إنتقد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى تبني واستهلاك بعض وسائل الإعلام العربية لمصطلحات مكتوبة في الغرب دون مقاربتها بمعناها الحقيقي. وقال الوزير المرتضى: *قولوا في المنار على لساني أنني أدعو إلى التطبيع، ولكن ما هو التطبيع؟* أليس التطبيع هو إرجاع الشيء أو الأمر إلى طبيعته؟ وبالتالي فإن دعوتي هذه تعني أن تعود فلسطين من البحر إلى النهر لأهلها الفلسطينيين، ويعود العرب إلى التفافهم حول انتمائهم إلى المشرق الذي يتوسط العالم بثقافته وحضارته وتعايشه المشترك. أليست هذه هي طبيعة المنطقة؟
بالأمس كان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وبمناسبته إستعدنا كلام سيادة المطران جورج خضر القائل: “إسرائيل حُبِلَ بها بالإثم ووُلِدَت في الخطيئة”. فإنْ لم تسقط الصهيونيّة فهي نهايتُنا نحن على المستوى الحضاريّ والإنسانيّ، حتى لو بقيتْ على الخريطة رقعةٌ تسمّى فلسطين.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال استقباله في مكتبه بالصنائع مدير موقع المنار الالكتروني الاعلامي ضياء ابو طعام الذي قدم له نسخة من كتابه “بناء الهوية الإعلامية” وشرح له المنطلقات المهنية التي حكمت تأليف الكتاب. وإذ رحّب وزير الثقافة بهذه المبادرة، أوضح أن تمسك اللبنانيين بهويتهم هو مفتاح كل مشكلة، متسائلا: أليست هوية لبنان هي الحرية والتحرر؟ أليست هوية اللبنانيين هي النضال والمجاهدة في رفض الإحتلال والتجويع والتتبيع؟ لماذا نذكر رجالات الاستقلال الذين مارسوا النضال السياسي في وجه المحتل الفرنسي وننسى مثلاً أن ١٤ طالبا أعمارهم بين ١٠ و ١٦ سنة سحقتهم المجنزرات الفرنسية في طرابلس لأنهم نزلوا إلى الشارع لتأييد مطلب الاستقلال؟
وحتى في قضايا الجوار، ما هي هوية لبنان؟ السيدة فيروز تقول للقدس في أغنيتها “عروس المدائن”:
“لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي
سأدق على الأبواب وسأفتحها
الغضب الساطع آتٍ، بجياد الرهبة آتٍ،
البيت لنا والقدس لنا”
ان قضية فلسطين هي معيار الانتماء إلى الإنسانية، وهي عنوان الحق والعدالة والبطولة، وبالتأكيد سترفعُ عنها المظلوميةَ صلواتُ الأمهات وحجارة الأطفال وصواريخ المقاومين.
وختم المرتضى بقوله: “في إعلامنا الوطني هناك ومضاتٌ تشتعلُ ثم تخبو، والمطلوب أن يسير صوتنا في مسار ثابت ليصل إلى كل مكان في العالم، فينقل له هويتنا بلساننا وليس بألسن الآخرين. نحن نتعرّض اليوم لحرب على الوعي وعلى الإنتماء الثقافي، فينبغي استخدام أدوات الجذب والتأثير في إعلامنا لمخاطبة المتلقي ورفع مستوى وعيه تجاه التضليل الحاصل في مختلف الساحات. مسؤولية الإعلام الأساسية هي إيصال الحقيقة إلى أكبر شريحة ممكنة، والحقيقة لوحدها تأتي بالانتصار في معركة الثقافة، لأننا أهل حق”.
المصدر: موقع المنار