يشرح أطباء الأطفال أنّ هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن للوالدين اتباعها لمساعدة أطفالهم على الشعور بالتحسّن، حتى لو لم يتمكنوا من العثور على الدواء الذي يبحثون عنه.
أولاً، لا تحتاج الحرارة دومًا إلى خفضها بالأدوية، خصوصًا إذا كان الطفل بحالة جيدة، حسبما ذكرت الدكتورة مورين أهمان، طبيبة الأطفال لدى المركز الطبي “كليفلاند كلينك” في ولاية أوهايو، وقالت أهمان: “إذا كان الطفل سعيدًا ويأكل ويشرب وكان يعاني من حرارة تصل إلى 39 درجة مئوية، فلا داعي لإعطائهم أدوية مثل تايلينول أو موترين”.
بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن شهرين، لا توجد درجة حرارة محددة تحتاج إلى علاج الحرارة.
وقالت أهمان إنه عندما ترتفع درجة حرارة الطفل، قد يبدو ذلك مثيرًا للقلق، لكن الأطفال عادة ما يكونون على ما يرام حتى عندما ترتفع الحرارة إلى هذا الحد. وإذا كان لديك رضيع عمره أقل من شهرين، فهذه قصة مختلفة. وتعتبر أي درجة حرارة تزيد عن 38 درجة مئوية مقلقة، وتعني أن طفلك يحتاج إلى فحصه من قبل طبيب.
من العوامل الأخرى التي تضعها في الاعتبار عند تقييم الحرارة، حالة تحصين الطفل ومدة استمرار الحرارة. القاعدة العامة هي أن الحرارة المستمرة لأكثر من خمسة أيام تحتاج إلى مزيد من التقييم.
ومع ذلك، إذا كان طفلك مستلقيًا ولا يبدو على ما يرام، أو إذا كان يعاني من آلام في الأذن، أو الجيوب الأنفية، فيجب علاجه من الحالة التي تزعجه، حتى لو يسجل ارتفاعًا كبيرًا بالحرارة. وإذا نفد مخزون الأدوية السائلة، التي تُعطى للأطفال عادةً، توصي أهمان بالبحث عن اللبوس، وهي كبسولات تدخل في شرج الطفل وتذوب.
وتشير أن اللبوس خيار رائع للأطفال الذين لا يستطيعون الاحتفاظ بالطعام أو السوائل أيضًا.
ومن الممكن أيضًا إعطاء أدوية البالغين، الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، للأطفال، مع الجرعات الموافقة لوزن الطفل.
وفي كندا، التي كانت تتعامل مع نقص في أدوية الأطفال منذ شهور، أنشأ الصيادلة في جامعة تورنتو ومستشفى الأطفال التابع لها، SickKids، مخططًا يوضح للوالدين كيفية القيام بذلك بأمان.
ويمكن سحق الأقراص، وليس الكبسولات أو أقراص الهلام، وإضافتها إلى القليل من عصير التفاح أو شراب الشوكولاتة لإخفاء الطعم. ومع ذلك، من المهم للغاية عدم إعطاء الأطفال الكثير من الأدوية، ومن الأفضل استشارة طبيب متخصص قبل إعطاء الجرعة الأولى.
قد تكون هناك خيارات غير إعطاء الأدوية من أجل الحفاظ على راحة الأطفال أيضًا.
وإذا كان الطفل يعاني من ألم في الأذن، إضغط بقطعة دافئة ورطبة على الجزء الخارجي من الأذن لتخفيف الشعور بعدم الراحة حتى تتمكن من علاجه. ويساعد حمل الطفل في وضع مستقيم على تقليل الضغط على أذنيه، وما يزيد الأمر سوءًا إذا كان رأسه للأسفل على وسادة السرير.
والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف عندما ترتفع حرارتهم، لأنهم يفقدون المزيد من السوائل بحسب قول أهمان. يمكن للأطفال الحصول على المياه بالأطعمة التي أساسها المياه مثل مصاصات الثلج، أو الجيلاتين المنكّه إذا لم يشعروا بالرغبة في الشرب.
هناك أيضًا بعض الخطوات التي يتوجّب عليك فعلها إذا لم تتمكن من العثور على الدواء الذي تحتاجه.
أولاً، لا تعطِ الأسبرين أبدًا لشخص يقل عمره عن 18 عامًا.
فقد ارتبط الأسبرين الذي يُعطى للأطفال أثناء إصابتهم بمرض فيروسي بحالة نادرة ولكنها خطيرة تسمى متلازمة راي، التي تسبب تورمًا بالكبد والدماغ.
وتشير أهمان أيضًا، أنه لا بأس في الاستحمام بماء فاتر، ولكن ليس من الجيد وضع طفل مصاب بالحرارة في حمام بارد.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تؤدي الحرارة إلى حدوث نوبات عند الأطفال، وهذا يحدث عندما ترتفع درجة حرارتهم بسرعة.
وشرحت أهمان أن الاستحمام بالماء البارد سيخفّض من درجة حرارة أجسامهم، لكنه لا يعيد ضبط مقياس الحرارة الداخلي، لذلك عندما يخرج الطفل من حوض الاستحمام، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع بدرجة الحرارة ما يزيد من احتمالية حدوث نوبة.
وتتمثل أفضل فكرة في وضع كمّادات باردة على الجبهة، ومؤخرة العنق، وتحت الإبط لتخفيف الانزعاج من الحرارة.
المصدر: سي ان ان