عرين الأسود.. اسم بارز لمجموعة من المقاومين يدفع الاحتلال إلى الخوف من قادم الأيام في فلسطين. ثلة من شباب مضحٍ يتوزع في حاضنة شعبية في جنين ونابلس وغيرها معاقل الصمود، تشجيعاً على مجابهة الاحتلال، في إنعكاس واضح لرغبة أبناء الوطن المحتل في سلوك الخيار الطبيعي… وهو البندقية والعمليات الفدائية بغية تحرير الأرض.
هي مفاجأة، أن يتنظم الشباب الفلسطيني في إطار جهادي، تحول عريناً للعمل المقاوم المسلح، بعد وهم إسرائيلي بأن الضفة الغربية ستبقى في طور السكون. ترتيب وإعداد يدل على التجهز والتأهب لملاقاة الاحتلال في كامل الضفة الغربية، والإشارات الواضحة فهمها العدو إرباكاً لأمنه يتداعى شيئاً فشيئاً أمام شجاعة الفلسطينيين.
ومن الطبيعي أن يخشى الاحتلال من ظهور أي حراك مقاوم مهما كان حجمه، وهو الذي ينهار رعباً حتى من الأعمال الفدائية الفردية. هي تراكمات تزيد من هاجس فقدان السيطرة أمام بقع تخرج عن دائرة الهيمنة العسكرية، إما بفعل تشتيت حركة قوات الاحتلال أو تحت تأثير انتظام العمليات العسكرية للمقاومين.
نابلس اليوم محطة مهمة في نضالها واحتضانها للمجاهدين وتاريخ أهلها مضيء لما حوته من تنوع جهادي مقاوم مر على إمتاد تاريخ القضية، هي مدينة من جغرافيا الوطن كله، ينظلق منها شباب العرين لتحرير فلسطين… كل فلسطين.
مجموعة “عرين الأسود”.. عمليات نوعية وحاضنة شعبية
وبرزت مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية منذ نحو شهر كإطار مقاوم منتظم يتخذ من الضفة الغربية ونابلس تحديداً قاعدة لها. وفي أيلول الماضي وبعد مرور شهر على استشهاد المقاوم ابراهيم النابلسي في نابلس استهدفت سيارة مستوطن قرب قرية حوارة، وأعلنت “عرين الأسود” تبنيها عملية إطلاق النار على سيارة المستوطن ومنذ حينها أصبحت المجموعة حديث الشارع الفلسطيني.
يعتبر الشهيد محمد العزيزي ورفيقه عبد الرحمن صبح من أبرز مؤسسي “عرين الأسود” وتتميز بزيها الموحد وإنسجام أفرادها. ويعتبر أول ظهور للمجموعة بكامل عدة أفرادها كان في شارع حطين وسط نابلس في استعراض عسكري صدمة مؤسسات العدو الأمنية.
اعتمدت “العرين” على مباغتة الاحتلال في مواقعه العسكرية ونقاط التماس المحيطة بنابلس واتخذت العمل السري المنظم ستاراً لها، وعكس حضور آلاف النابلسيين في مهرجان إعلان انطلاقة “عرين الأسود” الشهر الماضي حجم احتضان أهالي نابلس للمقاومة.
تتميز “العرين” بتعاونها مع فصائل نابلس وعملياتها النوعية ضد الإحتلال واعتماد تكتيك مبتكر في استهداف العدو والمستوطنين، وتشهد دعوات “العرين” استجابة شعبية واسعة في العديد من المناطق الفلسطينية وبرز ذلك عند دعوتها للتضامن مع مخيم شعفاط.
تتحسب أوساط الاحتلال الأمنية من اتساع التأييد للمجموعة خصوصاً وأن الأمر بدأ يظهر في جنين ومناطق أخرى من الضفة.
المصدر: المنار