تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفاً، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 8 أيام على الكارثة.
تركيا
أعلنت إدارة الكوارث الطبيعية التركية “آفاد”، اليوم الأربعاء، أنه حتى الآن حصلت 3 آلاف و858 هزة ارتدادية منذ وقوع الزلزال. وقالت “آفاد” إن “المواقع تغيرت 7.3 أمتار عن مواقعها الأصلية وهذا تغير كبير جداً”، مؤكدة “أننا نعيش أوضاعاً استثنائية للغاية”.
ونجحت فرق البحث والإنقاذ بانتشال سيدة تبلغ 42 عامًا من تحت الأنقاض في ولاية قهرمان مرعش، بعد مرور 222 ساعة على الزلزال. إنقاذ الامرأة جاء بعد أن رصدت فرق البحث والإنقاذ القادمة من بورصة صوتًا من تحت أنقاض أحد المباني في حي “خير الله” بقضاء “أونإيكي شباط” في الولاية. و
وكانت “آفاد”، كشفت يوم أمس أنها أحصت 2724 هزة ارتدادية. هذا وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفا، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 9 أيام على الكارثة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن 100 دولة قدمت المساعدة لبلاده، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب غرب البلاد فجر الاثنين الماضي. وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره البوسني، إن “34 سفارة تقدم الدعم والمساعدة في مناطق الزلازل، ومؤسسات الدولة كافة تعمل على إيواء متضرري الزلازل جنوبي تركيا”.
من جهته، أعلن وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي التركي مراد كوروم، أن أعمال إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة جراء الزلزال، ستبدأ نهاية الشهر الجاري. وصرّح الوزير أمس الثلاثاء أنه تم تحديد 41 ألفا و 791 مبنى في 10 مقاطعات تضررت من الزلزال.
كما أشار كوروم إلى أن الحكومة تخطط لاستكمال تقييم الأضرار في المحافظات المتضررة من الزلازل خلال أسبوع، مؤكداً ضرورة ألا يأخذ المواطنون الأشياء من منازلهم إلا بتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ.
وفي السياق، أفادت صحيفة Yeni Şafak التركية، أنه سيتم بناء حوالي 300 ألف مبنى سكني، في المناطق المتضررة في تركيا جراء الزلزال. وأشارت الصحيفة، إلى أن أكثر من 211 ألف مبنى تعرضت لأضرار ما بين الكبيرة والمتوسطة، ومنها ما انهار بشكل كامل. ووفقاً للصحيفة، فإن إجمالي المنازل المتضررة، في المناطق الـ 10 التي ضربها الزلزال، بلغت 370 ألف مبنى سكني، وسيتعين إعادة بناء 400 ألف مبنى، منها 300 ألف عمارة سكنية.
وأضافت الصحيفة، أن هيئة تطوير الإسكان التركية، شرعت في المرحلة الأولى من خطة إعادة الإعمار، حيث سيتم تشييد 30 ألف مبنى، مشيرة إلى أنه بحلول شهر يونيو سيبلغ العدد قرابة الـ 100 ألف مبنى.
وكشف الخبراء أن 98% من المباني المدمرة، أقيمت قبل العام 1999، بعد تعرض تركيا لزلزال مدمر، اعتمدت إثره قوانين بناء جديدة. هذا وعزا الخبراء، سبب الدمار الهائل الذي أصاب الأبنية في الزلزال الأخير، إلى “ضعف طبقات التربة تحت أساسات المباني، وإغفال المهندسين لجودة الوصلات تحت المباني خلال مراحل التصميم والبناء”.
سوريا
التقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال زيارة الأخير إلى دمشق، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ بداية الأزمة السورية. هذا وسبق أن التقى الصفدي نظيره السوري فيصل المقداد.
ويقوم وزير الخارجية الأردني بزيارة كل من سوريا وتركيا، للتعبير عن تضامن الأردن مع هذين البلدين، في مواجهة تبعات الزلزال المدمر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية سابقًا.
ولفتت الخارجية إلى أن “الصفدي سيبحث في تركيا وسوريا، الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية، التي يحتاجها البلدان؛ وسوف يؤكد استمرار الأردن في إرسال المساعدات إلى البلدين، تنفيذاً لتوجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني”.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المركز الوطني السوري لرصد الزلازل أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي سجلت 41 هزة أرضية خلال الـ 24 ساعة الماضية، أغلبها بقوة تتراوح بين 2 و3 درجات على مقياس ريختر، في حين تم تسجيل هزتين فقط بقوة 4.3 و 4 درجات.
