مقابل التقدم الميداني الروسي المستمر في دونيتسك، والمتمثل بالإعلان عن السيطرة على لوبكوف في منطقة زاباروجيه، إضافةً بلدة كليشييفكا بالقرب من أرتيموفسك. وذلك بعد مضي أسبوع تقريباً على سيطرة موسكو على مدينة سوليدار والتي فتحت الطريق لقطع الإمداد عن القوات الأوكرانية في أرتيموفسك ثم تطويقهم، مقابل ذلك اتجهت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيين إلى حسم موضوع ضخ المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وفي السياق، قدمت دائرة المخابرات الفدرالية الألمانية BND تقريراً يفيد بأن الجيش الأوكراني “يفقد عددا مكوناًَ من ثلاث خانات من القوات يوميا بالقرب من أرتيوموفسك، ما قد يؤثر سلبا على خط الدفاع”. وبحسب صحيفة “شبيغل” الألمانية، فقد “أبلغت دائرة المخابرات الفدرالية، في إطار اجتماع سري هذا الأسبوع، النواب بالوضع في أوكرانيا، حيث يعاني الأوكرانيون الآن من خسائر فادحة على الجبهة بالقرب من باخموت (أرتيموفسك)”.
ووفقاً للمخابرات الفدرالية، فإن سقوط أرتيوموفسك سيكون له تداعيات “على طول خط الدفاع الأوكراني بأكمله”، حيث تذكر “شبيغل” في هذا السياق متطلبات المستشار الألماني أولاف شولتس “لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد”.
يبدو أن الولايات المتحدة تشارك ألمانيا القلق نفسه، إذ أعلنت أنها سترسل مئات المركبات المدرّعة بالإضافة إلى صواريخ وقذائف مدفعية إلى أوكرانيا، في إطار حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.5 مليار دولار. وقالت وزارة الحرب، في بيان على موقعها الرسمي، إن “الحزمة تشمل 59 من مركبات “برادلي” القتالية، و90 ناقلة جنود مدرّعة من طراز “سترايكر”، و53 عربة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن، و350 مركبة مدولبة متعددة المهام ذات قدرة تنقّل عالية”.
وتأتي مركبات “برادلي” المدرجة في أحدث حزمة أميركية، بعد 50 أخرى أعلنت واشنطن عنها في وقت سابق من الشهر. أما تلك المدرّعة، فمزوّدة بمدفع قوي، ويستخدمها الجيش الأميركي لنقل القوات في ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات. وتابعت وزارة الحرب أنّ المساعدات الجديدة تشمل أيضاً ذخائر إضافية لأنظمة «هيمارس» الصاروخية، وثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز «أفينجر»، وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية، ونحو ألفَي صاروخ مضاد للدروع. وفي المجمل، خصصت الولايات المتحدة أكثر من 27.4 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
يأتي هذا في وقت تعهّد الغرب بتقديم أسلحة بمليارات الدولارات لكييف التي تضغط من أجل مزيد من المساعدة لمحاولة ردع روسيا، وخوفاً من أن يمنح الشتاء القوات الروسية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وشنّ هجوم كبير.
وطالب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وزراء دفاع “الناتو” المجتمعين في قاعدة رامشتاين الألمانية بتوفير طائرات “إف-16” وصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا. وكان الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ قد أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يتم اتخاذ قرارات من قبل مجموعة الاتصال حول دعم أوكرانيا بشأن توريد الأسلحة الثقيلة إلى كييف.
ومن المتوقع أن يكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب سيلقيه أمام الموظفين المدنيين والعسكريين في قاعدة “مونت دي مارسان” الجوية جنوب فرنسا، عن رؤيته لـ”تحديث الجيش، مع مراعاة تأثير الحرب في أوكرانيا والتهديدات المتطورة حول العالم”. ومن المنتظر أن تتضمن الخطة زيادة الإنفاق العسكري بما يتماشى مع توقعات الناتو بأن ينفق الأعضاء 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
وسيقدم ماكرون الخطوط العريضة “لخطة الإنفاق العسكري المستقبلية للفترة من 2024 إلى 2030 والتي تهدف إلى مراعاة عواقب الحرب في أوكرانيا، وتعزيز الإنفاق الدفاعي في السنوات المقبلة لتعزيز الأمن الداخلي لفرنسا وقدرة البلاد على العمل في الخارج”.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الفنلندية أنها ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة تزيد عن 400 مليون يورو. وتبلغ تكلفة الأموال المدرجة في هذا العرض، ما تقدره الوزارة بـ 400 مليون يورو، والتكلفة الإجمالية لجميع المساعدات الدفاعية الفنلندية لأوكرانيا تبلغ 590 مليون يورو. وسوف يشارك وزير الدفاع ميكو صافولا في اجتماع لممثلي وزارات الدفاع لنحو 50 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، حيث ستتم مناقشة المساعدة العسكرية لأوكرانيا. ومن المتوقع أن يوقع وزيرا دفاع فنلندا والسويد بيان نوايا هناك بخصوص دعم أوكرانيا.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، أن بلاده “مستعدة لدراسة إمكانية تسليم أوكرانيا مقاتلات “إف-16″ إذا تلقت طلبا من كييف في الغرض”. وقال وزير الخارجية، خلال مناقشة في مجلس النواب، إن الحكومة ستنظر في مثل هذا الطلب “بموضوعية”. وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك لوته، خلال زيارة لواشنطن، أن لاهاي تنوي الانضمام إلى الولايات المتحدة وألمانيا في إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي باتريوت.
في المقابل، صرّح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم بأنه لا ينبغي المبالغة في أهمية شحنات “الناتو” من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، حيث أنها “لن تغير شيئاً جوهرياً، إلا أنها سوف تضيف مزيد من المشكلات إلى أوكرانيا”.
المصدر: روسيا اليوم