عندَ رعبِهم يَعلقُ الصهاينةُ من مصيرِهم المحتومِ بحربٍ داخليةٍ ستُبددُ اوهامَ كيانِهم المزعوم، وعندَ ذهولِهم لا يزالونَ من مواقفِ الامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله ومعادلاتِه التي لا يستطيعون تخطِّيَها، ومن فَهمِه ومعرفتِه التفصيليةِ لواقعِهم المأزوم . فاَضافوا على كلامِه اليومَ تسريباتٍ لقادةِ اجهزتِهم الامنيةِ الذين راَوا امراً مذهلاً لم يكونوا يَتوقعونَه سابقاً جراءَ الشرْخِ الذي يصيبُ المجتمعَ الصهيوني، والذي يَعني بحسَبِ هؤلاءِ بدايةَ تفككِ الكيان..
في البلدِ المقسَّمِ اهلُه والمُفككةِ دولتُه – لبنان، لا من يريدُ البناءَ على مَواطِنِ القوةِ للنهوض، وانما غوصٌ في اعماقِ المتاهاتِ والاجتهاداتِ الدستوريةِ والخلافاتِ السياسيةِ التي لن تُسمنَ البلدَ ولن تُغنيَ اهلَه من جوع ..
مع كثرةِ الكلامِ من على منابرِ الطوباويةِ السياسية، فانَ سوءِ الواقعِ الاقتصادي يفتكُ باللبنانيين، والدولارُ يقضي على ليرتِهم، والمعنيون تائهون يترقبون اذناً اميركياً من خلفِ البحارِ او حتى من خلفِ جدرانِ عوكر للعمل ، فيما خيرُ العملِ الذي يحتاجُه البلدُ واهلُه هو كسرُ الحصارِ بالعديدِ من الخياراتِ المتاحة.. وواقعُ الحالِ يحتاجُ الى رجالِ دولةٍ ينظرون الى الوطنِ الذي يتداعى لانقاذِه، لا اَن يستغرقوا في حِسبةِ المكاسبِ السياسيةِ وغيرِ السياسيةِ عندَ كلِّ خطوةٍ على الساحةِ الوطنية..
واولُ الحلولِ التي تَجُبُّ الكثيرَ من الاعتراضات، وتخففُ اعباءَ الصراخِ السياسي واثقالَ الاجتهادات، هو الذهابُ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية – بعيداً عن التحدي والمكاسرةِ التي تُضعفُ الموقفَ الوطنيَ كما قالَ رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد، فحزبُ الله عرَضَ على جميعِ اللبنانيينَ التفاهمَ على شخصِ الرئيسِ الذي يَصلُحُ لهذه المرحلة، ورَفْضَ ايِّ مرشحٍ من ايِّ طرفٍ كانَ يوصفُ بمرشحِ التحدي، لكنَ البعضَ مصرٌ على استخدامِ مرشح “البدل عن ضائع”.
ووسْطَ كلِّ هذا الضياعِ الذي يصيبُ بلدَنا والمنطقةَ والعالم، أكدَ الامامُ السيدُ علي الخامنئي في ذكرى المبعثِ النبويِّ الشريفِ على اولويةِ القضيةِ الفلسطينيةِ التي يَسري اليها اهلُ الحق عما قريب..اما اهلُ الضلالِ فلم يردَعْهم حتى الزلزالُ الذي ضربَ سوريا وتركيا، فقامت جماعاتٌ داعشيةٌ بارتكابِ مجزرةٍ بحقِ مزارعينَ في ريفِ حمص..
المصدر: قناة المنار