ما كانَ ينقصُ التوترَ الاميركيَ الصينيَ الا منطادٌ تقولُ واشنطن اِنه للتجسس، وتوضحُ بكينُ اَنه دخلَ بالخطأِ الى الاجواءِ الاميركيةِ معتذرةً عن الحادث..
والى حينِ الوقوفِ على الخلفياتِ بدَت الادارةُ الاميركيةُ انها لا تريدُ تفويتَ فرصةٍ بحجمِ منطادٍ للضغطِ على بكين ، مذكرةً العالمَ بكثيرٍ من الذرائعِ التي اتخذتها تاريخياً لشنِ حروبِها العسكريةِ وغيرِ العسكرية.
قد لا تسمحُ اجواءُ العالمِ حالياً بانفجارِ بالونِ اختبارٍ في العلاقاتِ الاميركيةِ الصينية، في ظل تعاظمِ الاشتباكِ الغربي الروسي في اوكرانيا، والذي اعادَ الذاكرةَ الى جبهاتِ ستالينغراد ومعاركِ الجيشِ الاحمر مقابلَ الجيشِ النازي..
وسْطَ هذا المشهدِ المتلاطمِ دولياً وعالمياً، يريدُ البعضُ ان يبقى لبنانُ في حفرتِه اسيراً لقراراتِ الخارجِ وفرضِ الخياراتِ بالاملاءاتِ الغربية، وانتظارِ اجتماعاتٍ للنظرِ في ازمةِ الرئاسةِ اللبنانية، فيما حبرُ الدعواتِ للحوارِ الداخلي لم يَجِفَّ ويَنتظرُ من يتعاملُ معها من منطلقٍ وطنيٍ مسؤول..
ومتجردةً من المسؤوليةِ والانسانية ، تُواصلُ المصارفُ الطرقَ على رواتبِ الموظفينَ بالاستنسابيةِ المفرِطةِ في تطبيقٍ متفاوتٍ لسعرِ صيرفة بينَ ثمانيةٍ وثلاثينَ الفَ ليرة، واثنينِ واربعينَ الفاً ، وايضاً عبرَ رفضِ اعادةِ ملياراتِ الليراتِ التي احتُجزت في ادراجِها الشهرَ الفائتَ خلالَ موجةِ السقوفِ المفتوحةِ لمنصةِ الحاكمِ المركزي، والتي بموجبِها أكلَ حيتانُ المصارفِ والمضاربونَ الكبارُ مئاتِ ملايينِ الدولارات، ومَنعوا حتى الفتاتَ عن صغارِ المستفيدين..
وكيف سيَستفيدُ لبنانُ من زيارةِ السفيرِ الفرنسي بيار دوكان الى عاصمتِهم ؟ سؤالٌ كبيرٌ بحجمِ ملفِ الكهرباءِ الذي يعملُ عليه دوكان بينَ بيروتَ وباريس والقاهرة قبلَ توجهِه الى واشنطن في محاولةٍ لتحقيقِ خرقٍ في الجدارِ الاميركي المنصوبِ بوجهِ استجرارِ الغازِ المصري والكهرباءِ الاردنية. وفي اخرِ لقاءاتِه الرسمية ، زارَ دوكان وزيرَ الاشغالِ العامةِ والنقل علي حمية، الذي قال بعدَ اللقاء اِنَ انتظارَ المجتمعِ الدولي لن يُحسِّنَ ايراداتِ الدولةِ وانما عملُ اللبنانيين – وزاراتٍ ومعنيينَ، مُعتَبراً انَ سفرَ دوكان من بيروتَ الى واشنطن لحلِّ ازمةِ الكهرباءِ يوضحُ اينَ تَكمُنُ المشكلة..
المصدر: قناة المنار