مع أفول عام 2022، يبقى الصراع الغربي-الروسي المستمر في أوكرانيا الحدث الأساس، إن لجهة أهميته على مستوى التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الضخمة على جميع أطراف الصراع، أو لأنه من الصعب حتى اللحظة تحديد أفق واضح له. عام 2023 سيكون عاماً حاسماً على صعيد مجريات هذه الحرب التي كان النفط والغاز أكثر أوراقها قوة إلى جانب “التهديد النووي”. فمن سيضحك أخيراً؟
هل سيكون لدى أحد الأطراف القدرة على الحسم في ظل كشف الحرب ثغرات عدة لدى الجيش الروسي ومحاولة القيادة معالجة ما أمكن على أبواب العام الجديد؟ وهل سيكون لدى الغرب القدرة على تخطي الضغوطات الاقتصادية والاستمرار في ضخّ السلاح إلى كييف؟
من الحرب التي يصنعها البشر، إلى كوارث أخرى لكن من صنع الطبيعة.
العام الحالي اتسم بكوارث طبيعية متفاوتة الخطورة، أودت بحياة آلاف الأشخاص في مختلف أرجاء العالم، وفي مقدمتها الفيضانات ثم الأعاصير فالزلازل. النصف الثاني من العام 2022 شهد كوارث كانت هي الأسوأ منذ عدة سنوات، موجات الحرارة كانت الأقسى على الاطلاق بالنسبة لاوروبا. كل ذلك لم يدفع الدول المشاركة في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ إلى تقليص فجوة الانقسام حول فكرة خفْض استخدام الوقود الأحفوري بكل أشكاله للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
حرارة الطقس تزامنت مع حرارة الضغوطات المعيشية التي ارتفعت وتيرتها إلى حد كبير في القارة العجوز، فكان عام الاحتجاجات الشعبية بامتياز تحديداً في بريطانيا، حيث قيل إن شهر كانون الأول/ديسمبر كان الأقسى لجهة التظاهرات منذ أكثر من عقد. برزت الأزمة في موجة الاستقالات على مستوى رئاسة الوزراء من بوريس جونسون إلى خليفته ليز تراس التي لازمت منصبها ستة أسابيع فقط ليخلفها ريشي سوناك.
رحلت ليز سريعاً عن منصبها، على عكس ملكتها اليزابيث الثانية التي توفيت في الثامن من أيلول/سبتمبر بعد أن مكثت سبعين عاماً على عرش بلادها. على عكس من غادروا مناصبهم، كان عام 2023 فأل خير على العديد من الشخصيات السياسية، كاليساري لولا دا سيلفا الذي عاد رئيساً للبرازيل إثر هزيمة اليمين بقيادة جايير بولسونارو. اليسارية فازت ايضاً في كولومبيا لأول مرة، برئاسة غوستافو بيترو. أما الانتخابات النصفية الأميركية فلم تحقق جديداً باحتفاظ الديمقراطيين بالسيطرة على مجلس الشيوخ وضمان الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب بأغلبية بسيطة.
المصدر: موقع المنار