عامان دون مراقبة أممية للحدود السورية مع فلسطين المحتلة، قوات الفصل الدولي في الجولان السوري المحتل بعد أن كانت قد انسحبت وسط اشتباكات مع المسلحين في النقاط الحدودية، تعود مجددا لعملها.
ما يُعرف بـ “الاندوف” تعود إلى ما كانت عليه قبل عامين من الآن، على الجانب السوري من الحدود، وذلك وفق ما أعلن عنه فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة في حديثه عن “عودة عناصر قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك إلى الجزء السوري من هضبة الجولان المحتلة بموافقة من الحكومة السورية وكذلك إسرائيل “.
الجانبان أيّدا خطة إعادة انتشار القوة، حسب تأكيد المتحدث الأممي، مشيراً إلى أنّ «الوضع في المنطقة أصبح مختلفاً تماماً عمّا كان عليه عام 2014”.
في هذا السياق وعلى ضوء الإعلان، أجرى موقع قناة المنار حواراً مع الدكتور أسامة دنورة المحلل السياسي والباحث الاستراتيجي، أكد خلاله أن هذه الخطوة لها مؤشرات ودلالات على الوضع الإقليمي والدولي، رابطاً تصوره هذا بتطورات مشهد الميدان العسكري السوري.
استعاد الدكتور دنورة في تحليله ما حدث قبل عامين في الجنوب السوري، اشتباك المجموعات المسلحة مع قوات “الإندوف”، اختطاف عناصر منهم وإجبارهم على الانسحاب، التوغل في المناطق الحدودية، أحداثٌ ترافقت مع الحديث عن منطقة عازلة جنوبي البلاد.
هنا يرجح دنورة أن موضوع المنطقة العازلة بات أمراً غير قابل للتحقيق، فربما التفاهمات الدولية جعلته فائت الأوان، أو غير قابل للعمل به، كما عرّج في حديثه على ما تم تناقله وما يعتبره أنه قد يكون تسريبات إعلامية، حول تطمينات من غرفة “الموك” للجانب الأممي، مشيراً إلى احتمال وجود نيّة لدى غرفة العمليات هذه في الأردن ضبط النشاط الإرهابي في جنوب سورية، والذي مصدره المسلحين القادمين من هناك.
ومن ضمن الدلالات المحتملة لهذه الخطوة، ربطَ المحلل السياسي استغناءً بات ظاهراً في الشمال السوري عن خدمات المجموعات الإرهابية، ما يعني أنه قد يتبعه استغناء مماثل عن خدمات المجموعات المسلحة التي تقدمها لإسرائيل، وهذا قد يتدرج لاحقاً إلى تفكيك المشهد الإرهابي بشكل عام في الجنوب السوري.
التقدم السوري في الميدان فرض معادلته على طاولة السياسة، ما أتاح إمكانية عودة وجود قوات أممية، ما يمنع بالحد الأدنى تسرب المسلحين، وربما هذا الأمر أصبح مطلباً إسرائيليا غير معلن بناء على ما يحدث من تقدم للجيش السوي تجاه المناطق الحدودية، ما قد يخفف من حدة الاشتباك، ومن العبء الذي بات على الكيان نتيجة استقبال الإرهابيين وتقديم الرعاية والدعم اللوجستي لهم، خاصة بعد فشل مشروعه في المنطقة – حسب ترجيح محدثنا، وهذا لا يقتضي بالضرورة توقف كامل الدعم الإسرائيلي مباشرة للمجموعات الإرهابية إنما صعوبة تحركه وتقييده قدر الإمكان.
فيما يتعلق بالتواجد العسكري الروسي، ما هو إلا قيمة مضافة للأمن الاستراتيجي السوري؛ يضيف دنورة، ويتابع حديثه عن محادثات روسية اسرائيلية مؤخراً، إضافة لإقرار الكيان الصهيوني أخيراً بأن كل ما يصعد أو يهبط في المطارات الإسرائيلية أصبح متابعا ومراقبا من قبل الرادات الروسية التي تغطي كامل المنطقة، مع احتمالية تقييد القدرة الإسرائيلية في حال قرر الروس ذلك وهذا ما بات بحسبان الكيان، وباقي الدول الأخرى الداعمة للإرهاب، وهو أيضا ما يمكن أن يكون من ضمن دلالات عودة “الاندوف” إلى عملها.
أنهى دنورة حديثه بانتظار النتائج القادمة والخطوات اللاحقة لعودة قوات “الاندوف”، وهنا برأيه يبقى تحليله مبني على احتمالات التطورات القادمة في المنطقة. وهنا لا بد من الترقب لعملية الشمال السورية وتحرير حلب من الإرهاب، وما يتمخض عن زيادة الضغط السوري على مسلحي الجنوب.
المصدر: موقع المنار