في دراسةٍ حديثةٍ أجراها باحثون في المركز الوطني للسكري وأمراض الكلية والجهاز الهضمي، قاموا بقياس كمية المحليات الصناعية التي تُمتص في مجرى الدم عند الأطفال والبالغين بعد شرب علبةٍ من المياه الغازية المخصَّصة للحمية.
قام الفريق بقياس كمية المحليات الصناعية (sucralose) و (aseculfame-pottasium) التي وُجدت في مجموعةٍ كبيرةٍ من الأغذية والمشروبات المعلَّبة. حصلت هذه المحليات الصناعية التي تتضمن أيضا السكرين والأسبرتام (aspartame) على اهتمامٍ كبيرٍ مؤخرًا بسبب اكتشافهم أن هذه المركبات ليست فقط عناصرَ كيميائيةٍ خاملةٍ ذات طعمٍ حلو، لكنها مكوّناتٌ فعالةٌ بإمكانها التأثير على الأيض.
بالرغم من موافقتهم على خضوع هذه المواد المضافة للأطعمة لشروط السلامة الخاصة بإدارة الأغذية والعقاقير ( FDA ) في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنَّ هناك مخاوفَ تتعلق بسلامة هذه المواد خصوصًا تأثيرها الصحيُّ على المدى الطويل.
من أجل ذلك، قام الباحثون بإجراء دراسةٍ للتَّحقُّقِ من مستوى المحليات الصناعية في بلازما الدم تبعًا لتناول أنواع متعددةٍ من المحليات الموجودة في المياه الغازية الخاصة بالحمية والمياه العادية.
أظهرت النتائج بأن الأطفال لديهم تراكيزَ مضاعفةً من المحليات الصناعية في بلازما الدم بعد تناولهم لعلبة مياهٍ غازيةٍ بحجم ١٢ أونصة وذلك مقارنةً بمجموعة البالغين، وقد اكتشف فريق البحث مؤخرًا تواجد هذه المحليات الصناعية في حليب الأم بعد تناولها لأغذيةٍ ومشروباتٍ وأدويةٍ تحتوي على هذه المواد.
ولكون الرضَّع لديهم قدرةً أقلَّ على تنظيف هذه المواد عبر الكليتين (تُرشَّح هذه المواد في الكلية بعد سن الثانية)، استنتج المؤلفون أن تراكيز المحليات الصناعية في دم الرضع ربما تكون أعلى منها لدى البالغين.
هذه النتائج مهمةٌ لأنَّ التعرُّض المبكِّر لهذه المحليات ربما قد يؤثر على تفضيلات التذوق لدى الطفل مستقبلًا وكذلك النظامِ الغذائيِّ ومصير الأيض. حيث من المعروف أن الاطفال عامةً يفضلون الحلويات أكثر من البالغين وهم الأكثر عرضةً للحلاوة المكثفة التي توفرها المحليات الصناعية.
سلطت نتائج هذه الدراسة الضوء على حقيقة أن بعض الناس يمتصون كمياتٍ قليلةٍ نسبيًّا من هذه المحليات.
وستساعد هذه الدراسة الآخرين في تصميم وتفسير البحوث مستقبلًا لفهمٍ أفضل لتأثير المحليات الصناعية على صحتنا.
المصدر: مواقع