أصدر المؤتمر الشعبي في السودان بياناً بخصوص التصريحات الأخيرة حول الاتفاق على تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، قال فيه “تداولت وسائل الإعلام أخباراً عن محاولات واتجاهات لبعض أركان الحكم الانتقالي للتطبيع باسم السودان مع العدو الصهيوني، تأتي هذه المحاولة بعد أن فشلت محاولات سابقة قادها بعض قادة مجلس السيادة الانتقالي لتزوير إرادة الشعب السوداني والقفز على مواقفه الثابتة والرائدة دعما للشعب الفلسطيني البطل وحقوقه المشروعة”.
وأضاف البيان “يجدد المؤتمر الشعبي موقفه الراسخ دعماً للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني، ويؤكد كذلك موقفه أن الحكومة الانتقالية الراهنة بمختلف مؤسساتها لايحق لها إتخاذ أي موقف في القضايا الأساسية والمصيرية، ولا تملك أي تفويض لاتخاذ مواقف باسم السودان وشعبه، فهي نظام انتقال مهمته فقط تيسير نقل السلطة لحكومة شرعية ينتخبها الشعب السوداني وفق إرادته الحرة المستقلة”.
كما أكد المؤتمر الشعبي أن “الغرض من مثل هذه المحاولة اليائسة والمحمومة أن يظل السودان تحت حكم العسكر بدعم من العدو الصهيوني وأعوانه، وذلك ما يناقض الدعوات والترتيبات الرسمية لتحقيق الانتقال الديمقراطي وإقامة حكم الشعب وفق الانتخابات”، لافتاً إلى أن “هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح مهما تكاثرت وبذلت لها وعود الترغيب والترهيب”.
ودعا المؤتمر الشعبي “قوى المجتمع السوداني الصامدة ومختلف القوى والمكونات السياسية للاصطفاف، ضد أي محاولات لتزوير إرادة الشعب السوداني وتجاوز خياراته”.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية السودانية أنه “تم الاتفاق على المضي قدماً في سبيل تطبيع العلاقات مع الكيان، خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له للسودان”.
وفي السياق، كشف وزير خارجية كيان العدو الإسرائيلي إيلي كوهين عن “تقديم تل أبيب مسودة اتفاق سلام مع السودان سيوقع خلال هذا العام، وذلك بعد لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم”.
وقال كوهين بعد اللقاء، “نعود من الخرطوم بنعم 3 مرات، للسلام وللمفاوضات وللاعتراف بـ”إسرائيل””، موضحاً “تل أبيب قدمت مسودة اتفاق السلام للسودان وستوقع بعد تشكيل الحكومة المدنية هناك”، على حد تعبيره.
من جهته، قال مجلس السيادة الانتقالي بالسودان إن البرهان التقى الخميس في مكتبه كوهين والوفد المرافق له. ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن “اللقاء تطرق إلى سبل إرساء علاقات مثمرة مع “إسرائيل” وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في عدة مجالات لا سيما الأمنية والعسكرية”، حسب البيان.
وبحسب إعلام مجلس السيادة، فقد حثّ الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على “العمل على تحقيق الاستقرار بين “إسرائيل” والشعب الفلسطيني”، حسب زعمه، كما تناول اللقاء “الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في المنطقة”.
الجهاد الإسلامي: إنه اتفاق العار
من جهتها، أدانت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، “استقبال وزير الخارجية الصهيوني المتطرف إيلي كوهين في السودان واجتماعه برئيس مجلس السيادة”.
وأكد المتحدث باسم الحركة طارق سلمي أنه “لمن العار على حكام دولة عربية بمكانة السودان وشعبها وأحزابها ومثقفيها ونخبها السياسية وقواها الثورية أن تدنسها أقدام المتطرفين والفاشيين الصهاينة، الذين احتلوا القدس وفلسطين، ويتزعمون حرباً تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وتستهدف أهل القدس والضفة بالقتل والاعتقال ومختلف أشكال العدوان”.
وتابع “إننا على ثقة تامة أن التطبيع لا يمثل إلا أصحابه، وأن الشعوب ترفض التطبيع وكل أشكال العلاقة مع الكيان الصهيوني”.
حماس: للعدول عن هذا المسار الخاطئ
كما أعربت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن أسفها وإدانتها لما صرّحت به وزارة الخارجية السودانية، وعدّته “خروجاً عن موقف الشعب السوداني التاريخي والأصيل الرافض لنهج التطبيع، والداعم للشعب الفلسطيني، ولعدالة قضيته، ولحقوقه الوطنية، ولعروبة القدس وإسلامية المسجد الاقصى المبارك”.
وقالت الحركة في تصريح صحفي “يتزامن إعلان الخارجية السودانية مع تصعيد الاحتلال الفاشي لجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني، وقتله لنحو 35 فلسطينياً منذ بداية العام الجاري بما فيهم الأطفال والنساء، ناهيك عن سرقته للأرض وتوسيع المستوطنات، وتدنيسه لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى، الأمر الذي سيوفّر للاحتلال الغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات والممارسات العنصرية بحق شعبنا”.
وأكّدت رفضها “لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني الفاشي”، داعية القيادة السودانية إلى “العدول عن هذا المسار الخاطئ”.
الجبهة الشعبية: للتصدي لخيانة نظام البرهان
هذا ورأت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في الاعلان عن التطبيع بين السودان وكيان العدو أنه “يوسّع ويعمّق التطبيع وفقًا للرؤية التي أعلن عنها نتنياهو لتجاوز قضية وحقوق الشعب الفلسطيني، في وقتٍ تمارس فيه حكومته الفاشية العنصريّة سياسة الضم، وكل أشكال العدوان والقتل والتدمير والتمييز العنصري بحق شعبنا”.
ودعت الجبهة الشعبيّة “شعبنا السوداني الشقيق، وقواه السياسيّة والاجتماعيّة إلى التصدي لخيانة نظام البرهان التي لن تمس فقط بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وإنّما أيضًا بمصالح الشعب السوداني على مختلف الصعد، وبدور ومكانة السودان التي سيتعزّز فيها الوجود الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا”.
“أنصار الله”: على أحزاب السودان إثبات وطنيتها وعروبتها برفض ما يحصل
إلى ذلك، علّق القيادي في حركة “أنصار الله” في اليمن محمد علي الحوثي، أن اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وكيان العدو، قائلاً إن “السودان يقتل اليمنيين ويسالم اليهود الإسرائيليين هذا هو تحالفهم العبري وليس العربي وهذا هو إرهابهم وإجرامهم واضح للعيان”، مضيفاً أن “على أحزاب السودان إثبات وطنيتها وعروبتها برفض ما يحصل بكل الوسائل”.
#السودان يقتل اليمنيين ويسالم اليهود الاسرائليين
هذا هو تحالفهم العبري وليس العربي وهذاهو ارهابهم واجرامهم واضح للعيان
ندين قيام مرتزقة السودان بالتطبيع وعلى احزب السودان اثبات وطنيتها وعروبتها برفض مايحصل بكل الوسائل— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) February 3, 2023
المصدر: موقع المنار