صحيحٌ أن الإكثار من تناول المخللات يُسبب مشاكل جمة في الجهاز البولي، لكن تبيَّن أن هناك فوائد غير متوقعة لها خاصةً على الدماغ إن تم تناولها باعتدال!
فخلال دراسة حديثة، تبيَّن أن للمخللات تأثير إيجابي على عمل الدماغ. فالأطعمة المخمَّرة طبيعيًا مثل المخللات يُمكن أن تُوفِّر دفعة قوية من هرمون السيروتونين، وهو مادة كيميائية مسؤولة عن إدارة الحالة المزاجية لدينا.
تنصح الدراسة الأشخاص الذين لديهم تجربة مع الاضطراب والاكتئاب أو القلق بتناول المخلل لتعزيز مستويات السيروتونين في الجسم باعتباره مضاد قوي للاكتئاب وأفضل من جميع الوصفات الدوائية الأخرى.
وفقًا للدكتور “مايكل غيرشون”، مؤلف كتاب “الدماغ الثاني The Second Brain”، فإن القناة الهضمية في الواقع تُشبه إلى حدٍ كبير الدماغ في تواجد عدد كبير من الناقلات العصبية فيها. وحيث أن الدماغ يتحكم في ما نشعر به وكيفية اتخاذ القرارات، فإن الأمعاء تتخذ قرارات تتعلق بعملية البلع وهضم وامتصاص الطعام والعناصر الغذائية، وكيفية التعامل مع الفضلات والبقايا.
ويرى الباحثون أن مشاكل القناة الهضمية تنعكس سلبًا على المزاج. حيث تعمل الأمعاء على إرسال إشارات عصبية إلى الدماغ عند حدوث مشكلة فيها كتوعُّك في عملية الهضم أو نفخة في المعدة أو غازات.. إلخ.
هذا الأمر يُفسر سبب ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأمعاء. في الدماغ، تتواجد مجموعة من الخلايا العصبية تُعرف باسم GABA، وهي نواقل عصبية تتحكم في الحركة والرؤية وتنظيم القلق.
ويجد الباحثون أن وضع المخلل في الفم يُطلق تحفيزات في الأمعاء وكذلك الدماغ. فالأطعمة المخمَّرة كالمخللات تحتوي على بكتيريا جيدة تُسمى البروبيوتيك لها قدرة مذهلة على تعزيز جهاز المناعة وتغيير الحالة المزاجية بعد تجارب على الفئران. فقد وجدت الدراسة أن بكتيريا البروبيوتيك لها قدرة على تنظيم سلوك الفئران وتعزيز الاستجابة المناعية.
كما وجدت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة ماريلاند أن الأشخاص الذين يستهلكون المخلل في وجباتهم الغذائية يُعانون نسب أقل من القلق الاجتماعي.
لكن يجب الحذر من الإكثار من تناول الأطعمة المخللة، فيجب تناولها باعتدال وبكميات قليلة لكي لا تتأثر القناة الهضمية والمسالك البولية. حيث أن دراسة تركية وجدت أن الأشخاص الذين يُعانون من سرطان المعدة كانوا يتناولون كميات أكبر من المخلل من آخرين غير مصابين بالسرطان.
المصدر: مواقع