وأكد المركز أن “جميع هذه الهزات ارتدادية خفيفة، ليس لها تأثير محتمل ولا شيء يدعو للقلق”، مشيراً إلى أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي تتابع وبشكل دائم رصد وتحليل الأحداث وإجراء الدراسات اللازمة.
وبيّن المركز أنه تم تشكيل فريق عمل ميداني للكشف والاطلاع على الآثار الناجمة عن الزلزال والهزات الارتدادية في المباني والمنشآت في محافظتي حلب واللاذقية للمساعدة قدر الإمكان في إعداد ما يلزم من تقارير ودراسات لذلك.
وأعلنت محافظة طرطوس أن “جميع الإصابات البشرية الناتجة عن الزلزال في المحافظة بسيطة وعددها لا يتجاوز الـ 35 إصابة، غالبيتها كانت نتيجة الهلع والخوف، وتمت معالجة المصابين مباشرة”.
وأوضح محافظ طرطوس عبد الحليم خليل أن “عدد الأبنية المتضررة بشكل كامل من الزلزال في المحافظة بلغ 18 منزلاً في مدينة القدموس، وهي أساساً منازل شعبية قديمة تقع معظمها بمحيط قلعة القدموس، وتم اخلاؤها وغالبية أصحابها لديهم منازل أخرى في القدموس أو لديهم أقارب في المدينة، ولا حاجة لمركز إيواء لهم بناء على رغبتهم”.
وبين المحافظ أنه “منذ الأيام الأولى للكارثة تم تجهيز وافتتاح ثلاثة مراكز إيواء في مدرسة هاشم يوسف وفرع اتحاد شبيبة الثورة بمدينة طرطوس وفي فندق الدريكيش السياحي بمدينة الدريكيش، إضافة إلى تحديد ستة مراكز إيواء على مستوى المناطق بمعدل مركز في كل منطقة، وهي جاهزة للإشغال عند الحاجة”.
وروت فتاة سورية تدعى جنا رنو معجزة نجاتها من الزلزال الذي أبقاها 3 أيام تحت الأنقاض وقضى على كل أفراد أسرتها.
مساعدات
أصدر الرئيس الإماراتي محمد بن زايد قراراً بتقديم مبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لإغاثة المتضررين من زلازل سوريا. وسيتم تخصيص 20 مليون دولار من المبلغ الإضافي لتنفيذ مشاريع إنسانية، استجابة لنداء منظمة الأمم المتحدة العاجل بشأن سوريا، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”.
وكان الرئيس الإماراتي قد وجه مؤخراً بتقديم مبلغ 50 مليون دولار أمريكي للمتضررين من الزلازل في سوريا، إضافة إلى 50 مليون دولار أخرى إلى تركيا.
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة لليوم العاشر على التوالي إرسال مساعداتها الإغاثية إلى المتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، حيث سيرت الدولة 70 طائرة إلى سوريا وتركيا حتى الآن.
وفي السياق، بلغ إجمالي عدد طائرات المساعدات التي حطت في مطارات سوريا حتى اليوم الأربعاء، 105 طائرات، حملت أكثر من 300 طن من مواد الإغاثة.
واستمر وصول المساعدات إلى متضرري الزلزال في سوريا من دول صديقة وشقيقة، وبلغ عدد الطائرات الإماراتية 30 طائرة خلال أسبوع، حطت في مطاري دمشق واللاذقية.
كما تسلمت الأمانة السورية للتنمية شاحنة مواد غذائية مقدمة من مجموعة الزاهر الإماراتية، عبر معبر نصيب الحدودي، تضم نحو 15 طنا من المواد الغذائية المتنوعة لمصلحة المحافظات السورية المتضررة من الزلزال.
وسيرت الإمارات إلى سوريا 38 طائرة تحمل قرابة 1.243 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، إضافة إلى 2893 خيمة لإيواء قرابة 20 ألف شخص. إلى جانب إرسال فريق للبحث والانقاذ مكون من 42 شخصا لتنفيذ مهام البحث والانقاذ في المناطق المتأثرة من الزلازل.
