أعرب رئيس تكتل “بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن عن أمله بأن “يلاقينا شركاؤنا في الوطن على تفاهم وطني ينتج رئيسا، ولا ينتظر الخارج لإنتاج الرئيس، فالخارج له مصالحه وحساباته ورؤيته وارتباطاته”.
وخلال لقاء حواري سياسي نظمته “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” في بلدة الفاكهة، في حضور الأب مروان عون والشيخ فادي سكرية وفاعليات البلدة، قال الحاج حسن: “للأسف الشديد حتى الآن لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية لان تركيبة المجلس النيابي الحالي العددية والسياسية، والتكتلات والتحالفات الموجودة في المجلس، لا تتيح لأي فريق منفردا تأمين 86 نائبا للنصاب القانوني المطلوب دستوريا لدورتي الانتخاب الأولى والثانية، وبالتالي الذين يطرحون اليوم مرشحا وينتخبوه في الجلسات لم يتمكنوا من تأمين 65 نائبا حتى في حال تأمين نصاب الدورة الثانية. لذا المدخل الوحيد المنطقي المتاح هو الحوار الداخلي”.
وتابع: “البعض يبدو أنه بانتظار تعليمات من الخارج لم تصله بعد، بينما نحن لا نتلقى تعليمات من الخارج، ولقد ثبت على مدى السنين والعقود الماضية أن لنا حلفاء وليس لدينا من نأتمر بهم في خياراتنا، لدينا حلفاء نتشاور وإياهم في قضايا المقاومة في المنطقة، أما في موضوع الرئاسة والقضايا السياسية الداخلية اللبنانية فتجربة حزب الله واضحة بأننا مع حلفائنا نتخذ قراراتنا بملء إرادتنا ولا ننتظر تعليمات من أحد، لا من سفارة ولا من مبعوث، ولا من أي جهة دولية على الإطلاق. بينما الفريق الآخر يقول في تصريحات علنية لا نقبل أن يأتي رئيس لا ترضى عنه الدولة الفلانية أو الجهة الدولية الفلانية. هذه الجهة الدولية “زعلت” لأنها لم تستطع تحقيق مشاريعها في المنطقة، وهذه الجهة الإقليمية تأخذ على خاطرها لأن مشروعها التكفيري في المنطقة سقط”.
وأضاف: “نحن ندعو شركاءنا في الوطن إلى التفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية، والفريق الآخر يرفض أي نوع من الحوار، نحن لا نفرض أحدا، بل نحن نقول لكم تعالوا لنتفاهم. وما يثير الريبة التصريح الذي صدر عن مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارة ليف قبل أشهر عندما تحدثت عن تقييمها للوضع اللبناني، فقالت ان لبنان مأزوم والطبقة السياسية لم تتمكن من انتخاب رئيس، لذا يجب الضغط على النواب، ويجب أن تسوء الأمور أكثر، ليزداد الضغط الشعبي على الشارع، واذا تحرك الشارع يمكن أن تحصل أحداث قد تكون فرصة، بعد التخلص من حزب الله، لبناء لبنان من جديد من تحت الرماد”.
ورأى أن “مشكلة الحزب عند الأمريكي بأنه جهة من محور المقاومة الذي ساهم في إسقاط مشاريع أميركا وإسرائيل في المنطقة، مثل مشاريع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وإعادة تركيب لبنان من جديد، ولكن يبدو أن البعض في لبنان أو من العرب نسي أو يتناسى الكلام الأميركي”.
وأردف: “نحن اللبنانيين لدينا إمكانية لإعادة بناء بلدنا واقتصاد بلدنا، بعد ترسيم الحدود البحرية وفرض حقنا باستخراج الغاز والنفط، بفضل التفاهم الوطني اللبناني الذي دعمته المقاومة، حتى لا نبقى نتسول الأموال من أحد، بعد أن كنا قد منعنا من هذا الحق لسنوات بقرار أميركي. يكفينا استخراج ثرواتنا من تحت الارض وبيعها لتحسين وضع بلدنا الاقتصادي، وتحرير قراره السياسي”.
ودعا إلى “بناء اقتصاد منتج، وتصحيح ميزان التجارة واتفاقات التجارة الموقعة والتي لم تطبق لصالح لبنان”، وقال: “نحن مع علاقات مستقرة ومستدامة مع كل الدول العربية وكل الدول الأوروبية وكل دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني، نحن مع علاقات يسودها الاحترام وليس علاقات فوقية ودونية، ومع بناء اقتصاد سليم معافى، وتصحيح ما يجب تصحيحه في نظامنا السياسي والاقتصادي ومكافحة ومحاربة الفساد، وتشجيع عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الشأن”.
