تسعى الحكومة البحرينية إلى طمس ما تقوم به من انتهاكات بحق المعارضين المطالبين بالحقوق السياسية في المملكة، عبر إقامة مؤتمرات للحوار، زعم منظموها أنها “تهدف للتعايش الإنساني بين الشرق والغرب”، فكان “ملتقى البحرين” الذي دعا عددٌ من المشاركين فيه أبرزهم البابا فرنسيس نظام المنامة إلى “وضع حد لانتهاك حقوق الإنسان”.
ودعا البابا فرنسيس، خلال زيارته دولة البحرين الخميس، إلى “إتاحة الحريات الدينية كاملة والمساواة في الكرامة وتوفير الفرص للجميع”. وقال البابا، بعد لقائه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إن “الالتزامات يجب أن تنفّذ حتّى لا يكون هناك تمييز وانتهاكات لحقوق الإنسان”.
وفي جانب آخر من كلمته، قال البابا إن “اليمن بلد معذب من حرب منسية لا تؤدي إلى انتصار أي طرف”، مضيفاً أن “التهديدات بالقتل متزايدة عبر حروب وحشية لا معنى لها”، لافتاً إلى أنه “يجب تحويل الإنفاق العسكري لمكافحة الجوع حول العالم”.
كلام البابا يأتي في وقت قالت فيه تسع منظمات حقوقية بينها “هيومن رايتس ووتش”، قالت في بيان مشترك الثلاثاء الماضي، إنه “ينبغي للبابا دعوة السلطات البحرينية إلى فرض وقف على إصدار أحكام الإعدام وتنفيذها”. كما حثّت هذه المنظمات البابا على المطالبة بـ”الإفراج عن كل من سُجن جرّاء ممارسة حقه في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون والمعارضون والصحافيون”.
ومنذ أيام، قال جمعٌ من العلماء المعتقلين في سجون النظام البحريني، في بيان مخاطبين بابا الفاتيكان “أعلم أن قدمك ستطأ أرضاً يُرفع فيها شعار التسامح والتعايش إلا عن أبناءها وشعبها، ويُوصف فيها العدل والإحسان ويُعمل فيها بالظلم والعدوان”.
وأضاف المعتلقون “نأمل أن تكون لكم كلمة حق أثناء زيارتكم لهذا البلد تستجيب لداعي الإيمان والفطرة، فإنّ أبناء هذا البلد تعايشوا مع أهل الأديان السماوية وغيرهم ويشهد بذلك ماضيهم وحاضرهم”.
ووصل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى المنامة الخميس، في زيارة تستغرق أربعة أيام لحضور ما يُسمى “ملتقى البحرين”، تحت شعار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني” في المنامة.
لكن النظام البحريني، قد لا يحتاج إلى تلك المسافات بين الشرق والغرب لإقامة التعايش المرتجى، فالمعارضة في بلاده على بعد كيلومترات قليلة من مقر الحكومة، وهي أجدر بالحوار معها من أجل التعايش، فيما آلاف المعتقلين يقبعون في السجون، دون أدنى حقوق إنسانية.
وفي وقت ترفع فيه سلطات المنامة، شعار “التسامح الديني”، تؤكد 130 منظمة وهيئة حقوقية، أن هذا النظام، يستمر في الاضطهاد الطائفي داخل البلاد، حيث لم يتم محاسبة المتورطين من القيادات الوزارية العليا في هدم 38 مسجدا، ومنهم وزيرا الداخلية والعدل والقائد العام لقوة دفاع البحرين.
وذكّرت المنظمات، أنّ وزير الداخلية استهدف أكثر من 150 عالم دين شيعي عبر الاستدعاءات الأمنية، فضلاً عن إسقاط 19 جنسية للعلماء من بينهم آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي يقيم في المنفى، مشيرة إلى أنَّه “لو كان هنالك تسامح ديني حقيقي في البحرين لكان اللقاء الأول للبابا سيكون مع الشيخ عيسى قاسم على غرار لقائه السيد علي السيستاني في العراق”.
وتمنّت المنظمات الحقوقية على بابا الفاتيكان، تبني مبادرة تحث السلطات البحرينية على إطلاق سراح جميع سجناء الرأي وعددهم يقارب الألف وخمسمائة، كما تحث جميع المشاركين في المؤتمر على زيارة معتقلي الرأي وفي مقدمتهم المدافعين عن حقوق الإنسان وقيادات المعارضة، وإثارة الأوضاع الحقوقية أثناء تواجدهم في البحرين مع الجهات الرسمية.
شيخ الأزهر: دعوة إلى حوار إسلامي ووقف خطابات الكراهية بين الشرق والغرب
من جهته، دعا شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، علماء الطائفة الشيعية “لعقد حوار إسلامي-إسلامي بهدف نبذ الفتنة”، مؤكداً “ضرورة وقف خطابات الكراهية بين الشرق والغرب لأنهما بحاجة لبعضهما البعض”.
وقال الطيب في كلمة ألقاها في ختام ملتقى البحرين في حضور البابا فرنسيس في ميدان صرح الشهيد في قصر الصخير الملكي، إن “هذه الدعوة إذ أتوجه بها إلى إخوتنا من المسلمين الشيعة، فإنني على استعداد، ومعي كبار علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لعقد مثل هذا الاجتماع بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة للجلوس معاً على مائدة واحدة”، مقترحاً أن تنص مقرراته “على وقف خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتكفير، وضرورة تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة بكل إشكالاتها ورواسبها السيئة”.
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) November 4, 2022
كما دعا شيخ الأزهر إلى وقف خطابات الكراهية بين الشرق والغرب، مؤكدا أن “الشرق والغرب بحاجة لبعضهما البعض، ويجب ألا نيأس من أن تستعيد العلاقات بين الطرفين صحتها”. ورأى الطيب أن “وثيقة الأخوة الإنسانية قدمت نموذجا للحوار وسلطت الضوء على أهمية العلاقة بين الشرق والغرب”.
المصدر: موقع المنار