نشر تنظيم داعش الإرهابي إحصائيات بعدد هجماته خلال العام الماضي، تشير إلى استحواذ نيجيريا على العدد الأكبر من هذه العمليات بـ 517 عملية، في حين احتل العراق المرتبة الثانية بـ 484 عملية. وبحسب الإحصاءات التي نشرتها وكالة اعماق التابعة للتنظيم، فإن عدد العمليات في سوريا بلغ 297، وفي أفغانستان 181، اما في الكونغو167، وفي موزمبيق 156.
ووفق المناطق الجغرافية، بلغت عمليات داعش في غرب آسيا (العراق، سوريا، اليمن، إيران، فلسطين) 784، وفي غرب أفريقيا (نيجيريا، مالي، النيجر، الكاميرون، بوركينا فاسو، بنين) 563.
أما في وسط آسيا (أفغانستان، باكستان) 239، شرق أفريقيا (موزمبيق، الصومال، أوغندا) 189، وسط أفريقيا (الكونغو، تشاد) 177، شمال أفريقيا (مصر، ليبيا) 98، جنوب شرق آسيا (الفلبين) 6، جنوب آسيا (الهند) 2.
ومقارنة مع عام 2021، تراجعت العمليات الإرهابية لداعش في العراق من 1127 عام 2021، إلى 484 عام 2022، وفي سوريا من 368 إلى 297، وفي أفغانستان من 372 إلى 181. في حين ارتفع عدد العمليات في نيجيريا من 415 إلى 517، وفي موزمبيق من 68 إلى 156.
وبالإجمال تراجع عدد عمليات داعش في مختلف البلدان من 2748 عام 2021، إلى 2058. مع تراجع كبير في الهجمات بالعبوات والسيارات المفخخة من 1065 عام 2021، إلى 579 عام 2022.
ويعود انخفاض عدد العمليات في سوريا والعراق إلى العمليات الأمنية التي تقوم بها القوات في كلا البلدين، والضربات الاستباقية التي توجه للتنظيم، والاعتقالات التي تطال القادة الميدانيين.
وفي أفغانستان، يعود تراجع العمليات إلى الانسحاب الأمريكي من البلاد، وتشديد حركة طالبان من قبضتها الأمنية ملاحقة الخلايا الإرهابية في أكثر من منطقة.
وتعكس هذه الأرقام نشاط التنظيم وفق المناطق الجغرافية. فرغم هزائمه في سوريا والعراق، يبدو أن هذه الجماعة ما تزال تعتبر هذه المنطقة أساسية بالنسبة لنشاطها العسكري، وهذا يعود بالدرجة الاولى إلى انتماء قادة الصف الأول لديها إلى تلك المنطقة، ولما تحويه هذه المنطقة من خصوصية.
فمن مدينة الموصل انطلقت دعوة متزعمها السابق أبو بكر البغدادي إلى قيام “الخلافة”، من مدينة الموصل. فيما شكلت سوريا في الفترة الممتدة من (2013 إلى 2017)، مسرحاً لعميات التنظيم، وفيها كانت المعركة الأخيرة في منطقة الباغوز في دير الزور.
ورغم أن رقم 784، يعد رقماً كبيراً، لكن الاعم الغالب من العمليات، لا تعد كونها عبوات أو إطلاق نار في مناطق متفرقة، أو عمليات حرب عصابات يقوم بها مسلحو التنظيم بين الفينة والأخرى ضد أهداف مدنية او عسكرية.
ويستفيد هذا التنظيم من وجود القوات الأميركية في العراق وسوريا، التي تسهل عملياته في الصحراء ضد القوات السورية، وفي مناطق عراقية، ضد الحشد الشعبي والقوات الامنية.
أما بالنسبة إلى منطقة غرب أفريقيا، فلهذه المنطقة خصوصية تاريخية وإستراتيجية للتنظيم، بالإضافة إلى أهميتها على صعيد الجغرافيا السياسية للعالم، حيث تملك 9 % من الإحتياطات النفطية في العالم خصوصاً في نيجيريا. ويتوقع أن يتخطى الانتاج النفطي لتلك المنطقة في الأعوام القادمة انتاج دول الخليج. وبالإضافة إلى النفط، تملك منطقة غرب أفريقيا 40 % من احتياطات الذهب العالمية، بالإضافة إلى ثروات طبيعية متعددة.
وبسبب هذا الموقع الجغرافي الهام، تتنافس العديد من الدول حول هذه المنطقة. ودخلت الجماعات المسلحة دائرة الصراع أيضاً، لاهداف مادية تتعلق بالحصول على عائدات مالية، من تهريب النفط وغيرها من الأساليب التي تعتمدها تلك الجماعات، بالإضافة إلى إمكانية تهديد المصالح الإقتصادية للدول المختلفة، كونها صلة الوصل بين الجنوب والوسط الأفريقي باتجاه قارة أوروبا.
كما أن تلك الجماعات تستنبط مسيرتها من دولة المرابطين (1055 – 1147م)، والتي بدأت دعوتها من صحارى غرب أفرقيا خصوصاً من المنطقة التي باتت تشكل حالياً دول (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد). ومن هذه الدولة اشتقت جماعة “المرابطون” اسمها، قبل انضمامها إلى تنظيم القاعدة العالمي.
وبالنسبة إلى الحركات المسلحة، فإن منطقة غرب أفريقيا تشكل قاعدة متقدمة لتنفيذ عمليات في أوروبا، ومن هنا كانت الحرب (عمليات برخان، تاكوباوسابر) التي أعلنتها فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد)، قبل أن تنسحب منها بعد تغيير الحكم في مالي. واتهم رئيس الحكومة في مالي عبد الله مايغا فرنسا بدعم الإرهاب في بلاده وتزويد الجماعات المتطرفة بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
وفي ظل هذه المعطيات، برز قبل أيام تصريح لنائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، عن قلق موسكو إزاء إعادة انتشار مسلحين من منطقة الشرق الأوسط في عمق أفريقيا، حيث يتم إنشاء ظروف تهيء لإقامة “خلافة” بإصدار ثان.
المصدر: موقع المنار