اعتبر قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد اسماعيل قاآني أننا نشهد اليوم قوة حزب الله وجبهة المقاومة، مؤكدا “أن الولايات المتحدة الاميركية ستغادر المنطقة بشكل مخزٍ”.
وخلال إحياء مراسم الذكرى الثالثة لاستشهاد حسين بور جعفري في كرمان، وهو رفيق الحاج قاسم سليماني والذي استشهد معه في مطار بغداد، أشار الجنرال قاآني الى أنه في فلسطين واليمن وسوريا وحيثما انتفض مقاتلو جبهة المقاومة، وساروا على خطى الشهداء مثل الشهيد سليماني، فإنهم ضيّقوا الميدان على أميركا.
وفي إشارة الى اتفاق الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني والذي جرى خلال الأشهر الماضية، لفت قاآني الى أن حزب الله، وهو ليس دولة ولا يملك طائرات وأسلحة متطورة، لكنه أخذ ثقافة المقاومة من الثورة الإسلامية، انتصر في هذا الاستحقاق (ترسيم الحدود) بدون اطلاق رصاصة واحدة، واستحصل على حقوقه من الغاز والنفط بخطابين فقط للسيد حسن نصرالله، معتبرا أنه أمر غير مسبوق.
ورأى قاآني أنه كان من الممكن أن تندلع حرب لسنوات لحل هذه المسألة، لكننا اليوم شهدنا قوة وسلطة حزب الله وجبهة المقاومة.
وتطرق قاآني الى الوضع في فلسطين، قائلا، “لم يكن الجيل الخامس في فلسطين قوياً وصامداً كما هو عليه اليوم”. وذكر أنه في معركة “سيف القدس”، حذرت جبهة المقاومة الصهاينة من أنه “إذا لم تغادروا المسجد الأقصى خلال ساعتين سنضربكم”. وتابع أنه تم إطلاق أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ باتجاههم.
وفي إشارة الى المعركة الاخيرة في غزة التي دارت بين حركة الجهاد الاسلامي وقوات الاحتلال الاسرائيلي، قال قائد قوة القدس أنه “في الحرب التي وقعت في شهر محرم دخلت مجموعة واحدة من المقاومة الفلسطينية الحرب مع إسرائيل، ولم ينته اليوم الثاني، إلا وقد طلبت اسرائيل التي بدأت الحرب، وقفا لإطلاق النار.
وقال قاآني أن الصهاينة أجروا خمس انتخابات برلمانية، ولم يتمكنوا من انتخاب حكومة تستمر لمدة عام واحد، واليوم يعتبرون نتنياهو أسوأ الأشخاص وأكثرهم إجرامًا في نظامهم.
وفي إشارة إلى الرسالة المكونة من 27 صفحة والتي كتبها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق نفتالي بينيت اعتبر قائد قوة القدس أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني عبر عن محنة كيانه في هذه رسالة، حيث تصف معاناة هذا النظام في الاقتصاد والجيش والأسرة والمعنويات، وهي دلالة على الوضع الداخلي السيء للنظام.
وأردف أن الخلافات داخل الكيان الصهيوني لم تكن بهذه الضخامة من قبل، مبينا أنه في هذه الأيام تجري مراكز الدراسات في الكيان نقاشات حول موعد زوال هذا النظام.
واعتبر قاآني أن الجيش الإسرائيلي أصبح وصمة عار ولا أحد مستعد للانضمام إليه، ولفت الى أنه ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني، يتمركز أكثر من نصف جيشه في الضفة الغربية، وهي منطقة صغيرة تبلغ نصف حجم محافظة كرمان. مشيراً إلى أن أبناء المقاومة الفلسطينية وقفوا أمام هذا الجيش ولم يسمحوا له بالتحرك.
وذكر قاآني أن الصهاينة استنفروا نظامهم الأمني بأكمله للعثور على شاب أطلق النار على قواتهم، ولكنهم فشلوا ولم يتمكنوا من قتله إلا بعد أن ظهر واشتبك معهم مرة أخرى بعد اسبوع.
وأشار قاآني أن مراكز الأبحاث الأمريكية تتحدث هذه الأيام أن الادارات الاميركية أنفقت سبعة آلاف مليار دولار في المنطقة المحيطة بإيران في العشرين عامًا الماضية، لكنهم فشلوا في الكثير من المجالات.
وأكد قائد قوة القدس أن الولايات المتحدة ستغادر المنطقة بشكل مخزي ومراكز أبحاثهم تؤكد أنها ستلاقي مصير الاتحاد السوفييتي. معتبرا أن أمريكا تلقت أقوى صفعة من الثورة الإسلامية الإيرانية وهم خائفون جدا من قوة جبهة المقاومة. مشيرا الى أن سلوكيات الرئيس الاميركي اليائسة ناتجة عن يأس أمريكا.
وذكر قاآني أن أمريكا واسرائيل قاموا مؤخرًا بخطوات عدائية ضد الجمهورية الاسلامية، وهي علامة على يأسهم لأنهم يحتضرون، مشددا على وجوب مواجهتهم بحزم وعدم التقصير في ذلك.
كما ثمن قاآني في كلمته خطاب قائد الثورة مع النخب النسائية في البلاد بالأمس، داعيا الى الاستفادة من هذا الخطاب.
وفي جزء آخر من كلمته أشار قائد قوة القدس أن الشهيد حسين بور جعفري هو أخ ومساعد للحاج قاسم ولكل جبهة المقاومة. واعتبر أنه قيل الكثير عن الشهيد سليماني هذه الأيام، وما يمكن أن يقال عن فضائل هذا الشهيد كثيرة ولم تنته الى الآن، مشددا على اهمية التحدث عن الشهداء الذين رافقوه أيضا.
وأشار إلى أن الشهيد بورجفري يرافق الشهيد سليماني بشكل مستمر، بصدق وشجاعة وحب عميق له منذ حوالي 40 عامًا.
وكشف قاآني أن الشهيد سليماني كان على اتصال عميق بجبهة المقاومة، ولكن بسبب جدول أعماله المزدحم، لم يكن يتمكن من التواصل مع الجميع، حيث كان الشهيد بور جعفري ينوب عنه ويصله بهؤلاء المقاتلين. ولفت إلى أن الشهيد بور جعفري كان نقيًا ومحبًا لدرجة أنه إذا مر يوم دون أن يرى الشهيد سليماني لا يهنأ له نوم.
وقال قاآني أنه في ذكرى الشهيد سليماني، “علينا أن ننتبه إلى النجوم الساطعة التي تحركت إلى جانب الحاج قاسم، وكانوا مقدمة انتصار جبهة المقاومة، ورفعة مكانة الشهيد سليماني”.
ورأى القائد الايراني أنه عندما تكرم ذكرى الشهداء الذين كانوا مع الشهيد سليماني، فإنك تفرح روحه. مشيرا الى أن “الشهيد حسين بور جعفري والشهيد أبو مهدي المهندس والشهداء الآخرين ساروا بإيثار على خطى الحاج قاسم”.
وصرح قاآني أن الشهداء وقفوا للدفاع عن الثورة بكل قوتهم، لافتا إلى “أننا عندما نقيم محفلًا تذكاريًا للشهداء، فهو ليس للحداد، بل هو تلاوة لشرف وعظمة الجمهورية الإسلامية”. مضيفاً أن التجمع من أجل الشهداء هو تعبير عن القوة والقيم الإلهية الموجودة في مدرسة الإسلام والتشيع.
ووصف قائد قوة القدس الشهداء بأنهم “أصبحوا صورة جميلة لأمة التضحية التي وقفت بكل عزمها للدفاع عن الثورة” ، مؤكدا أن كرمان أثبتت إيثارها في سبيل الدفاع عن الإسلام و الثورة.
واعتبر أن “رسائل الشهداء لنا جزئين، الجزء الأول هو صفاتهم القيّمة التي أوصلتهم إلى مرحلة “عند ربهم يرزقون”، والجزء الثاني خصائص الشهداء التي جعلتهم يختارون الطريق الصعب”.
ورأى قاآني أن الشهداء مضوا في هذا الطريق ضد الأعداء المجرمين، بما في ذلك أمريكا وإسرائيل، “للحفاظ على النظام الإسلامي المقدس، وللدفاع عن أبناء رسول الله في جميع أنحاء العالم، الذين اضطهدتهم غطرسة الأعداء”.
المصدر: وكالة ارما + وكالة يونيوز