تناقش حلقة بانوراما العملية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في شباط الماضي، التي تشهد تطورات متسارعة، اتسعت معها رقعة الحرب، حتى بات البعض يتحدث عن نذر حرب عالمية ثالثة قادمة، فيما خلص البعض الآخر إلى أنها حصلت منذ الطلقة الأولى لروسيا باتجاه أوكرانيا، وإن المستجدات والتطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية، لاسيما الطاقاوية منها، تعزز هذه الفرضية.
من سيكسب الحرب، بأي ثمن وأية نتائج؟ من تقاتل موسكو حقيقة ولماذا؟ ماذا عن مشهد التحالفات والتكتلات الاقليمية والدولية؟ كما سنحاول الإجابة عن الفرضية الأكثر تداولاً بوصفها فرضية مرعبة، وهي: هل سيشهد العالم مواجهة نووية؟ ومن سيبدأ بها؟
نشرت مجلة “لوبس” الفرنسية تقريراً يتحدث عن خيارات نووية محتملة قد يتخذها الرئيس فلاديمير بوتين في الحرب. وبحسب المجلة فإن احتمال استخدام الكرملين السلاح النووي على الرغم من ضراوة المعارك حالياً ضئيل لكنه حقيقي.
وعرضت المجلة لسيناريوهات عدة، اولها “استعراض للقوة”، بان تطلق القوات الروسية صاروخاً على البحر الأسود أو إلى منطقة غير مأهولة داخل أوكرانيا وهو الاحتمال الأقل ترجيحاً، وهذا السيناريو يمثل صدمة ويدفع القوات الأوكرانية إلى التقهقر ويضرب الروح المعنوية لدى عواصم الغرب الداعمة لكييف.
أما السيناريو الثاني فهو “ذري منخفض الطاقة”، يتمثل بتوجيه ضربة تستهدف قاعدة جوية أو مرفأ عسكري أو قاعدة تجمع عبر صاروخ إسكندر المجنح ما سيشكل تطوراً خطيراً. وهذا السيناريو ينجم عنه دمار هائل ويهدف إلى عدم ترك أي إمكانية للقوات الأوكرانية للرد بالإضافة إلى السيطرة على التصعيد.
والسيناريو الثالث هو “قنبلة 50 كليوطن”، فهو إسقاط قنبلة 50 كيلوطن على أوكرانيا (4 أضعاف قنبلة هيروشيما) وسيؤدي ذلك إلى خسائر واسعة بالأرواح والممتلكات، وهذه السيناريو سيجبر الغرب على الدخول مباشرة في الحرب أو على الأقل الولايات المتحدة وإلا عد الأمر إستسلاماً لموسكو.
أما السيناريو الرابع، فهو “ضرب بلد أوروبي آخر”، وهذا السيناريو يتمثل بضربة بسلاح نووي تكتيكي لهدف تابع لحلف الناتو في وسط أوروبا لإيجاد أكبر صدمة معنوية ممكنة مع ترجيح بولندا كهدف. ولفتت الصحيفة الى ان استهداف الناتو يعد مبرراً للكرملين الذي يعتبر أن الحرب الحالية افتعلها هذا الحلف لكن احتمال الرد الأميركي سيكون أقوى.
ورأت المجلة ان أن على الغرب الرد في حال هاجم الكرملين أوروبا نووياً متحدثة عن استعداد واشنطن لمثل هذه السيناريوهات.
الحرب الروسية الأوكرانية .. استشراف ومواكبة مع الباحث وليد شرارة
يعطي القصف الروسي لمراكز القيادة العسكرية في اوكرانيا ولانظمة الاتصالات والطاقة فيها لمحة اولية عما قد تشهده الحرب الدولية الدائرة في هذا البلد من احتدام وما يستتبعه من اهوال. وتمثل الازمات والحروب اختباراً فعلياً لمتانة التحالفات والشراكات التي نسجها افرقاؤها، في حين اظهرت الحرب الاوكرانية اجماعاً استراتيجياً عميقاً بين الدول الغربية على رغم الازمات التي شهدتها العلاقات بين ضفتي الاطلسي في عهد ترامب.
