وأعلن رئيس الشرطة الوطنية إيغور كليمينكو في قناته الرسمية على تطبيق “تليغرام”،أنه “كان على متن المروحية 9 من القيادات الداخلية من بينهم وزير الداخلية والنائب الأول وسكرتير الدولة للشؤون الداخلية لوبكوفيتش”.
من جانبه، صرّح مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن “وزير الداخلية القتيل ومعاونيه من قيادات الوزارة كانوا في طريقهم إلى إحدى نقاط الصراع الساخنة”. وفي التفاصيل، فقد تحطمت المروحية بجانب روضة أطفال، ما أسفر عن مقتل 18 من بينهم 3 أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 26 شخصاً من بينهم 12 طفلا.
من جهته، رأى رئيس الوزراء الأوكراني الأربعاء أن “مقتل وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي ومسؤولين كبار آخرين هو “خسارة كبيرة” للبلد الذي تمزّقه الحرب”. هذا ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحطم المروحية بـ “المأساة المروعة”.
تقدم ميداني روسي
مقتل وزير الداخلية الأوكراني، تزامن مع المزيد من التقدم الروسي في الميدان، إذ عقب السيطرة على مدينة سوليدار الاستراتيجية الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة سول الواقعة قرب سوليدار.
فيما أكد القوات الروسية “مقتل أكثر من 300 جندي للعدو على أربعة محاور قتال أساسية في دونباس خلال يوم”.
في المقابل، أفاد عضو المجلس الرئيسي لإدارة منطقة زابوروجيه فلاديمير روغوف بتعرض مدينة ميخائلوفكا الأربعاء لقصف من جانب القوات الأوكرانية، موضحاً أنه “تم تنفيذ الضربات على مدرسة ومستودع للحبوب. ويتم حاليا تدقيق معلومات حول وقوع إصابات وأضرار”.
هذا وصرّح رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شيمغال أن “أكثر من نصف منشآت الطاقة في البلاد تضررت”.
وفي رسالة بالفيديو في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، تابع شيمغال “هناك حاجة لاستعادة حوالي 160 ألف من مرافق البنية التحتية والمباني السكنية في البلاد”.
وكانت الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية قد بدأت في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد يومين من الهجوم الإرهابي على جسر القرم، والذي يقف خلفه، وفقا للسلطات الروسية، الأجهزة الخاصة الأوكرانية، حيث تم شن الضربات على مرافق الطاقة والصناعات الدفاعية والقيادة العسكرية والاتصالات في جميع أنحاء البلاد.
تسليحٌ من “اسرائيل”؟
مقابل التقدم الميداني الروسي، واستنجاد كييف المستمر بحلفائها الغربيين لتقديم مزيد من الدعم العسكري وتطوير هذا الدعم، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه “أصبح الصراع الأوكراني عبارة عن حرب استنزاف من خلال سلاح المدفعية، إذ يطلق كل طرف آلاف القذائف يومياً. ونفدت ذخائر أوكرانيا التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وهو ما جعلها تلجأ إلى حدّ كبير إلى الذخائر والأسلحة التي تبرّعت فيها الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون”.
وفي السياق، أفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، بحسب الصحيفة، أنّ البنتاغون “سيلجأ إلى مخزون هائل إنّما غير معروف من الذخيرة الأميركية الموجودة في فلسطين المحتلة، للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الملحّة للقذائف المدفعية”.
وهدف هذا المخزون الأوّلي هو “توفير أسلحة وذخيرة للبنتاغون لاستخدامها في الشرق الأوسط، كما سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بالوصول إلى هذه الإمدادات في حالات الطوارئ”، حسب “نيويورك تايمز”.
ويرى محللون عسكريون أنّ “المدفعية تشكل العمود الفقري للقوات القتالية البرية لكل من أوكرانيا وروسيا، حتى أنّ نتيجة الحرب قد تتوقف على نفاد الذخيرة من أحد منهما. ومع الاضطرابات في مخزونات الولايات المتحدة، وعدم تمكّن صانعي الأسلحة الأميركيين حتى الآن من مواكبة وتيرة عمليات ساحة المعركة الأوكرانية، لجأ البنتاغون إلى مخزونَين بديلَين لسدّ الفجوة: أحدهما في كوريا الجنوبية والآخر في الأراضي المحتلة، وهي المرة الأولى التي يتمّ الإبلاغ عن استخدامه في الحرب الأوكرانية”.
