عيال الحسين (عليه السلام) وأهل بيت الحسين(ع) الذين مشوا أُسارى في الصحراء وتحملوا الآلآم والمتاعب حتى وصلوا الى كربلاء في يوم الأربعين لزيارة قبر الحسين(ع).
وشعيرة المشي لها جذور في الشريعة الاسلامية, فقد ورد في الشريعة الإسلامية استحباب المشي حافياً أو غير حافٍ في مناسبات عديدة، فيُستحب المشي مثلاً للمسجد، ويستحب للإمام أن يمشي حافياً عندما يخرج لصلاة العيد، ويُستحب تشييع الجنازة ماشياً، ويستحب المشي للحجّ والعمرة، كما يُستحب المشي عند رمي الجمرات، ويُستحبّ المشي لزيارة المؤمن.
إذن: ليس استحباب المشي أمراً غريباً في الفقه الاسلامي، بل له موارد عديدة، ومن جملة المناسبات التي يُستحبّ فيها المشي هي زيارة مقامات الأئمّة (عليهم السلام)، لا سيما مقام الامام الحسين(ع), وقد ورد في العديد من الروايات استحباب المشي لزيارة الحسين وسائر مراقد الأئمّة(ع)، وأنّ ثوابه يكون أكثر من ثواب الركوب واستخدام وسائل النقل.
أمّا الروايات التي تنصّ على استحباب المشي لزيارة الحسين:
1ـ فعن الحسين بن عليّ بن ثوير ، قال: قال لي أبو عبد الله يعني الصادق(عليه السلام): يا حسين، من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن عليّ بن أبي طالبٍ عليهما السلام إن كان ماشياً كتب الله له بكلّ خطوةٍ حسنةً وحطّ بها عنه سيّئةً، وإن
كان راكباً كتب الله له بكلّ حافرٍ حسنةً وحطّ عنه بها سيّئةً حتّى إذا صار بالحائر كتبه الله من الصّالحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملكٌ، فقال له: أنا رسول الله، ربّك يقرئك السّلام، ويقول لك: استأنف فقد غفر لك ما مضى».
2ـ وعن أبي الصّامت، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكلّ خطوةٍ الف حسنةٍ ومحا عنه الف سيّئةٍ، ورفع له الف درجةٍ.
3ـ وعن عليّ بن ميمونٍ الصّائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يا عليّ، زر الحسين ولا تدعه. قلت: ما لمن زاره من الثّواب؟ قال: من أتاه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوةٍ حسنةً، ومحا عنه سيّئةً وترفع له درجةٌ»، وفي رواية أُخرى: «فإذا أتاه وكّل الله به ملكين يكتبان ما يخرج من فيه من خير، ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شرّ ولا غير ذلك، فإذا انصرفوا ودّعوه، وقالوا: يا وليّ الله، مغفور لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله، لا ترى النار بعينك أبداً، ولا تراك ولا تطعمك أبداً».
4ـ.وعن أبي سعيدٍ القاضي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في غرفةٍ له فسمعته يقول: من أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكلّ خطوةٍ وبكلّ قدمٍ يرفعها ويضعها عتق رقبةٍ من ولد إسماعيل».
5ـ عن جعفر بن محمد (عليهما السلام): أنّه سُئل عن الزائر لقبر الحسين عليه السلام، فقال: مَن اغتسل في الفرات، ثمَّ مشى إلى قبر الحسين عليه السلام كان له بكلّ قدم يرفعها ويضعها حجّة متقبَّلة بمناسكها».
إذن: هذه الروايات تدلّ على أنّ مَن زار الحسين ماشياً له من الثواب:
1ـ تُكتب له بكلِّ خطوة حسنة، وتُمحا عنه سيئة، ويُرفع له درجة.
2ـ يُكتب له بكلِّ خطوة ألف حسنة، وتُمحا عنه ألف سيئة، ويُرفع له ألف درجة.
3ـ يُكتب له بكلِّ خطوة ثواب حجّة متقبَّلة بمناسكها.
4ـ يُكتب له بكلِّ خطوة عتق رقبة من وُلد إسماعيل.
والعمل الذي له هذا المقدار من الثواب لا شكّ في أنّه من المستحبّات المؤكّدة.
أما الروايات الدالة على استحباب المشي لزيارة سائر الأئمّة(عليهم السلام) فمنها:
ما يدلّ على استحباب المشي لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخصوص كالمروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «من زار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ماشياً، كتب الله له بكلّ خطوةٍ حجّةً وعمرةً، فإن رجع ماشياً، كتب الله له بكلّ خطوةٍ حجّتين وعمرتين».
ومنها ما يدلّ على استحباب المشي لزيارة الأئمّة بشكل عامّ, كالرواية التي يرويها الشيخ الصدوق قدس سره في ثواب الأعمال بسند صحيح. «قال: قلت للرضا (عليه السلام): ما لِـمَن أتى قبر أحد من الأئمّة عليهم السلام؟ قال (عليه السلام): له مثل ما لِـمَن أتى قبر أبي عبدالله (عليه السلام) » .
والمشي للزيارة إضافة الى كل هذا الثواب..فيه إظهار للخضوع والتذلل لله تعالى وتعظيم لشعائره ولا سيما إذا كان حافياً، ولذلك يستحب المشي حافياً لصلاة العيد
والمشي إلى المسجد؛ والمشي في الطواف لأنّه أنسب بالخضوع والاستكانة والتذلل, ولذلك لا تجوز الصلاة بالحذاء لأنه يتنافى مع الخضوع والتذلل لله.
