استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا حاشدا من طلاب حركة أمل في الجامعة الاميركية في بيروت، بمناسبة فوزهم بمركز نائب رئيس الجامعة.
والقى بري كلمة استهلها بتهنئة طلاب الحركة وأضاف “السياسة هي لعبة رياضية تصب في مصلحة الوطن، وهي تنافس رياضي لمصلحة الوطن، وليست عملية انتقامية بشكل من الاشكال. تأكدوا ان البلد الذي يستعمل السياسة لاجل الانتقام لا يكون فيه لا ازدهار ولا تقدم ولا سياسة على الاطلاق. أردت ان استهل كلمتي بهذا الكلام لانني بدأت عملي السياسي من خلال العمل الطالبي، فتبوأت في الستينات مركز رئيس طلاب لبنان. ويومها صوتت كليات في الجامعة الاميركية لصالحي واخرى لم تصوت لي، لكن بمجرد ان وصلنا تعاملنا مع الخصوم تماما كما نتعامل مع المؤيدين. من هنا يجب على حركة أمل ان تكون هذا الانموذج للعمل الطالبي لكي يكون هناك وحدة طلابية تلتف حولكم، وعندئذ تستطيعون ان تحققوا مطالبكم داخل الجامعة وخارجها”.
وتابع “في لبنان، وبعد أكثر من سنتين ونصف السنة، انتخبنا رئيسا للجمهورية، وقد ساهمنا جميعا بهذا الانتخاب. ساهمنا سلبا وساهمنا ايجابا، ساهمنا ايجابا بموقف اكثر مناعة لاخواننا في حزب الله والاخ السيد حسن شخصيا، الرئيس الحريري ساهم ايضا، وكذلك نحن عندما أمنا النصاب. شارك اللبنانيون جميعا في هذا الامر اكان من الناحية الايجابية او السلبية، والآن هل نبقى نعيش في الماضي ونفكر كيف ننتقم من هذا او ذاك، ام المفروض ان نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن؟ وقلنا قبل عيد الاستقلال، لماذا؟ ليس لان المسألة مسألة ايام، بل لاننا بحاجة لكسب الوقت من اجل اقرار قانون انتخاب مبني على النسبية. قانون الانتخاب الذي هو تكوين للسلطة الام، مضى عليه ستون سنة وسبعون يوما كما يقولون، وهو قائم على امور لا تصدق. حتى المجالس التي هي في مجاهل افريقيا اصبح فيها عدد من النساء اكثر مما يوجد في المجلس النيابي اللبناني. هذا هو الواقع للأسف، فلا يوجد كوتا نسائية ولا نسبية. لقد قلت هذا الكلام في جامعة الحكمة منذ خمس انتخابات على الاقل. وقلت يومها انه بالنسبية قد اخسر انا كرئيس كتلة نيابية اربعة نواب في الجنوب ولكن اربح لبنان. لماذا؟ لانه في نص الدستور اللبناني، المادة 51 تقول ان النائب يمثل الامة جمعاء، اين نحن من هذا؟ نحن لدينا ديمقراطية في لبنان، ولكن فيها سرطان، وهو السرطان الطائفي والمذهبي. الآن نعود ونتكتل على اساس طائفي، هل هذا ما كان ينتظر منا من اجل ان نغير ونصلح، ام المنتظر ان نقر قانونا على اساس النسبية؟ لم نوفر طرحا في هذا الموضوع: لبنان دائرة انتخابية مع النسبية وفي هذه الحال لا يبقى هناك خطر على الاقليات بل على العكس، هم الذين يؤثرون على النتائج عندها، ولم يسيروا بهذا الطرح. طرح المحافظات الخمس مع النسبية لم يسيروا به ايضا، كذلك طرح ال13 دائرة مع النسبية. وطرحنا بعدها نصف عاقل ونصف مجنون، اي نظام المختلط 64 نائبا على اساس النظام النسبي و64 على اساس الاكثري”.
وقال “هناك اتفاق مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئيس على انه لا بد من قانون انتخاب جديد. وانتم تعلمون ان الانتخابات في ايار ويمكن ان نجريها قبل شهر او شهرين. فاذا لم نتمكن من اقرار قانون اليوم، فعندها سنصل الى التمديد. انني احذر من ان التمديد هو نحر للعهد، هو نحر ليس للمجلس النيابي فقط بل للعهد، واذا بقي القانون الحالي لاجراء الانتخابات على اساسه تأكدوا تماما وفق الاحصاءات التي اجريت ان 74 في المئة من اللبنانيين هم ضد هذا القانون. وكما قلت، علينا ان نعطي في قانون الانتخاب الحقوق للمرأة والشباب وان يتمثل فيه الجميع، لان وجود كل الناس داخل المجلس افضل من ان يكونوا خارجه، وهذا طبعا سيؤدي الى مضاعفات في الشارع، وانتم تعلمون ان المنطقة الآن مشتعلة.
وأضاف “لبنان لا يزال هذا الجزء من الكوب الملآن بنعمة الله والحمد لله، وبمناعة لبنان ومناعة المقاومة وقوة الجيش والقوى الامنية لا يزال الوضع الامني في لبنان سالكا وآمنا، ولكن لا نستطيع ان ننام على حرير على الاطلاق، لماذا؟ لانه اذا كان جارك بخير انت بخير، هذا عدا عن ان اسرائيل هي عدو كاف، اسرائيل التي دمرت وخربت لا تزال تتحرش بنا وتطمع بمياهنا وتحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.
وتابع بري “برأيي المتواضع على العهد ان يحتضن الجميع، وانا اتكلم عن عهد وليس عن شخص، اتكلم عنا جميعا. علينا ان نحفظ بعضنا البعض ونلعب دورا في حلول المنطقة، وبامكان لبنان ان يلعب هذا الدور. ولا ننسى ان البوصلة الحقيقية التي تهدينا هي فلسطين. ولا ننسى ايضا انه لم يحصل الارتداد على الداخل في الدول الاسلامية والعربية الا بعدما نسينا القضية الام اي قضية فلسطين. منذ العام 1948 كان هناك بوصلة سياسية تجعل كعبتنا السياسية هي القدس وفلسطين، وعندما نسيها العرب والمسلمون كانت النتيجة التي حصلت في الداخل. وكل هذا الارهاب والتطرف اليوم هو نتيجة غياب الحلول السياسية. لبنان هذا البلد الذي بواسطة الحوار وبقدرة الله عز وجل استطاع ان يتعلم من درس 1975 بالابتعاد عن حروبنا الداخلية، يجب ان يحرص على ان يكون له دور يلعبه على غرار المعادلات اللبنانية من دون الامراض التي تصيب الديمقراطية”.
وكان الرئيس بري استقبل السفير السوري علي عبد الكريم علي، الذي قال “اللقاء مع دولته فرصة للحوار في الوضع الدولي بعد الانتخابات الاميركية. واطلعته على حجم الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في حلب وفي دمشق وفي كل المناطق، وتمنينا ايضا ان يتحقق الاستقرار في لبنان وأن يكون تشكيل الحكومة مساهما في نجاح العهد الجديد وضمان هذا الاستقرار الذي هو مصلحة سورية لبنانية. وكان ايضا تداول في الشأن الثنائي وفي تسهيل الامور بين البلدين وفي تبادل كل السلع الضرورية بين البلدين وتيسير هذه الامور عبر الجهات المعنية في البلدين”.
كما استقبل بري الوزير السابق البير منصور.