كييف تنتظر “باتريوت” و «ليوبارد 2»
اوروبياً، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، عزمه “المشاركة في الجهود الألمانية والأميركية لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوّي صاروخي متطورة من طراز «باتريوت»”. وتمتلك هولندا أنظمة «باتريوت» الأميركية الصنع، والتي تٌستخدم لإسقاط الصواريخ، لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان روته يقصد إرسال بطارية «باتريوت» إلى أوكرانيا، أو مجرد تقديم دعم لوجستي.
كما سبق أن أعلنت ألمانيا، أنها ستحذو حذو الولايات المتحدة في إرسال نظام بطارية “باتريوت” إلى أوكرانيا. ومع ذلك، اعتبر روته لاحقاً في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” أن المساعدة “لا تعني بالضرورة نظاماً كاملاً”، مضيفاً أنه “يمكن أن تكون أيضاً على شكل عتاد يشكل جزءاً من النظام”، مشيراً أيضاً إلى الدعم في مجال “التدريب”. وأكد أنه “سنكون جزءاً من التحالف مع ألمانيا والولايات المتحدة”. كما أبلغ روته الرئيس الأميركي أنه بحث قضية أنظمة «باتريوت» مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في وقت سابق أمس.
وعلى الرغم من التصريح غير الواضح لرئيس الوزراء الهولندي، فقد أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمته اليومية عن تلقّيه “أنباء هامة جداً” من روته، مضيفاً “سيتم توفير بطارية (باتريوت) أخرى لأوكرانيا. شكراً مارك”، مضيفاً أن هذا يعني ثلاث بطاريات (باتريوت) مضمونة”.
من جانبه، أشاد بايدن “بمساهمة هولندا في التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا ضد روسيا”، قائلاً إن “روسيا تواصل التصرف بطرق غير معقولة”.
هذا وأعلن البيت الأبيض أن بايدن تحادث هاتفياً مع شولتس، حيث “ناقشا دعمهما الثابت لأوكرانيا وأدانا العدوان الروسي”.
وبعدما كانت من أشدّ المعارضين الغربيين لتزويد أوكرانيا بالدبابات، أعلن وزير في الحكومة الألمانية أنّ ألمانيا “تقترب من المواقفة على إمداد كييف بدباباتها القتالية الحديثة لمواجهة القوات الروسية، في الوقت الذي حصلت أوكرانيا بالفعل على تعهّد بإمدادها بمزيد من صواريخ “باتريوت” الدفاعية. وتابع الوزير أنّ هذه المسألة ستكون أول قضية يبتّ فيها وزير الدفاع الجديد، بوريس بيستوريوس. وتُعدّ دبابات «ليوبارد 2» الألمانية الموجودة في نحو 20 دولة، واحدة من أفضل المجنزرات في الغرب. وتزن الدبابة الواحدة أكثر من 60 طناً، ومزوّدة بمدفع عيار 120 مليمتراً، ويمكنها إصابة الأهداف على مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات.
يأتي هذا في وقت تقول أوكرانيا التي تعتمد اعتماداً أساسياً على دبابات تعود إلى الحقبة السوفياتية من طراز «تي-72»، إن الدبابات الجديدة “ستمنح قواتها البرية قدرة أكبر على الحركة والحماية قبل هجوم روسي كبير متوقع، بالإضافة إلى مساعدتها على استعادة السيطرة على بعض أراضيها”. وسيعقد بيستوريوس لقاءً مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، قُبيل اجتماع لهما مع العشرات من وزراء الدفاع في قاعدة «رامشتاين» الجوية في ألمانيا.
تبادل للأسرى
من جهة ثانية، أفاد القائم بأعمال جمهورية لوغانسك الشعبية ليونيد باسيتشنيك، أن “القوات الأوكرانية أطلقت سراح 30 مقاتلاً روسياً، في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، وسيعودون إلى لوغانسك قريباً”.
وأضاف، أن “الجنود الروس تعرضوا لشتى أنواع التعذيب في الأسر الأوكراني، وأنه تم علاجهم في موسكو، وسيتم إرسالهم إلى ديارهم”.
كما أشار باسيتشنيك إلى أن “العمل جار على إطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا في الزنازين الأوكرانية”. وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأنها استعادت 50 جندياً روسياً من الأسر الأوكراني، وسيتم إرسالهم لموسكو للعلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية.