بعد 40 عاماً من الأسر، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير كريم يونس فجر الخميس وألقته في أحد شوارع “رعنانا” في الداخل الفلسطيني المحتلة عام 48. يونس في تصريحات صحافية قال إن قوات الاحتلال “تعمدوا إرباكه من خلال نقله من مركبة إلى أخرى خلال الإفراج عنه، دون إبلاغه بالمكان المتواجد فيه، وتركه في مكان مجهول حتى تمكن من الاتصال بعائلته وإبلاغهم بمكان تواجده”.
اختارت أن تراني من السماء
وأمام قبر والدته الذي احتضنه باكيا، قال يونس “والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية، وتحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل”. ثم توجه الأسير المحرر إلى قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات والذي حرم من لقائه لأكثر من 17 عامًا.
رسائل حب ودعوة للوحدة
وحول الرسائل التي حمّلها الأسرى له قال “الرسالة الأولى هي رسالة حب وعرفان لشعبنا الفلسطيني في كل مكان، على صموده وصبره على كل ما يواجهه من إجراءات الاحتلال”. والرسالة الثانية هي “رسالة الوحدة، فهم يدركون جيداً أن الوحدة هي قانون الانتصار”.
وقال يونس إن “تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم، هناك أسرى يحلمون الموت على أكتافهم، واستشهاد ناصر أبو حميد في ظل انعدام الأمل أدخل اليأس إلى قلوب الأسرى”. ورغم ذلك، أكد يونس على صمود الأسرى، قائلاً “لدينا استعداد تقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا وهذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى، وعزاؤنا أن الأسرى اليوم موحدين أمام همجية الاحتلال”.
وسبق أن أعلنت وزارة الأسرى والمحررين، في بيان، أن “شقيق الأسير كريم يونس “حكيم” استطاع بصعوبة الوصول لمكان الأسير كريم في رعنانا”، مشيرة إلى أن “استخدام الاحتلال لهذه الطريقة في الإفراج لن تمنع الفرحة من الدخول لقلب كل فلسطيني بتحرر الأسير كريم يونس بعد أربعة عقود من الاعتقال”. وأكدت وزارة الأسرى أن “هذه الطريقة في الإفراج تؤكد أن الاحتلال يخشى حتى فرحة شعبنا واستقباله لأبطاله”.
وكريم يوسف فضل يونس (ولد في 24 كانون الأول/ديسمبر 1956) هو أسير فلسطيني من فلسطينيي 48، من قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي. اعتقل جيش الاحتلال يونس وهو على مقاعد الدراسة بتاريخ 1 حزيران/يونيو 1983، وتنقل بين سجون وزنازين الاحتلال وسط ظروف تحقيق قاسية.
الجهاد تُبارك للمناضل يونس حريته
من جهتها، باركت حركة الجهاد الإسلامي “للمناضل الوطني الكبير القائد كريم يونس تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي “اليوم ينتقل المناضل الكبير كريم يونس من ساحة استبسال وصمود إلى ساحة نضال في مسيرة لا تتوقف إلا بزوال الاحتلال وتحرير أرضنا وعودة أبناء شعبنا اللاجئين في كل مكان إلى ديارهم”.
وأكد سلمي أن يونس “يمثل أيقونة نضالية وعنواناً من عناوين الصبر والصمود”، لافتاً إلى أن “فرحة شعبنا بحرية كريم يونس، تجسد الأمل بتحرير جميع الأسرى”.
غزة تحتفل
كما عمّت غزة الاحتفالات بالإفراج عن الأسير كريم يونس.
المصدر: فلسطين اليوم