أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة عن رؤية حركته في مواجهة العدوان الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني ووجوده وهويته ومقدساته.
وترتكز الرؤية التي اعلنها الأمين العام على ثلاثة أسس هي: التفرغ لمواجهة الاحتلال والوحدة في ميدان الاشتباك والمقاومة ، وترك الخلاف السياسي.
جاء ذلك عبر حوار مطول مع القائد زياد النخالة عبر منصة قناة الميادين على شبكة “تويتر” العالمية.
وقال النخالة في حديث تلفزيوني”إن معركتنا مفتوحة مع العدو، ولم تتوقف طالما يمارس الاحتلال عدوانه، وطالما بقي الاحتلال على أرض فلسطين، ونحن كشعب فلسطيني نواجه تحديات وظروفًا سياسية عدة تفرض علينا الوحدة الميدانية”.
وأردف “نحن في الجهاد الإسلامي جاهزون لأبعد مدى دون أي شروط، وبانفتاح تام للوحدة والتعاون العسكري والميداني، وبمعزل عن أي خلاف فصائلي حول البرنامج السياسي”، موضحاً أنه على المستوى السياسي لم نجد نقطة التقاء، بسبب تنافر البرامج والرؤى، مبينًا أن هناك طاقة أمل للتوحد في الميدان، مكملًا “سنعتبر أنفسنا في الميدان العسكري وحدة واحدة”.
وتابع “نحن جميعاً أمام التهديد الصهيوني، الذي يريد السيطرة على القدس والمسجد الأقصى، ولا خيار أمام شعبنا إلا القتال، وهذا يفرض الوحدة الوطنية، وعدم الرهان على إمكانية تحقيق أي حلول سياسية مع المحتل”.
وقال النخالة: “العدو يسعى لتجريد شعبنا من كل شيء، ومطلوب منا المواجهة والوحدة في الميدان”، مشددًا على أنه لم يعد للشعب الفلسطيني أي خيار سوى الوحدة أمام العدوان الذي يحاول مصادرة كل الحقوق.
وفيما يتعلق باستراتيجية وحدة الساحات التي تنتهجها الجهاد الإسلامي، شدد على أن حلقات المقاومة في الساحات كافة مترابطة ومتماسكة وتكمل بعضها البعض، مؤكدًا على أن المواجهة لا تتوقف مع العدو.
وأشاد النخالة بدور المقاومة في غزة التي أرست قواعد اشتباك مهمة أمام العدو، مشيرًا إلى أن مناورة “الركن الشديد 3” رسالة للعدو أن غزة ليست بعيدة عن المشهد وجاهزة للتدخل وقتما تطلب الأمر ذلك، موجهاً رسالة للضفة والمقاتلين فيها بأن المقاومة في غزة ليست بعيدة عن المشهد الميداني والقتالي في الضفة المحتلة، وستكون عند حسن ظن شعبنا”، مجدداً الدعوة للتركيز على فكرة تعزيز المقاومة والوحدة الميدانية في مواجهة العدو، بدلاً من الحديث عن مواقيت زمانية للانهيار الكلي والكبير للكيان، ومشدداً على أن حلقات المقاومة في الساحات كافة مترابطة ومتماسكة وتكمل بعضها البعض، والمواجهة لا تتوقف مع العدو، كاشفاً عن وجود نقاشات وحوارات حول كيفية وحدة العمل المقاوم في الميدان بين القوى الفلسطينية، معرباً عن أمله بأن تتسع وتتطور حالة الوحدة الميدانية خلال العام الجديد.
وبشأن الأسرى وقضيتهم أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أنهم على سلم أولويات الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية كافة، مضيفًا “لا نكل ولا نمل من أجل أسر الجنود عبر المعارك السابقة وما هو متوقع للمعارك القادمة، وهو أمر محتمل”.
ووصف القائد النخالة العام 2022 بأنه عام الصمود والتحدي لشعبنا الفلسطيني، مؤكدًا أن ما يحصل بالضفة انتفاضة مسلحة حقيقية، لافتاً إلى أن العام 2022 شهد نشأة كتائب فلسطينية مسلحة في الضفة مثل كتيبة جنين وعرين الأسود، مضيفاً “في العام 2022 لم يتوقف العدو عن عدوانه وجرائمه بحق شعبنا، ونحن نخوض الصراع مع العدو في كافة الساحات؛ لأننا شعب واحد”. وذكر أن العام 2022 شهد الحدث الأهم وهو معركة (وحدة الساحات)، متابعًا “نستقبل عام 2023 بمعنويات وروحية أكبر على صعيد مواجهة العدو”.
وقال النخالة “لستُ مع الخطاب الكبير الذي يفترض ويحدد زماناً معيناً لزوال (إسرائيل)، والمطلوب منا ليس أن نحدد زماناً لزوال الكيان بقدر ما علينا أنْ نواصل مواجهة العدو ودفعه إلى الوراء وصولاً لإزالته”.
وفي موضوع محور المقاومة ودوره في دعم المقاومة، قال: “محور المقاومة له دور مهم في دعم وتعزيز المقاومة في فلسطين”، لافتاً إلى أن الخصوم والأعداء يصورون المعركة في الضفة وغزة على أنها معركة ضد إيران، مشددًا على أن الفلسطينيين هم من يقاتلون في الميدان، وشعبنا الفلسطيني هو الذي يدافع عن نفسه ويواجه إرهاب المحتل، داعياً الدول العربية للوفاء بالتزاماتها في دعم الشعب الفلسطيني وكف الحصار عنه، مستنكراً عدم توفر حاضنة سياسية عربية للمقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أن ذلك أثر أداء المقاومة، موجهاً حديثه للعالم العربي قائلاً “لا تتركونا في مواجهة الآلة الصهيونية الأمريكية التي تدعم المحتل بكل السلاح والعتاد”، داعياً شعوب الأمة العربية والإسلامية لتقديم دعمها المعنوي والاقتصادي لمساندة شعبنا للاستمرار في صموده وفي مواجهته الاحتلال الصهيوني.
وعن الشهيد سمير القنطار وعلاقته بالقائد النخالة قال “التقيت في فترة اعتقالي بالشهيد القائد الكبير سمير القنطار قضينا فترة في سجن عسقلان وشاركنا في نشاطات المعتقلات”، مضيفًا “سمير القنطار كان فلسطينياً مقاوماً -رغم جنسيته اللبنانية- في مواجهة المحتل الذي يريد الهيمنة على المنطقة العربية”.
وتحدث القائد النخالة عن علاقته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قائلاً “العلاقة بيني وبين سماحة السيد حسن نصرالله طويلة الأمد عرفته رجل صلب شجاع مؤمن، وله دور أهم في إدارة ملف المقاومة والجهاد الإسلامي بشكل خاص ونجد المودة والمحبة للمقاومة الفلسطينية”.
وهنأ النخالة شعوب العالم بالعام الجديد، كما هنأ المسيحيين بأعياد الميلاد.
المصدر: فلسطين اليوم