أعلن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ان تبادل الرسائل بين ايران وامريكا مستمر عن طريق الاتحاد الاوروبي والدول الوسيطة من أجل رفع الحظر عن الجمهورية الاسلامية، مضيفا من جانب آخر ان اوكرانيا لم تقدم حتى الآن أي دليل على استخدام مسيرات ايرانية في الحرب الروسية الاوكرانية.
وفي اول مؤتمر صحفي له بحضور وسائل الاعلام الداخلية والاجنبية اليوم الاربعاء في طهران، أكد عبد اللهيان فشل المؤامرة الاخيرة التي اثبتت الوثائق الموجودة لدى الجهاز الدبلوماسي الايراني انها كانت تهدف الى نشر الارهاب واشعال الحرب الداخلية وبالتالي تقسيم الجمهورية الاسلامية.
وتحدث عبداللهيان عن الاعمال الارهابية ضد البلاد خلال الشهرين الاخيرين والمشاورات الدبلوماسية المتخذة، وقال، “لقد كانت لنا خلال الاسابيع الثمانية الماضية عدة لقاءات في بغداد وطهران مع وفود أمنية عالية المستوى من حكومة بغداد المركزية وحكومة اقليم كردستان العراق”.
واوضح ان هذه اللقاءات اسفرت عن اتفاقيات عديدة من بينها تعهد حكومة العراق المركزية بابعاد الارهابيين عن حدود ايران، مضيفا اننا نتابع مع الأخوة العراقيين التطبيق العملي للاتفاقيات، واذا استقرت القوات العراقية على الحدود المشتركة بين ايران واقليم كردستان وضمنت تحقيق الأمن في هذه المناطق عندها لن نكون بحاجة الى مواجهة ما يهدد وحدة اراضينا.
وتابع قائلا : ما دامت القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة يكفلان حق الدفاع ضد تهديدات الجوار فأن القوات المسلحة الايرانية ستواصل اجراءاتها من أجل تأمين الحد الاعلى من الاستقرار، فيما سيواصل الجهاز الدبلوماسي التفاوض والحوار مع العراق الشقيق والصديق لتجاوز هذه المرحلة.
وفي اشارته الى ماجرى في زاهدان جنوب شرق البلاد والمشاكل الأمنية في بعض المحافظات الغربية، قال عبداللهيان ان هناك 76 بؤرة ارهابية ضد ايران في اقليم كردستان العراق وقد ادخلوا الاسلحة الاسرائيلية والامريكية الى البلاد.
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي تطرق عبداللهيان الى تدخل الغرب في الشؤون الداخلية الايرانية خلال الاسابيع الاخيرة، وقال انه خلال اتصالاته مع المسؤولين في دول العالم ومن بينها فرنسا وبريطانيا والمانيا بين ماجرى في ايران خلال الفترة الاخيرة وانتقد مواقف الدول الثلاث والمواقف الامريكية تجاه الاحداث.
واضاف ان الدول الاوروبية الثلاث وامريكا والكيان الصهيوني لم يفهموا بالشكل الصحيح التطورات والاحداث واظهروا مزيدا من التدخل على الصعيد الاعلمي والمواقف السياسية، مشيرا الى ان بعض مسؤولي هذه الدول وبعد مواقفهم السلبية حاولوا خلال تصريحات مختلفة تعديل مواقفهم الخاطئة الى حد ما.
وتابع قائلا، لقد وضحت للمسؤولين الاوروبيين الذين يزعمون الدفاع عن حقوق الانسان ان الشرطة الايرانية تعاملت بصبر وتحلت بضبط النفس في التعامل مع احداث الشغب الاخيرة، وان استشهاد 50 فردا من افراد الشرطة والقوات الأمنية واصابة الالاف باسلحة المخربين دليل على رعاية حقوق الانسان من قبل القوات الأمنية والتزامها بضبط النفس.
واوضح ان لجنة وطنية باشراف وزير الداخلية ورئيس مؤسسة الاستخبارات ومشاركة عدد من الحقوقيين والمسؤولين الحكوميين قد شكلت لدراسة الاحداث الاخيرة وستنشر تقاريرها في الداخل والخارج.
وبشأن المحادثات النووية ورفع الحظر عن ايران قال عبداللهيان انه ورغم المواقف غير البناءة لأمريكا والدول الاوروبية الثلاث خلال الاسابيع الثمانية الماضية في الحوار بشان رفع الحظر، إن ايران ستبقي باب الاتصال مع امريكا مفتوحا عن طريق الاتحاد الاوروبي وبعض الوسطاء، مؤكدا ان ايران لم تتجاوز خطوطها الحمراء اثناء هذه الاتصالات.
واضاف ان الطرف الامريكي تصور خلال اعمال الشغب ان ايران باتت في وضع تتنازل فيه عن خطوطها الحمراء لكننا قلنا لهم اننا جاهزون للتوصل الى اتفاق جيد وثابت في اطار خطوطنا الحمراء.
وحول تطورات التفاوض لرفع الحظر عن ايران مع صدور القرار الاخير لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عبداللهيان ان من النقاط الموجودة في مفاوضات رفع الحظر هي حل قضية الاتهامات الموجهة لايران من قبل الوكالة، لكن المقترح الامريكي في الرسائل المتبادلة هو انهم يؤيدون ما جاء في الاتفاق النووي اما الخلافات بين الوكالة وايران فيمكن حلها في فرصة مناسبة في المستقبل.
واوضح ان معنى الرسالة الامريكية هو ان تتراجع ايران عما جاء بقانون مجلس الشورى الاسلامي بشأن قدرات ايران النووية الجديدة، وعندما تفقد ايران كل اوراقها تتفاوض مع الوكالة الدولية، في حين ان هذا الأمر من خطوطنا الحمراء.
واضاف، لقد اكدنا في محادثات الاشهر الماضية مع الاطراف الاوروبية وروسيا والصين وفي الرسائل المتبادلة مع الجانب الامريكي ان الوكالة الدولية انحرفت على الدوام من مسارها التقني وانتهجت المسار السياسي، وقالت تلك الاطراف انها ستوصي الوكالة بالالتزام بالجانب التقني.
كما اشار عبداللهيان الى الزيارة الاخيرة لوفد ايراني الى فيينا وقال ان الوفد التقى مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوصل الى خارطة طريق، واكد مسؤولو الوكالة عدم صدور قرار جديد، وستقوم وفود من الوكالة وحسب الاتفاق بزيارة ايران للحصول على أجوبة اسئلة الوكالة ويتم رفع الغموض الموجود لكننا فوجئنا بصدور قرار جديد ضد الشعب الايراني.
وحول الحرب الروسية الاوكرانية واتهام ايران بتسليم طائرات مسيرة الى روسيا، قال عبداللهيان انه اكد فيما سبق ان ايران وروسيا وقبل اندلاع الحرب مع اوكرانيا وفي وقت لم يكن فيه موضوع الحرب مطروحا تبادلتا بعض التجهيزات الدفاعية ومن بين ذلك بيع عدد محدود من المسيرات الايرانية لروسيا، موضحا ان اوكرانيا لم تقدم اي دليل على استخدام مسيرات ايرانية في الحرب، وبالنهاية التقى وفدان سياسيان وعسكريان ايراني واوكراني في دولة ثالثة وتم بحث هذه المواضيع وسنواصل تحقيقاتنا بهذا الشأن.
واضاف عبداللهيان، قبل اللقاء الايراني الاوكراني ، اكد وزير الخارجية الاوكراني في آخر اتصال هاتفي معي ان القوات الاوكرانية سيطرت على طائرة مسيرة وكانت سالمة وكانت روسية لكنها شبيهة بمسيرة شاهد 136 الايرانية، واكدت له ان ايران ملتزمة بمواقفها في وقف الحرب وانتهاج الحل السياسي.
واشار عبداللهيان الى ان روسيا اكدت لنا بصراحة انها تستخدم اسلحة من صناعتها في الحرب على اوكرانيا، مؤكدا ان ايران غير مرتاحة للحرب على اوكرانيا واستمرار المعارك بينها وبين روسيا، وان طهران لاترى ان الحرب هي الحل وستواصل جهودها لانهاء هذه الحرب وعودة السلام والاستقرار الى اوكرانيا والمنطقة.
وحول سير العلاقات بين ايران والسعودية اشار عبداللهيان الى تدخل المملكة في شؤون ايران الداخلية وقال، اننا في الجانب السياسي ملتزمون بما تم الاتفاق عليه في الدورة الخامسة من الحوار الايراني السعودي الذي جرى في العاصمة العراقية بغداد، وما يخص الجانب الايراني في الاتفاق تم تنفيذه لكن جوانب اخرى من الاتفاق لم يتم تنفذها من قبل السعودية.
واضاف اننا نرى ان التفاوض والتعاون بين طهران والرياض مفيد ومؤثر في استتباب الأمن والسلام في المنطقة، موضحا، لقد ابلغنا المسؤولين السعوديين عتبنا وانتقادنا لقيام قناة محسوبة على السعودية بالحث على الارهاب والاغتيالات خلال احداث الاسابيع الاخيرة في ايران، واوضحنا لهم ان المواقف غير البناءة لهذه القناة تتعارض مع اتفاقيات طهران والرياض في بغداد.
وبخصوص سياسات ايران والصين بشأن خطة التعاون الشامل بين طهران وبكين للخمسة وعشرين عاما المقبلة قال عبداللهيان، منذ العام الماضي وبعد زيارتي للصين دخلنا الجانب التنفيذي للخطة التي تتضمن جميع الابعاد التجارية والاقتصادية والثقافية والسياحية والصناعية والدفاعية والابعاد الاخرى، مؤكدا ان هذه الخطة وضعت في المسار الصحيح. واشار الى ان لقاء ايرانيا وصينيا على مستوى رفيع سيجري قريبا في عاصمة احد البلدين.
المصدر: مواقع