ريم عبيد
لم يتخذ لبنان حتى هذه اللحظة قراره بشأن الهبة الايرانية المقدرة بـ600 ألف طن من الفيول مُقسّمة على 5 أشهر.
لبنان الذي لا يحلم بأن يتمتع بكهرباء 24 ساعة، ويعد اقصى طموح له ان يحظى بالنور ما بين 8 الى 10 ساعات كحد أقصى، يحجم مسؤولوه عن إعطاء الموافقة حتى على حقه هذا وهو أقل الحقوق.
فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يقول “لم أتلق من الاميركيين جوابا رسميا بعد على موضوع الهبة الايرانية”، ميقاتي يقول كلامه هذا دون ان يعقب عليه بأنه يشعر بحاجة اللبنانيين الى الكهرباء المقطوعة عنهم من بداية العام 2022، علما ان المجتمع الدولي يطالب لبنان بإصلاح شامل لقطاع الكهرباء المتهالك والذي كبّد الحكومة ديونا تتجاوز 40 مليار دولار منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان والتي استمرت بين 1975 و1990.
يمكن القول إن لبنان سيضمن الحصول على هبة 600 ألف طن من الفيول، إذا سلكت الإجراءات الادارية الروتينية طريقها، كأن يتم توقيع اتفاقية الهبة بعد إقرارها في الأطر الدستورية والقانونية، على أن يلي ذلك توقيع اتفاق مع شركة عالمية لاستبدال الفيول.
ولكن، ماذا بعد حديث ميقاتي، هل ما زال هناك أمل؟؟
طبعا لا، لان الرفض الاميركي سيستمر بمنع وصول المساعدة الايرانية للبنان، فالادارة الاميركية تسعى لمنع وصول الطاقة الى اللبنانيين كجزء من الحصار المفروض عليهم، ولان الفرق بين ايران والولايات المتحدة ان دستور الاولى ينص على الوقوف الى جانب الشعوب المظلومة بعكس الثانية التي لا خبز لها سوى إثارة الفتن والنزاعات.
واللافت هنا ان المسؤولين في لبنان الذين ينتظرون رضى واشنطن لقبول الهبة الايرانية، هم يدعون حرصهم على لبنان بينما الحقيقة انهم يخشون الاجراءات والعقوبات الاميركية على اموالهم وثرواتهم المنتشرة في مختلف بلدان العالم.
يبقى ان حضور لبنان على الساحة الدولية لا يعني شيئا بينما هناك من يرهن قراره وينتظر الارادة الاميركية لتحقيق اي منافع للوطن وشعبه، وبالتالي فما يحقق مصلحة لبنان هو الاعتماد على السواعد الوطنية التي فرضت التفاهم لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومنعت العدو الاسرائيلي ومن خلف الادارة الاميركية من انتهاك سيادة لبنان وسرقت ثرواته.
المصدر: بريد الموقع