وأعلن القائم بأعمال السفارة السعودية في أنقرة محمد بن يوسف الحربي، أن المملكة سيّرت حتى الآن سبع طائرات، عبر الجسر الجوي لإغاثة المنكوبين في المناطق المتضررة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
وقال الحربي، في حوار مع وكالة الأناضول، إن “الجسر الجوي، الذي تم تسييره بعد الزلزال مباشرة، مستمر ما دامت هناك حاجة، وأنه حمل حتى الآن مواد طبية وغذائية وخيام وفرق إنقاذ إضافة إلى تقنيات للبحث عن ناجين والمساعدة في إنقاذهم”. يُذكر أنه بالنسبة لسوريا، فقد وصلت طائرتان فقط من المملكة حتى الآن (من المتوقع وصول طائرة غد الخميس)، وذلك في اليوم الثامن ما بعد الكارثة.
هذا ووصلت طائرة مساعدات يابانية إلى مطار دمشق الدولي اليوم تحمل 18 طناً من المساعدات الطبية للمتضررين جراء الزلزال.
وقال القائم بأعمال سفارة اليابان بدمشق هيروفومي ميياكي في تصريح صحفي عقب وصول الطائرة “نقدم التعازي للشعب السوري، ونحن في اليابان تعرضنا سابقاً للزلازل، ونتشارك الآن الألم والحزن مع أبناء الشعب السوري”، مبيناً أن هذه هي المساعدة العينية الأولى من اليابان لسورية، وستكون هناك مساعدات أخرى.
وأشار إلى أن اليابان قدمت المساعدة استجابة لنداء سورية والأمم المتحدة لتقديم العون لمواجهة تداعيات الزلزال، داعياً إلى تضافر الجهود لمساعدة الشعب السوري.
إلى ذلك، وصلت إلى مطار دمشق الدولي طائرة باكستانية وأخرى من أرمينيا وواحدة من ليبيا وواحدة من كازاخستان.
ووصلت طائرة مساعدات مقدمة من منظمة الصحة العالمية إلى مطار دمشق الدولي تحمل 37 طنا من المواد الطبية الإسعافية ومواد لمعالجة النزلات الرئوية وخيما للمتضررين من الزلزال.
كما وصلت طائرة مساعدات إغاثية من منظمة “اليونيسيف” قادمة من كوبنهاغن في الدانمارك تحمل على متنها 25 طنا من المواد الطبية.
بدوره، قال وزير الأشغال اللبناني علي حمية إن “3 طائرات رومانية محملة بالمساعدات الإنسانية تستعد للهبوط في مطار بيروت ليتم نقلها إلى سوريا، حيث وصلت إحداها أمس وستصل الطائرتان الأخريان خلال اليومين المقبلين”.
ومن معبر جوسيه على الحدود اللبنانية، سجل وصول قافلة مساعدات مقدمة من نادي الهرمل الثقافي الرياضي ومدرسة عقول حرة تحت شعار “الإنسانية تجمعناط إلى الأهالي المتضررين من الزلزال.
وذكرت وكالة “شينخوا”، أن طائرة صينية أقلعت إلى سوريا فجر أول من أمس محملة بمساعدات إنسانية إغاثية لمنكوبي الزلزال، وأشارت إلى أن الطائرة التي تحمل على متنها إمدادات إغاثية، غادرت مدينة نانجينغ في مقاطعة جيانغسو شرق الصين، ليرتفع عدد الطائرات الصينية المحملة بالمساعدات التي وصلت إلى سوريا منذ حدوث كارثة الزلزال إلى 3 طائرات.
وأشارت مصادر إلى أن قاعات السفارة السورية في روسيا تحولت إلى مستودعات تضم عشرات الأطنان من المساعدات، التي يجري شحنها تباعا على الطائرات السورية القادمة من موسكو، وعبر الطائرات العسكرية الروسية القادمة إلى حميميم.
من جهة أخرى، شهدت العديد من السفارات السورية في الخارج، توافد أعداد كبيرة من دبلوماسيين ونواب البلدان المستضيفة ومواطنيها وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي فيها لتقديم التعازي بضحايا الزلزال، داعين إلى رفع الحصار الأحادي الجانب الجائر عن الشعب السوري.
المصدر: موقع المنار