يعمل المغرب على توظيف مصادر الطاقة البديلة والتخطيط لاستخدام الطاقة المتجددة في إنتاج 50 في المائة من الطاقة الكلية للمملكة بحلول عام 2020، ومن أكبر الأمثلة على هذا هو ما تفعله شركة “لافارج هولسيم” التي تعتمد على طاقة الرياح في مصنعها بمدينة تطوان المغربية، فصناعة الإسمنت تعد عملية مليئة بالغبار والمخلّفات بالأخص في معامل بهذا الحجم.
يقول عبد العزيز بوجيها،مدير مصنع تطوان: حجم مصنعنا يبلغ أكثر من خمسين هكتاراً وبسعة استيعابية تبلغ أربعة آلاف طن من الإسمنت يومياً، اذ يحتاج تشغيل عملية بهذه الضخامة الكثير من الطاقة، ولكن فيما يخص هذا القطاع فإن صناعة الإسمنت المتسمة بالغبار هنا تعد في الواقع نظيفة للبيئة.
ومارسيل كوبوز، المدير التنفيذي لشركة “لافارج هولسيم” يقول : لدينا الخيار الكلاسيكي هنا باتباع الطرق الكلاسيكية بأخذ مصادر الطاقة من المزودين، أو يمكننا أن نبني حديقتنا الخاصة، اليوم نملك 23 مروحة للهواء تعمل على توليد 32 ميغاواطاً من الطاقة، والتي تسد حاجة المصنع بمقدار 70 في المائة، استثمرنا حوالي 15 مليون دولار للحصول على هذا المصدر للطاقة النظيفة، أعتقد أن المغرب هو الموقع الأنسب للاستفادة من الرياح كمصدر للطاقة، فالرياح تتوفر على مدى 80 في المائة من أيام السنة، وبسرعة تبلغ بين ثمانية وتسعة أمتار في الثانية.
وتشير الشركة إلى أن هذا هو أول مصنع للإسمنت في العالم يحصل على طاقته من الرياح. بسعة تبلغ 140 ميغاواط تعد محطة طنجة لطاقة الرياح واحدة من أربع محطات لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح التي تملكها الحكومة المغربية “ONEE”.. والتي تملك 165 توربيناً للرياح تمتد على مسافة تبلغ 41 كيلومتراً. مشاريع طاقة الرياح الممولة من قبل الحكومة المغربية تشكل حوالي 35 في المائة من إجمالي إنتاج الطاقة البديلة في المملكة.. التي تحمل خططاً طموحة في قطاع الطاقة المتجددة.
يضيف كوبوز: الحكومة تنوي بحلول عام 2020 أن يعتمد 50 في المائة من مقدار الطاقة المصروفة في البلاد على مصادر الطاقة المتجددة بطاقة الرياح والشمس والهيدرو. وهذا يدفع الجميع إلى التوجه لقطاع الطاقة المتجددة، الاستثمار في هذه المراوح ساعدنا في منع انبعاث ما بين 60 إلى 65 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وهذا يساوي زراعة 300 ألف شجرة. لذا عندما يتواجد لديك المزج بين الحاجات الأساسية والمسؤوليات الكبيرة واستغلال هذه الفرص.. عندها يكمن لديك الخلطة الممتازة.