كذلك المشي فيه إظهار التعظيم والاحترام لشعائر الله تعالى؛ ومن هنا يُستحب المشي في الحجّ والعمرة، وعند السعي بين الصفا والمروة، وعند رمي الجمرات، ويمكن أن يقال: إنّ المشي حافياً وراء الجنازة أيضاً فيه تعظيم لشعائر الله تعالى، واحترام للميت، والملائكة الذين يحفّون به، وكذا المشي لزيارة المؤمن.
وعليه؛ فإذا مشى المؤمن لزيارة الأئمّة (عليهم السلام) يكون قد أدّى ثلاث عبادات، الأُولى زيارة الأئمّة (عليهم السلام)، والثانية: الخضوع والتذلل لله تعالى، والثالثة: تعظيم شعائر الله تعالى؛ ومن هنا يتضاعف ثواب الزائر.
اليوم المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) يوم الأربعين أصبح عنواناً للولاء والعشق الحسيني, وصرخة في وجوه الظالمين والطغاة والمستكبرين والتكفيريين، ووسيلة للتعريف بالإسلام وبأهل البيت(ع)؛ حيث إنّ كلّ مَن يرى هذا الحدث وتلك الجموع الغفيرة التي تسير نحو الحسين (عليه السلام) يُثار لديه تساؤل: مَن هو الحسين ؟ من هي هذه الشخصية التي تهوي إليها ملايين القلوب؟ ممّا يدفع الآخرين للبحث والتحقيق والتعرف على الاسلام وعلى أئمة المسلمين وقيمهم وأخلاقهم وسلوكهم في مواجهة الظلم والظالمين .
الزحف المليوني الى كربلاء هو تظاهرة كبرى ضد الظلم والارهاب, وهو تحد كبير للارهاب التكفيري الذي لا يهدد الزائرين الشيعة بتفجيراته وأعماله الوحشية فقط, وانما يهدد كل المسلمين بكل مذاهبهم وكل المنطقة بل كل العالم .
الحروب الدائرة في المنطقة ليست حروباً مذهبية كما يعتقد البعض..الحروب المشتعلة في المنطقة هي حروب امريكية اسرائيلية بأدوات تكفيرية مذهبية .
أمريكا هي التي تشعل هذه الحروب من أجل السيطرة والهيمنة والنفوذ ووضع اليد على موارد وثروات المنطقة, فالحروب القائمة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها أمريكا هي التي أشعلتها وعملت على تأجيجها وهي تستطيع إيقافها ساعة تشاء, بدليل ما حصل في اليمن خلال اليومين الماضيين حيث قرر الامريكي وقف اطلاق النار والشروع في مفاوضات بين الأطراف, حتى من دون اعطاء أي علم أو اعتبار للرئيس المستقيل هادي عبد ربه الذي أشعلوا الحرب من أجله كما قالوا في بداية العدوان.
فأمريكا هي التي أشعلت الحرب ودفعت بالنظام السعودي لشن هذا العدوان الوحشي الظالم على هذا البلد الفقير, وهي التي تأمر اليوم بوقفها بعد أن دمر العدوان هذا البلد المظلوم.
هم حاولوا أن يعطوا لكل هذه الحروب طابعاً مذهبياً, حتى العدوان على اليمن أعطوه بعداً مذهبياً حينما قالوا إن الحوثيين يهددون الحرمين الشريفين ويريدون قصف مكة؟! قالوا ذلك من أجل تحريض المسلمين وتحشيدهم الى جانب النظام السعودي في هذه الحرب, لكن الجميع يعلم بأن المسلمين اليمنيين أحرص على حماية الحرمين الشريفين من آل سعود.
هذه الحروب تدار بخلفيات سياسية واقتصادية وأمنية وليست حروباً مذهبية لا بين السنة والشيعة ولا بين السنة والعلويين ولا بين السنة والزيديين ولا بين هذا المذهب وذاك المذهب.. نعم أمريكا وحلفاؤها يستخدمون الجماعات التكفيرية المذهبية في هذه المعركة, والخلاف ليس على أحقية علي في الإمامة من أبي بكر, ولا على حق الزهراء في أرض فدك..
الصراع الدائر في المنطقة هو صراع سياسي بين مشروعين : المشروع الامريكي الصهيوني بحلفائه العرب والتكفيريين الارهابيين الذي يعمل على تفتيت المنطقة, وتدمير ثرواتها, وتمزيق شعوبها, وتشويه إسلامها, وإعاقة مساعي الشعوب نحو النهوض والتقدم والحرية, في مقابل المشروع المقاوم الذي تمثل ايران قاعدته المركزية والذي يعمل على توحيد الأمة, وتحريرها, والحفاظ على هويتها, وتقديم النموذج الحضاري المتقدم والمشرق للإسلام .
هذا هو جوهر الصراع الدائر اليوم, وذهاب رئيس ومجيء رئيس أمريكي جديد لن يغير من جوهر الصراع, فأمريكا هي نفسها.. الدولة المستكبرة الراعية للإرهاب في العالم والحامية بل المتبنية للكيان الصهيوني, والمجرمة بحق الشعوب, التي تفتت منطقتنا وتدمر دولها وتقتل أهلها, ونتائج الانتخابات فيها ورئيسها الجديد لن يجعلها دولة مغايرة ومختلفة, ولن يغيرها بالنسبة لنا, ولن يغير من نظرتنا لها, ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية في نظرنا ونظر الشعوب, الدولة الإرهابية المستكبرة القاتلة, ولن يستطيع أحد مهما حاولوا, أن يلمع صورتها البشعة خصوصاً لدى شعوب منطقتنا.
المصدر: خاص