أكد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبداللهيان عدم السماح بتأثر أمن واستقرار البلاد “بتحريضات إعلامية وسياسية خارجية”.
وقال أمير عبداللهيان، في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، ردًا على سؤال حول وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني، 22 عامًا اثر احتجازها لفترة وجيزة من قبل الشرطة ووفاتها في المستشفى بعد نوبة قلبية تعرضت لها، واعمال الشغب التي تلت ذلك “منذ الساعات الأولى ، اتصل الرئيس الإيراني هاتفياً بوالد هذه الفتاة، ويحاول القضاء والبرلمان والحكومة تحديد أبعاد هذه الحادثة من خلال التحقيق”.
واضاف عبد اللهيان “نحن بانتظار التحقيق ونتائج الطب الشرعي وقرار القاضي في هذه القضية، تحدث مثل هذه الأحداث في أجزاء كثيرة من العالم، حتى في أمريكا وأوروبا. لكن هجومًا إعلاميًا عالميًا لن يشن ضدها، سلسلة من وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي حشدت لتحويل هذا الأمر إلى قضية معقدة وعاملاً لزعزعة الأمن في البلاد”.
وأضاف أمير عبداللهيان أن “وزير الداخلية الإيراني قدم تقريراً عن الأوضاع الراهنة، نحن نحترم نقاء مشاعر شعب بلدنا في هذه الحادثة. نحن ملتزمون أكثر من أي طرف آخر بتوضيح أبعاد هذه القضية”.
الخطوات النهائية للمفاوضات تتخذ طريقاً صعباً
من جهة ثانية، أكد عبد اللهيان جدية بلاده في التوصل إلى “اتفاق جيد وقوي ومستقر”، موضحاً أنه “في الحكومة الجديدة، بذل زملائي في الأشهر الماضية الكثير من الجهود لتحقيق هذا الهدف. أعتقد أننا في الخطوات الأخيرة من هذا الطريق”، مضيفاً في الوقت عينه أن “الخطوات النهائية ستأخذ طريقاً صعباً، أعتقد أنه إذا كانت أمريكا واقعية ولديها الشجاعة لاتخاذ قرار ، فيمكننا التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني “الجانب الأمريكي بعث إلينا مرارًا برسائل مفادها أن لديه الإرادة اللازمة للتوصل إلى اتفاق”، متابعاً “طرحنا العديد من المبادرات للإسراع بالاتفاق، حان الوقت الآن للمبادرة من الجانب الأمريكي”.
السلوك المسيس يحكم الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وعن تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عبد اللهيان “تعاوننا مع الوكالة مستمر، لكن هناك مشكلة أساسية، يجب أن تفي الوكالة بواجباتها الفنية، لكنها سلوكها يخضع للتسييس في كثير من الأحيان”.
وتابع وزير خارجية إيران “اذا اتخذت الوكالة نهجًا تقنيًا بحتًا، فلا شك لدينا في أن الاتهامات ضد إيران ستحل”، لافتاً إلى أنه “يجب على الولايات المتحدة والدول الاوروبية الثلاث (المانيا وفرنسا وبريطانيا) الاهتمام بأن لا تنحرف الوكالة في المفاوضات عن المسار الفني”.
وأضاف “على سبيل المثال، في الأشهر الثلاثة الماضية، أثناء المفاوضات، قدموا فجأة قرارًا في فيينا، وكان ذلك خطأ وانحرافًا في مسار العمل التفاوضي في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة”، موضحاً ” في الوقت الحرج ، سافر السيد رافائيل غروسي إلى “إسرائيل” وتحدث بكلمات استفزازية وغير بناءة في مؤتمر صحفي”.
جاهزون للإجابة عن الأسئلة الفنية للوكالة
ورداً على سؤال إن كان يعتقد بأن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يساعد الاتفاق النووي في النقاشات الفنية، قال “نعتقد أنه إذا تعامل السيد غروسي وفريقه من الناحية الفنية فقط، فإن الاتهامات الباطلة التي يوجهونها ضد إيران ستزال بسهولة”.
وأضاف أمير عبداللهيان “نحن جاهزون للإجابة على الأسئلة الفنية للوكالة، لكننا غير قادرين على الإجابة على الأسئلة السياسية والممنهجة للوكالة، لأن هذا ليس من واجب الوكالة إطلاقا”.
