في حين أصبح السكري أحد الأمراض الأكثر شيوعا في وقتنا الحالي، تقوم المنظمات الصحية في الـ 14 من كل عام بحملات توعية تحت عنوان اليوم العالمي لمرض السكري.
ووفقا لتقديرات المنظمة العالمية لمكافحة مرض السكري بحلول عام 2030 سيحتل هذا المرض المركز السابع بين الأمراض التي تؤدي إلى وفاة الإنسان. ففي العام 2008 كان عدد المصابين بهذا المرض 347 مليون شخص، أما في عام 2012 فتسبب السكري بوفاة أكثر من 1.5 مليون إنسان، 80% منهم في البلدان النامية.
ومن جانبها قالت يلينا بترياكينا، كبيرة الأطباء في مركز موسكو لمعالجة الغدد الصماء عند الأطفال “لقد أصبح هذا المرض يصيب فئات عمرية أصغر سنا. سابقا كان أغلبية من يصابون بالسكري من فئة الشباب، أما اليوم فأصبح يشكل خطرا حتى على الأطفال في عمر 7 سنوات، ما يضيف أعباء إضافية إلى عملية التشخيص والعلاج، ويزيد الأعباء على أهالي الأطفال.
للأسف لا نستطيع اليوم علاج هذا المرض، ولكننا نستطيع الحد من التشخيص المتأخر له”.
وأضافت بترياكينا: “الكثير من الأهالي لا يلاحظون العلامات الأولى لظهور المرض على أطفالهم، وأولى تلك العلامات تكون عندما يحس الطفل بحاجة دائمة لشرب الماء ويتغير مزاجه بشكل غريب ويصبح مشتت الذهن، وفي 80% من الحالات يعرفون بمرض طفلهم عندما يصبح في العناية المركزة”.
ويؤكد الخبراء في مركز “معا” الروسي للعناية بمرضى السكري أن على الأهل أن يعيروا أي علامات قد تطرأ على صحة أطفالهم الاهتمام، فالوقاية من المرض أفضل بكثير من الآثار المترتبة عنه.
ويعد داء السكري مرضا مزمنا يصاب به الإنسان عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو عندما لا يستطيع الجسم أن يستعمل الإنسولين الذي ينتجه بكفاءة. والإنسولين هرمون ينظم سكر الدم ويمنحنا الطاقة التي نحتاج إليها كي نظل على قيد الحياة. وإذا لم يتمكن من الوصول إلى الخلايا ليُحرق كطاقة فإن السكر يتراكم في الدم ويصل إلى مستويات مؤذية.
وهناك شكلان رئيسيان من داء السكري. فالمصابون بالنمط 1 من داء السكري هم المرضى الذين لا تنتج أجسامهم أي كمية من الإنسولين ومن ثم يحتاجون إلى الحقن بالإنسولين كي يبقوا على قيد الحياة، أما المصابون بالنمط 2 من داء السكري، وهم يشكلون 90% من الحالات تقريباً، فينتجون الإنسولين عادة ولكن بكمية غير كافية أو لا يستطيعون استعماله على النحو السليم.