أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني الاثنين أن بلاده “تؤمن بضرورة ضمان الأمن الإقليمي عبر دول المنطقة”، مؤكداً أننا “لن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية ونعتبره يتناقض مع ميثاق وآليات الأمم المتحدة”.
وأضاف كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الاثنين بمقر وزارة الخارجية في طهران بشأن مواقف الدول الأجنبية والغربية تجاه التطورات الأخيرة في البلاد، “شهدنا بعض السلوكيات السيئة والتدخلات غير البناءة في الشأن الإيراني وأبدينا ردود فعل بمواقف حازمة وبنفس المستوى”.
وعلّق كنعاني على تنفيذه الاثنين عملية إعدام مدان بجريمة قتل اثنين من قوات حفظ الأمن، وجرح أربعة أشخاص مدنيين، بسلاح أبيض، قائلاً إن “إيران تعترف بحق الاحتجاج والانتقاد في إطار القوانين الداخلية، لكن بعض الدول علقت على مواضيع كانت إيران تحقق فيها”، مشيراً إلى أن “أعمال الشغب غير بناءة ودعمها من الخارج لا يساعد في سماع أصوات المحتجين”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إلى أنه “بسبب السلوك المستمر لهذه الدول، وكذلك الاتحاد الأوروبي، فإن إيران ستستمر في استخدام حقها في اتخاذ الإجراءات الرادعة”، معلناً عن “قائمة جديدة من العقوبات على مؤسسات وشخصيات مرتبطة بالاتحاد الأوروبي وبريطانيا”.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد كنعاني تمسك بلاده “بسياسة حسن الجوار القائمة على المصالح والمبادئ المشتركة”، ودعم “أي مبادرة في هذا المجال”، قائلاً “لا نقبل أي ادعاءات ولا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية والتعليق على وحدة الأراضي الإيرانية ونلتزم بالتعاون الإقليمي على أساس المبادئ والمصالح المشتركة وسنواصل جهودنا في هذا المسار”.
وتعليقا على البيان الصيني السعودي المشترك، أكد كنعاني “رفض أي اتهام تضمنه البيان الختامي لدول الخليج الفارسي بحضور الرئيس الصيني”، موضحاً أنه “نعتبر المزاعم المتعلقة بالجزر الثلاث تدخلاً في شؤون إيران الداخلية وسيادة أراضيها، وندين بشدة هذه المزاعم”.
في ما يتعلق بمفاوضات رفع الحظر، لفت كنعاني إلى أن أطراف المفاوضات “معروفة ونحن جاهزون لاستمرارها ونؤكد على مواقف إيران المبدئية وفي هذا الإطار سندعم المصالح الأساسية لإيران”.
من جانب آخر ، تحدث المتحدث باسم الخارجية عن الدور الاستفزازي والتدخلي لبعض وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية الناطقة بالفارسية، قائلاً “لقد أوضحنا وجهات نظرنا حول إجراءات بريطانيا التي تحتضن قناة إيران اينترنشنال واتخذنا بعض القرارات. وفي المجال الدبلوماسي، أعلنا احتجاجنا لسفراء بعض الدول الداعمة لهذه القنوات المعادية في طهران. وطلبنا منهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع نشاطها”.
وتابع “لقد اتخذنا إجراءات حقوقية ضد هذه القنوات في أوروبا وبريطانيا”، لافتا إلى أن “هذه القنوات المعادية قامت بتحريض مثيري الشغب ودعمهم وتعليمهم أعمال إرهابية وكيفية مواجهة القوات الأمنية وخلق الفوضى، وأسفرت هذه الأعمال عن تعرض المواطنين الإيرانيين للأذى ولقي البعض حتفهم خلال أعمال الشغب”.
وفي السياق، أعلن كنعاني أن “بريطانيا تتحمل مسؤولية احتضان هذه الشبكات وتهيأة الظروف لنشاطاتها التحريضية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي مسؤولة أمام المواطنين الإيرانيين باعتبارها دولة تُرتكب هذه الجرائم على أرضها”.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن “الادعاءات الغربية بشأن طلب إيران من روسيا إرسال معدات عسكرية لقمع المحتجين، مجرد أكاذيب تروجها وسائل إعلام خاصة”، متابعاً أن”التعاون مع وروسيا مستمر ويتعزز، ولا سيما في المجال الدفاعي لكن لا أستطيع التعليق على تفاصيل التعاون الدفاعي بيننا”، لافتا إلى أن “هذه الادعاءات ضد طهران لها أهداف ودوافع سياسية، وهي تأتي من قبل دول تزود أحد أطراف الحرب (في أوكرانيا) بالسلاح لاستمرار النزاع”.
وأكد أن “إيران ليست طرفا في الصراع بين أوكرانيا وروسيا”، مضيفا أن “طهران تعتقد أن الحل الدبلوماسي والسلام أفضل طريق لحل الأزمة الأوكرانية”، مشيرا الى ان طهران أعربت عن استعدادها للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي في أوكرانيا.
من جهة ثانية، أشار المتحدث باسم الخارجية إلى الذكرى السنوية لإعلان العراق النصر على تنظيم “داعش” الإرهابي، مثمناً “ذكرى الأبطال الذين دافعوا عن المقدسات في العراق وسوريا والمنطقة”.
وأشار كنعاني في السياق إلى “تضحيات الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس في مجال مكافحة الإرهاب الدولي”، مضيفاً ” نخلد ذكرى كل المحاربين الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم في طريق المقاومة ضد مؤامرة نظام الهيمنة في المنطقة وحاربوا إرهاب داعش واتخذوا خطوات لاستتباب الأمن والاستقرار والسلام شعوب المنطقة”.
وفي الشأن الأفغاني، قال كنعاني ردا على سؤال حول الاجتماع الرباعي بين إيران وباكستان وأفغانستان والمفوض السامي لشؤون اللاجئين في طهران إن “قضية أفغانستان تعتبر من أهم القضايا بالنسبة لنا وبذلنا مساعي حثيثة لتطوير الاستقرار والأمن في هذا البلد وخلق ظروف أفضل، للشعب الافعاني خلال السنوات الماضية”، مضيفاً أن بلاده “تبذل المساعي لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان وتهيئة ظروف أفضل لأبناء هذا البلد، وقضية اللاجئين الأفغان مهمة للغاية وينبغي الاستفادة من القدرات الدولية القصوى لمعالجة هذه المشكلة”.
المصدر: ارنا