وقال وزير الخارجية الإيراني فيما يتعلق باحتياطيات اليورانيوم “أوضحنا التفاصيل في النص الذي اتفقنا عليه في فيينا، إذا عادت جميع الأطراف إلى التزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، فمن الواضح ما يجب أن نفعله حيال فائض اليورانيوم لدينا بعد الاتفاق النووي”.
وأشار إلى أن “ترامب خلق هذا الوضع منذ عام 2015 ، لم نتلق أي فائدة اقتصادية من خطة العمل الشاملة المشتركة، من الغريب أيضًا أن بايدن لا يقبل سلوك ترامب، لكنه يتبع نفس مسار العقوبات”.
تبادل السجناء
كما قال وزير الخارجية الإيراني “تبادل السجناء هو بالأساس قضية إنسانية بالنسبة لنا، نحن دائما على استعداد لتبادل السجناء”، مضيفاً “في مرحلة ما، جعله الجانب الأمريكي مرتبطاً بنتيجة المفاوضات في فيينا وخطة العمل الشاملة المشتركة، نعتقد أنه لا ينبغي أن يكون هناك ربط بين القضيتين”.
يمكن أن يكون الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة علامة إيجابية
ورداً على سؤال ما إذا كان الإفراج عن جزء من الممتلكات والأصول الإيرانية المجمدة يمكن اعتباره علامة حسن النية، قال إن “الإفراج عن ممتلكاتنا المجمدة من قبل الولايات المتحدة في بعض أنحاء العالم يمكن اعتباره علامة إيجابية”.
وتابع وزير الخارجية الإيراني “لكننا الآن نرى ارباكاً في سلوك أمريكا: من ناحية، يستمر تبادل الرسائل بيننا من خلال منسق الاتحاد الأوروبي ونحاول جميعًا الوصول إلى حل، ومن ناحية أخرى، تقدم أمريكا قرارًا في الوكالة، ومن ناحية أخرى، كل بضعة أيام تقريبًا، تفرض عقوبات جديدة تحت ذريعة ما”.
وتابع أمير عبداللهيان “الجانب الأمريكي يشعر بالدوار في اتخاذ القرارات، وهذا ليس بنّاءً للمفاوضات والعودة إلى الالتزامات في خطة العمل الشاملة المشتركة. على الجانب الأمريكي أن يخرج نفسه من الورطة حتى يرى الواقع بشكل جيد واتخاذ قرار”.
الحرب في أوكرانيا لا تُحل إلا بالسياسة
ورداً على سؤال حول تأثير الحرب في أوكرانيا على تعقد القضايا بسبب وجود روسيا في المفاوضات، قال وزير الخارجية “عندما بدأت الحرب ، أخبرتنا الأطراف الغربية أنه سيكون لها تأثير سلبي على خطة العمل الشاملة المشتركة، واتصلت على الفور بوزير الخارجية سيرغي لافروف وبعد بضعة أيام، أجرينا محادثة في موسكو وأعلن أننا لن نكون عقبة أمام عودة الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وستسعى موسكو حتى لا تكون عقبة أمام الاتفاق”.
وأوضح أمير عبداللهيان أنه “كان لدى لافروف بعض الطلبات، لكننا توصلنا إلى هذا الاستنتاج في المفاوضات، إذا استطاعت أمريكا اتخاذ قرار اليوم وأظهرت بواقعية أنها تبحث عن اتفاق، فنحن على يقين أن روسيا ستدعم الاتفاق ، فيما مواقفنا من الحرب في أوكرانيا واضحة”، لافتاً في هذا السياق، إلى أنه “أعلنا منذ البداية معارضتنا الحرب في أوكرانيا”.
وأكد أن “إرسال الأسلحة إلى اوكرانيا وتوسع الناتو يعيق فرص الحل السياسي ويطيل أمد الحرب”.
وفي إشارة إلى جهود إيران لوقف الحرب، أضاف وزير الخارجية الإيراني “هذا الصراع يجب أن ينتهي بالحوار والمفاوضات السياسية”، مؤكداً أنه “إذا انتهت هذه الحرب، فسيتم إلحاق ضرر أقل بالشعب والبنية التحتية لهذا البلد والمنطقة، حتى عند النظر إلى الأمن الغذائي ، أخبرت وزير خارجية أوكرانيا مرتين أننا مستعدون لاستخدام طريق العبور الإيراني لتصدير الحبوب”.
وحول الادعاء بإرسال طائرات مسيرة الى روسيا، قال “لدينا تعاون دفاعي مع روسيا، وتعاوننا لا علاقة له بقضية أوكرانيا. لن نعطي أي تسهيلات لأي جانب في الحرب”.
المصدر: ارنا