بدراساتٍ وَثَّقَتْهَا الوَقَائِع، واستشارت التاريخَ القريبَ والبعيد، رسمَ سماحةُ الامينِ العامّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله مساراتٍ للحلِّ ومخارجَ لانقاذِ البلادِ مما هي فيه..
ومن منبرِ المركزِ الاستشاري للدراساتِ والتوثيق في ذكرى تأسيسِه الثلاثين، كلامٌ يؤسَّسُ عليه، قاربَ الازمةَ من كلِّ جوانبِها الواقعية، جمعَ العواملَ والأسبابَ من ضفتيِّ المكوِّناتِ اللبنانيةِ التي تتقاذفُ الاتهاماتِ عما آلت اليه الأوضاعُ في البلاد، وربطَ بينَ الاخطاءِ الداخليةِ والاخطارِ الخارجية، وما جَمَّعَتْهُ من نتائجَ كارثية..
ما بينَ الفسادِ الداخلي، والحصارِ الاميركي، والعدوانِ الصهيوني، وسوءِ الادارةِ والتبعيةِ وضَعفِ القضاء، قدَّرَ سماحةُ السيد حسن نصر الله حلولاً واقعيَّةً تَستندُ الى مكانِ القوةِ الوطنية، اولُها الانسانُ المقيمُ والمغترب، وثانيها الخيراتُ النفطيةُ التي يجبُ الّا تَنتظرَ مزاجَ الشركاتِ الغربية، والمواردُ المائيةُ والقطاعاتُ الانتاجيةُ – زراعيةٌ وصناعيةٌ وخدماتيةٌ وغيرُها، وفوقَها عدمُ الخطأِ مُجدَّداً بالحسابات، وعدمُ بناءِ مشاريعَ ورؤىً اقتصاديةٍ تَعتمدُ على مساراتِ الحلولِ السياسيةِ في المنطقةِ ونظرياتِ التطبيعِ وما يُسمى السلام، فمنطقُ الامور يقولُ اِنَها ذاهبةٌ الى سِنينَ صعاب، ولهذا كانَ حديثُ السيد نصر الله عن الرئيسِ المرجوِّ ومواصفاتِه، وقُدرتِه وثباتِ خِياراتِه، بعيداً عن الضغوطِ والاغراءاتِ الاميركيةِ وغيرِ الاميركية.. رئيسٌ ليسَ لتقطيعِ السنواتِ الستِّ فحسب، بحسَبِ السيد نصر الله، وانما قادرٌ على الثباتِ في السنواتِ المصيريةِ القادمة، بخياراتٍ واضحة، وصفاتٍ عالية، عساها تنسحبُ على رئيسِ الحكومةِ ايضاً وكلِّ الوزراء، فلا يُؤثِّرُ في سياستِهم اتصالٌ من السفارةِ الاميركيةِ او ايُّ املاءاتٍ خارجية..
وخارجَ كلِّ هذا المنطقِ والمسؤولية، كانت الجلسةُ الحاديةَ عَشْرَةَ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، كَرَّرت ما سبقَها، وانتهت الى توزيعِ الارقامِ على اسماءٍ واوراقٍ لا تُسمنُ ولا تُغني البلادَ من الفراغ..
وقبلَ ان يَفرَغَ النوابُ من جلستِهم، اَفرغَ الدولارُ رصاصاتٍ اضافيةً بجسدِ الاقتصاد، ومدَّ خيوطَه فوقَ الخمسينَ ألفَ ليرة، بِتسلُّقٍ مخيفٍ على مسمعِ ومرأَى حكامِ المالِ والاقتصاد، وفي عتمةٍ سياسيةٍ وكهربائيةٍ لا تُطاق..
وكطوقِ نجاةٍ رأى وزيرُ الطاقةِ بشائرَ ايجابيةً من الجلسةِ الحكوميةِ والمراسيمِ التي صَدرت اليومَ في الجريدةِ الرسميةِ تُنبِئُ ببضعِ ساعاتٍ كهربائية..
المصدر: قناة المنار