ووجه التحية إلى “كل من وقف إلى جانب سوريا وتركيا، ونخص سوريا لأنها تتعرض بالأصل إلى حصار قاس ومجرم. قبل الزلزال الشعب السوري يعاني في موضوع الدواء والمحروقات والكثير من المواد الأولية الأساسية بسبب قانون قيصر المجرم الصادر عن الإدارة الأميركية المجرمة تحت شعار معاقبة النظام، وفي الحقيقه هي لا تحاصر النظام بل تحاصر الشعب في سوريا، كما تحاصر كل الشعوب في العراق وإيران ولبنان وروسيا وكوبا وفنزويلا والصين، وحتى مع اوروبا هي تضغط على الشعوب لتنتزع منها خيارات ومواقف سياسية. وما تقوم به أميركا في العالم من حصار وعقوبات على عدد كبير من الدول هو تعبير عن الاستكبار الامريكي والفرعونية التي تريد ان تفرض هيمنتها وسيطرتها وإرادتها على العالم، وأن تنهب الثروات وتسيطر وتتحكم، وأن تقرر هي ما تريد في هذا العالم”.
واعتبر أن “أميركا التي تتحدث عن الديمقراطية، معظم حلفائها في المنطقة لا يتمتعون بأدنى صفة من صفات الديمقراطية، وإذا كنا نتحدث عن حقوق الإنسان، حلفاء أميركا هم أبشع صورة لانتهاك حقوق الإنسان في العالم. هناك دول وشعوب قررت الوقوف في وجه أميركا لانها تريد أن تهيمن وتسيطر وتنهب الثروات، ولأنها تدعم الكيان الصهيوني وتريد لنا ان نصبح عبيدا مأمورين في هذه المنطقة، ونحن لن نقبل بذلك، ولن نرضخ لأميركا تحت أي اعتبار من الإعتبارات”.
وأشار إلى أن “الأميركيين قرروا ان ينفقوا 80 مليون دولار لأضرار الزلزال في سوريا وتركيا، لقد أنفقوا لتدمير سوريا 1000 مليار دولار، بينما لدعم تركيا وسوريا بعد الزلزال يتحدثون عن 80 مليون دولار فقط، هذا نفاق واضح، هذا المبلغ الزهيد يقومون بسرقته في يوم واحد من بئر بترول في شمال سوريا”.
وتابع: “نحن لا نحتاج إلى أدلة، بل اميركا تقدم الدليل تلو الدليل عن نفسها بأنها إدارة فرعونية شيطانية حاقدة، ليس لديها أي معيار لحقوق الناس وللفقراء والمستضعفين، والمصلحة الأميركية لديها فوق كل اعتبار”.
واشاد ب “عملية الدهس الأخيرة التي نفذها مقاوم من فلسطينيي 1948 والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى الغزاة المستوطنين الصهاينة”، مشيرا إلى أنه “منذ بداية العام الحالي حتى الآن المقاومة الفلسطينية في تصاعد، ونتائج عملياتها في تصاعد أيضا لناحية عدد القتلى والجرحى الصهاينة، فقد ولى الزمن الذي يقتل فيه الفلسطينيون غيلة ولم يكن لديهم لا حول ولا قوة، وجاء الزمن الذي يقتل فيه أيضا المستوطنون الصهاينة على يد المقاومين الفلسطينيين”.
وختم الحاج حسن: “ما كان يخطط له الأميركي والإسرائيلي والأوروبي وبعض المطبعين العرب، هو تضييع الهوية الفلسطينية وتهويد فلسطين، وقد قال مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون الكبار سيموتون والصغار سينسون، ولكن خلال الأسابيع الماضية رأينا المقاومين الصغار الفتيان والشباب من عمر 13 إلى 17 و 19 و 20 و 30 سنة لم ينسوا. فأول مقولة للإسرائيلي من الفرات إلى النيل سقطت، ومقولة إسرائيل الكبرى والعظمى سقطت، والمراهنه على نسيان الشعب الفلسطيني لقضيته وتهويد فلسطين والقدس سقطت. وفي المقابل العمل المقاوم يتصاعد، والكيان الاسرائيلي يزيد قلقه وخوفه، فالتحية الكبيرة للشعب الفلسطيني ولشهدائه وجرحاه وأسراه الصامدين، وقضيه فلسطين بقيت وستبقى حية، والكيان الصهيوني لن يعرف الاستقرار وهو آيل إلى الزوال هذا وعد الله والله لا يخلف وعده، وهذه إرادة شعوب مصممة على المقاومة، ومحور المقاومة أثبت انه متماسك رغم كل هذا الحصار، في حين ان الاسرائيليين الصهاينة مأزومون خائفون قلقون على مصيرهم، وسيزدادون قلقا، محور المقاومة موجود ورأس الحربة وأيقونة هذا المحور هي فلسطين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام