السيدة زينب (ع): عقيلة بني هاشم قدوة للمرأة المسلمة في كافة شؤونها – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

السيدة زينب (ع): عقيلة بني هاشم قدوة للمرأة المسلمة في كافة شؤونها

كفى بزينب فخرا انها اخذت من علم جدها رسول الله .. ومن شجاعة ابيها علي،  ومن صلابة امها فاطمه، ومن حلم اخيها الحسن، ومن جهاد اخيها الحسين .. فاصبحت ملتفى فضائل اهل البيت عليهم السلام جميعا .

إذا كانت قدوة المرأة السيّدة زينب والسيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليهما) فسوف يكون تكليفها عبارة عن الفهم الصحيح، والتحلي بالوعي في إدراك الظّروف واختيار أفضل الأعمال ولو تطلّب ذلك التضحية والثبات رغم كلّ شيء. “الامام السيد علي الخامنئي”

نبارك للإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) ولولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) ولعموم المؤمنين لا سيما المجاهدين ذكرى ولادة عقيلة الطهر السيدة زينب بنت الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى.

السيدة زينب (ع) عقيلة الوحي والنبوة

أبوها: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أخو النبي ووليه ووزيره ونجيبه ووارث علمه ووصيه، وأول الناس إيماناً بالله، وأعلمهم بأحكامه، فتى الإسلام شجاعة وتقى،  وعلماً وعملاً وزهداً في الدنيا ورغبة فيما عندالله.

وأمها: فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين،  وخير نساء أهل الجنة وأفضلهنَّ بحكم النصّ الصريح الصحيح،  وإجماع الأمة كافة،  آثرها الله عز وجل بذرية نبية، فإن ذرية كل نبي من صلبه إلا رسول الله فإن ذريته إنما هي من علي وفاطمة.

عظمة زينب الكبرى
إن شخصية زينب الكبرى ذات أبعاد عديدة. فهي عالمة بأمور الدين وعارفة مرموقة وإنسانة بارزة، يُذعن لعظمة علمها ومعرفتها ونفسيتها كلُّ من وقف على حقيقة شخصيتها.‏ والبُعد الأبرز في حياة زينب الكبرى، أن إيمانها بالله والثقة برحمة وعظمته، كان من السعة والعظمة بحيث تتصاغر أمامها جميع الحوادث الكبيرة وإن كانت بحجم يوم عاشوراء.‏

إذ وظّفت يَومها جميع ما تمتلكه من عواطف المرأة وعظمتها، واطمئنان قلبها وثبات جناحها، وفصاحة لسانها وهو لسان الصادقة المجاهدة في سبيل الله، المنهمر بزلال المعارف فيسود الوُجُوم وتستولي الدهشة على السامعين والحاضرين.‏

إنّ عظمتها كإمرأة عبارة عن مزيج من الحماسة والعاطفة الإنسانية التي لا يمكن توفرها في أيّ رجل، والمتانة الشخصية والاستقامة الروحية التي تستوعب جميع الحوادث الكبيرة والخطيرة، وتطأ بقدميها جمر المحن بشجاعة وتتجاوزها، وفي الوقت نفسه تقدّم الدروس وتُلهب النفوس، وتعمل على توعيتها.‏

وتسهر كأم عطوف على راحة إمام زمانها زين العابدين، وتجعل من نفسها سدّاً منيعاً لتحفظ صغار أخيها وغيرهم من أيتام هذه الحادثة، وتصونهم وسط هذا الطوفان العاتي والزوبعة الجارفة.‏

وتعزى قيمة وعظمة زينب الكبرى إلى الموقف والخطوة الإنسانية الإسلامية الجليلة التي اتخذتها بناءً على التكليف الإلهي. فعلها وقرارها وطبيعة تحركها، هي التي تسبغ عليها كل هذه العظمة. فكل من تقوم بهذا، حتى لو لم تكن ابنة أمير المؤمنين (عليه السلام) ستكون العظمة نصيبها.

جزء كبير من هذه العظمة مَرَدّه إلى أنها عرفت الظرف أولاً: الظرف قبل مسير الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، والظرف في ساعات المحنة يوم عاشوراء، وأيضاً الظرف عند الأحداث الوبيلة بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وثانياً لأنّها قررت أمراً وفقاً لكل ظرف، هذه القرارات هي التي صنعت زينب.

في تلك الساعات المأزومة حيث يعجز أقوى الأشخاص عن إدراك ما يجب عليه فعله، أدركت هي واجبها وساندت إمامها وجهزته لاستقبال الشهادة. وبعد استشهاد الحسين بن علي (عليه السلام) حيث أظلمت الدنيا، وكسفت القلوب والأرواح وآفاق العالم، كانت هذه المرأة الكبيرة نوراً متألقاً. لقد بلغت زينب مكاناً لا تبلغه إلا أرفع الشخصيّات في تاريخ الإنسانيّة، وأعني بهم الأنبياء

عبادة زينب (ع)
لقد تحدّث علماء السيرة عن عبادة زينب بنت علي ابن أبي طالب (عليها السلام) فقالوا:”لقد كانت في عبادتها ثانية أمها الزهراء (عليها السلام) وكانت تقضي عامة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن”.

ويصفها بعضهم بالقول:.. كانت (عليها السلام) كثيرة الخلوة بربها غارقة في سبحات مناجاتها حتى إذا ضمها الليل وغارت النجوم وهدأت الأصوات وسكنت الحركات ونامت العيون وأغلقت أبواب الملوك نصبت أقدامها للعبادة فبدت سريعة الدمعة كثيرة الخوف كبيرة الرجاء تناجي ربها وتقول: يا من لبس العز وتردى به، وتعطف بالمجد وتحلى به، أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامات التي تمت صدقاً وعدلاً، أن تصل على محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين وأن تجمع لي خيري الدنيا و الآخرة.

قدراتها العلميّة
ممّا يدلّ على مزيد فضلها وسعة معارفها أن الإمام زين العابدين(عليه السّلام) كان يروي عنها، وكذلك كان يروي عنها عبد الله بن جعفر، والسيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)، ولمّا كانت في الكوفة في أيام أبيها كان لها مجلس خاص تزدحم عليها السيّدات فكانت تلقي عليهن محاضرات في تفسير القرآن الكريم، كما كانت المرجع الأعلى للسيّدات من نساء المسلمين، فكنّ يأخذن منها أحكام الدين وتعاليمه وآدابه، ويكفي للتدليل على فضلها أنّ ابن عباس حبر الأمة كان يسألها عن بعض المسائل التي لا يهتدي لحلّها، كما روى عنها كوكبة من الأخبار، وكان يعتزّ بالرواية عنها، ويقول: (حدّثتنا عقيلتنا زينب بنت علي)، وقد روى عنها الخطاب التأريخي الذي ألقته أمها سيّدة النساء فاطمة (عليها السّلام) في جامع أبيها (صلّى الله عليه وآله)، وقد نابت عن ابن أخيها الإمام زين العابدين(عليه السّلام) في أيام مرضه، فكانت تجيب عمّا يرد عليه من المسائل الشرعية، وقد قال(عليه السّلام) في حقها: “إنها عالمة غير معلّمة”، وكانت ألمع خطيبة في الإسلام، فقد هزّت العواطف، وقلبت الرأي العام وجنّدته للثورة على الحكم الأموي، وذلك في خطبها التأريخية الخالدة التي ألقتها في الكوفة ودمشق، وهي تدلّل على مدى ثرواتها الثقافية والأدبية.

لقد نشأت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) في بيت الوحي ومركز العلم والفضل، فنهلت من نمير علوم جدّها وأبيها وأخويها، فكانت من أجلّ العالمات، ومن أكثرهنّ إحاطة بشؤون الشريعة وأحكام الدين.

المصدر: موقع المنار