أكد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، أن”لا مكان للمنبطحين أمام الولايات المتحدة في رئاسة الجمهورية، مشدداً على أن الفريق الآخر الذي راهن رهانات كبرى سقطت رهاناته، وتخلى عن دوره وغاب بعد أن ولد للناس مشاكل ضخمة”.
وفي مقابلة خاصة ضمن برنامج بانوراما اليوم على قناة المنار، تحدث حجازي عن إعادة ترتيب الوضع الداخلي لحزب البعث في لبنان، مؤكداً عمله على تثبيت خارطة الانتشار الحزبي بما كانت عليه في مرحلة من المراحل، وذكّر بأن الحزب دفع ثمناً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرحلة الحرب على سوريا، وكشف أن في تشرين الثاني القادم ستقام مهرجانات حزبية في 11 نقطة من لبنان، من بينها عكار وطرابلس، وسيكون المهرجان الرئيسي في عرسال، مشدداً على أن كل الجدران التي رفعت في وجه الحزب وسوريا والفكر العروبي سقطت، ولفت إلى أن البعث هو القوة السياسية الأولى الآن في عرسال.
ورأى حجازي أن”الفريق الآخر الذي راهن رهانات كبرى سقطت رهاناته، وتخلى عن دوره وغاب بعد أن ولد للناس مشاكل ضخمة، وأشار إلى أن الناس تتعطش إلى إعادة وصل ما انقطع في المرحلة السابقة، مشدداً على أن الناس ترغب بإعادة ترتيب العلاقة مع سوريا”.
وعن العلاقة بين المقاومة وسوريا وحزب البعث، خلص حجازي إلى أنه “عندما يقوى حزب الله في أي مكان يقوى البعث وتقوى سوريا، وعندما تقوى الأحزاب الحليفة لحزب الله في أي مكان فإن المقاومة تقوى لأن ما يجمعنا هو العنوان العريض وهو العروبة التي تختصر كل التفاصيل الاخرى، واعتبر أن حجم الانتصارات التي حصلت لا يمكن لأحد أن يشوهها، فلولا قتال الجيش العربي السوري وحلفاؤه فإن المنطقة كانت ستكون بيد تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية”.
وفي ملف الإدارة الموحدة لملف ترسيم الحدود البحرية للبنان، أعرب حجازي عن اطمئنانه بعد أن سمع هجوم رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة على الاتفاق، وقال إن” هذا الاتفاق هو ترتيبات الضرورة، وأضاف ان السنيورة ذهب وباع حصة لبنان بالمطلق في الاتفاق الشهير الذي تم في 2007 والذي تكلم فيه عن نقاط فيها تسليم بالمطلق للعدو الصهيوني، وقال إن هجوم السنيورة أن أميركا و”إسرائيل” وأدواتهما في المنطقة منزعجين، وجزم بأن هؤلاء الذي يشبهون السنيورة، إن كان بصورة رئيس القوات سمير جعجع او بصورة النواب الجدد، فإن في تصريحاتهم نرى الإنزعاج الاميركي والإسرائيلي، وأسف لأن من نكد الدهر أن يأتي شخص مثل السنيورة ليعطي شهادات أو احد مثل جعجع يتحدث عن العنتريات، أو أن يشككوا بالمقاومة وبمسيراتها وبخطابها وبدبلوماسيتها، وعبّر عن احترامه لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رغم الخصومة السياسية، لكلامه الواضح أن المقاومة أدارت المعركة بدبلوماسية جيداً وأنها هي التي أسهمت بحفظ هذه الثروة، وأضاف أن لو كان السنيورة أو جعجع أو هؤلاء المزايدين علينا هم المؤتمنين لكنا لم ناستخرج ليتر غاز”.
واعتبر حجازي أن”لا دموع السنيورة تحمينا ولا تسد عجزنا بيانات النائب حليمة قعقور ولا بيانات تفاهات المجموعات المستجدة، وان من يحمي نفطنا هي المقاومة و”نقطة على السطر… انتهى”، وتساءل قائلاً: “ما الذي يملكه اللبنانيون من خيارات؟ أن ننتظر 3 مليون دولار من صندوق النقد الدولي بشروط قاسية؟! أو ان ننتظر استعطافا عربيا بـ50 مليون دولار بعد انفجار المرفأ؟ أو أن ننتظر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن كان مزاجه جاهزاً أو غير جاهز؟”، ليخلص إلى أن لا خيار إلا واحد استخراج الثروات من البحر”.
وسخر حجازي من مقولة إن”جعجع هو الحل، ورأى المجاعة ستكون نصيب لبنان في حال تولي جعجع رئاسة الجمهورية، معتبراً أن الطريق إلى قصر بعبدا طويل لن يصل إليه الرجل، وهو يعلم ذلك، ولفت إلى ان جعجع يعمل على حرق أسماء المرشحين إلى هذا المنصب، وأكد أن لا مكان لحلفاء أو أصدقاء الولايات المتحدة، أو بالحد الأدنى للمنبطحين لها، في رئاسة الجمهورية، واعتبر أن المركز هو لمن يشبه البلد وتضحياته، ويشبه الناس المنتصرين في المنطقة من سوريا إلى اليمن والمقاومة في فلسطين، وجزم بأن الرئيس الذي لا يؤمن بالمقاومة وبالصراع الدائم مع العدو والذي لا يؤمن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة والصراع مع التنظيمات الارهابية لا مكان له في قصر بعبدا”.
وفيما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان قال حجازي إن” المطلوب غربياً من الحكومة الآن هو وزير للمهجرين لا طعم له ولا لون”، وأضاف أن الشرط الأساسي لانتقاء هذا الوزير أن لا يكون سقفه السياسي مؤيد لسوريا، وهذا الأمر يريده رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، متحدياً الأخير بان يكرر موقفه السابق بشأن عودة النازحين أو أن يترجم هذا الموقف، واعتبر أن الحل واضح وصريح التحاور مع الدولة السورية بشكل مباشر وصريح، وكشف عن أن الرئيس ميقاتي نُبّه عليه خارجياً أن ممنوع مقاربة النازحين بهذا الشكل، وأن هؤلاء سيبقون بقرار أميركي ـ أوروبي أو غربي ـ عربي، وبتواطؤ من الأمم المتحدة، لأن هناك من يصر على توظيف ذلك لاحقاً لإكتساب تنازلات سياسية من الدولة السورية أو على المستوى الأمني في الداخل اللبناني”.
المصدر: قناة المنار