وقد يكون تراجع قدرة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة بحسب شرارة، على التحكم بمعدلات انتاج النفط والغاز واسعارهما من اخطر نتائج المواجهة الاستراتيجية بينه وبين روسيا والصين.
وبالنسبة إلى العدو الإسرائيلي، أكد الباحث شرارة، فليس بإمكانه إلا أن تقف في صف المعسكر الغربي ضد روسيا مع استعار الحرب معها وما سينجم عنها من تداعيات على موازين القوى الدولية الاجمالية، في حين أن الطبيعة العضوية للتحالف الإسرائيلي – الغربي ستفرض على روسيا التخلي عن رهانها على كسب ود “إسرائيل”.
ولفت شرارة إلى أنه من يشك بان الحرب في اوكرانيا حرب عالمية بالوكالة حتى الان عليه، ان يراجع المواقف الصادرة عن المسؤولين الامريكيين والغربيين، في حين أن الاجتماع الذي عقد في قاعدة رامشتاين الجوية في المانيا والذي جمع الولايات المتحدة و40 دولة حليفة لها لتنظيم احدى اضخم عمليات تدفق السلاح نحو اوكرانيا.
وفتحت الحرب في أوكرانيا والمستمرة ل أكثر من 7 أشهر أبواب الجحيم أمام عالم قد ينزلق إلى موقعة نووية كبرى. وطال أمد العملية العسكرية الروسية في حوض الدونباس، ومعها تشعبت وتطورت تداعيات تكاد تنذر باشتباك مباشر بين أقوى دولتين في العالم، يذهب معه معظم الكرة الأرضية في أتون دمار تتكرر الرسائل الغربية بالتلميح إلى قرب حصوله.
وتأخذ المعارك في أوكرانيا شكلها الثنائي، بين موسكو وكييف، لكن نظرة إلى الميدان ومحيطه تكشف عن أوسع دعم عسكري ولوجيستي واستخباراتي يقدمه حلف الناتو، برعاية أميركية، وقبول أوروبي، إلى الحد الذي يقترب من حرب روسية مع الغرب كله.
ومن التلويح بضرب المنشآت النووية في جنوب الدونباس، إلى التهديد بضربة إستباقية بعد الترويج لمزاعم عن تحضيرات تكتيكية للكرملين، يقترب المشهد في شرق أوروبا من محو القارة العجوز عن الخريطة، هي معادلة قد تلغي هذه القارة بعد أن كانت حائط صد أميركي ضد الدب الروسي.
وعلى ما يبدو، فإن المواجهة الواسعة بين الكرملين والبيت الأبيض لن تتوقف قريباً، فما كان يتم التغاضي عنه سابقاً، لم يعد مقبولاً لدى الكرملين، ولهيب الصواريخ والمسيرات لن يُخمد إلا بحد أدنى لا يبدو أن الروسي سيتنازل عنه، فإما عالم متعدد الأقطاب وإلا فإن المعركة الكبرى مع الغرب… ستتمدد.
نيويورك تايمز: سيناريوهات الرد الغربي… ومواجهة النووي الروسي
أفاد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي بأن الرئيس الأميركي جو بايدن هدد بأن اي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى عواقب كارثية على روسيا، ولفت إلى أن ما قصده مستشار الأمن القومي الأميركي بالتداعيات الكارثية غير معروف حتى الآن.
وقالت الصحيفة إنه قد يكون الرد بالمثل من خلال استخدام سلاح نووي تكتيكي أحد خيارات الرد الأميركي، وإنه من الخيارات أن تعمد الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة التقليدية ضد الموقع الذي أطلق منه السلاح النووي الروسي، كما يمكن أن تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة للقيام بذلك.
لمتابعة الحلقة كاملة، اضغط هنا
المصدر: المنار