أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة الصاروخية المكثفة التي استهدفت نظام الإدارة العسكرية لأوكرانيا ومواقع الطاقة المرتبطة بها، أصابت كل المواقع المحددة لها وحققت أهدافها.
وذكرت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أن قواتها على محور دونيتسك “واصلت تطوير نجاحها، بعد تحرير سوليدار، في اتجاه الضواحي الشمالية لمدينة أرتيوموفسك (باخموت) ومحطة سول لسكك الحديد. وبلغت الخسائر الأوكرانية على ذلك المحور أكثر من 80 جنديا ودبابتين”.
يتقاطع كلام الدفاع الروسية عن فتح السيطرة على سوليدار الطريق باتجاه أرتيومفسك، ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”، بأن “أوكرانيا تواجه خيارا صعبا بشأن مقدار ما يجب أن ترسله من قوات إلى مدينة أرتيموفسك، حيث ستضطر إلى شن هجوم مضاد جديد في الأشهر المقبلة”.
ونقلت الصحيفة عن أحد القادة الأوكرانيين لم تكشف هويته أنه “لقد فقدنا الكثير من الأصدقاء الذين دافعوا عن المدينة، لذلك لا نريد التخلي عنها الآن. لكن ربما ينقذ انسحاب مؤقت لقواتنا بعض أبناء شعبنا”. وأضاف الضابط الأوكراني، أن وحدته تكبدت خسائر فادحة في أرتيموفسك.
من جانبه، أعرب قائد كتيبة الاستطلاع بالجيش الأوكراني يوري سكالا، عن ثقته في أن القيادة العسكرية ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا تطلب الأمر “مناورة تكتيكية”، قائلاً إنه “سأدعم قرار القائد العام بشأن المناورة التكتيكية وإنشاء خط دفاع جديد إذا اتضح أن الخسائر كبيرة للغاية”.
وبحسب الصحيفة فإنه “حتى الانسحاب المنظم من أرتيموفسك سيكون محفوفا بالمخاطر السياسية”.
وتقع مدينة أرتيموفسك في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من جمهورية دونيتسك الشعبية شمال غورلوفكا. وتعتبر المدينة من محاور النقل المهمة لتزويد المجموعة الأوكرانية في دونباس، وتمر عبرها شبكة من الطرق والسكك الحديدية.
وفي السياق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “ديناميكية العملية الخاصة إيجابية وكل شيء يسري ويتطور في إطار خطة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة”، مضيفاً في مقابلة صحافية أنه “آمل أن مقاتلينا سيحققون النتائج المرضية (الانتصارات) مرات عديدة”.
وكان الكرملين قد أفاد بأن “تحرير سوليدار تطلب القيام بعمل ضخم تضمن الكثير من التضحية بالذات والشجاعة البطولية من جانب الجيش الروسي كما في مناطق أخرى”.
وتعد سوليدار مدينة استراتيجية، إذ تضمن استمرار تقدم وتحقيق الانتصار للقوات الروسية في اتجاه دونيتسك. ولفتت الوزارة إلى أن تحرير المدينة يمّكن من قطع طرق الإمداد لتجمع القوات المسلحة الأوكرانية في أرتيموفسك.
من ناحية أخرى، قيم الرئيس بوتين وضع الاقتصاد الروسي بأنه “مستقر”، مؤكدا أن “النتائج التي تحققت كانت أيضا بفضل توقعات القيادة الروسية”.
وأكد الرئيس الروسي أن “أحد مؤشرات الاقتصاد الرئيسية في روسيا هي البطالة، والتي هي في أدنى مستوياتها، التضخم أقل مما كان متوقعا، والأهم من ذلك، أن له اتجاه هبوطي.. أعتقد أنه وفقا لنتائج الربع الأول من هذا العام، قد تقترب المعدلات من 5٪ من مستوياتها عند 11.9٪ حاليا. وهذا مؤشر مهم جدا من أجل ضمان مستوى معيشي لائق للناس وضمان دخلهم الحقيقي.. بالإضافة إلى ذلك، الإنتاج الصناعي والزراعة والبناء في روسيا آخذة في الارتفاع”.
هذا وأعلنت “ممثلية جمهورية لوغانسك في مركز تسجيل جرائم الحرب من جانب أوكرانيا”، أن القصف الأوكراني خلال الـ24 ساعة الأخيرة تسبب بمقتل اثنين من المدنيين. ووفقاً لبيان الممثلية، قصفت القوات الأوكرانية المركز السكني نوفوبسكوف من راجمات الصواريخ الأمريكية “هيمارس”، مما ادى إلى مقتل المواطنين.
وأضاف البيان “أسفر القصف الأوكراني عن استشهاد مدنيين من مواليد 1981 و 1982 وتدمير مبنى سكني”. يُشار إلى أن المركز السكني نوفوبسكوف، يتعرض بشكل دوري لقصف مدفعي وصاروخي من جانب القوات الأوكرانية.
وقالت الممثلية إن الجيش الأوكراني أطلق خمس قذائف من عيار “الناتو” من عيار 155 مم على منطقتين في مدينة دونيتسك.
دعم غربي
وفي ضوء التقدم الميداني الذي حققته موسكو، أفادت صحيفة Mirror، أن بريطانيا قررت تزويد قوات كييف بـ 4 مروحيات قتالية من طراز Apache، وعدد من دبابات Challenger 2.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن “أوكرانيا ستستلم دبابات Challenger 2 أولاً، أما مروحيات Apache فسيستغرق وصولها إلى كييف بعض الوقت، حيث سيتم تزويد أوكرانيا بـ 4 مروحيات مزودة بصواريخ من طراز Hellfire”.
ألمانيا: سنحتاج قرابة العام لنتمكن من إمداد قوات كييف بالدبابات
صرح رئيس شركة Rheinmetall، أرمين بابيرغر، بأن ألمانيا ستحتاج قرابة العام لتتمكن من إمداد قوات كييف بالدبابات.
وأضاف بابيرغر لصحيفة BILD am Sonntag، أن “شركة Rheinmetall الألمانية تمتلك 22 دبابة من طراز Leopard 2، و88 دبابة من طراز Leopard، وفي حال سمحت السلطات الألمانية بإمداد قوات كييف بها، سيحتاج شحنها إلى أوكرانيا عاما كاملا”.
وأوضح بابيرغر أنه “حتى لو صدر القرار بإمداد قوات كييف بالدبابات، فسيتم تسليمها بحلول العام المقبل، لأنه يتم تفكيك جميع الدبابات وإعادة تركيبها استعداداً للقتال.
وأشار إلى أن القوات المسلحة الألمانية تستطيع إمداد قوات كييف بدبابات Leopard من احتياطاتها الخاصة، أو أن تسمح للدول الأخرى بإعادة تصدير ما تملكه منها لأوكرانيا.
وفي الـ 11 من يناير الجاري، أعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، أن وارسو ستمد قوات كييف بمجموعة من الدبابات.
من جهته أفاد المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني، ستيفن هيبيشتريت، بأن برلين لم تتلق أي طلبات لإعادة تصدير الدبابات، وأكد أنه لا يمكن تسليم دبابات Leopard لأوكرانيا دون إذن من ألمانيا، المسؤولة عن تصنيعها.
المصدر: روسيا اليوم