الصهاينةُ غارقونَ في حقولِ النفطِ المملوءةِ اوراقاً انتخابية، والنحيبُ من كلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ لصعوبةِ المرحلةِ التي وَصلوا اليها، فكلُّ العنترياتِ والوقوفِ على اعلى المنصاتِ قد اَطفأتها مياهُ البحرِ المالحةُ وباتت دعواتُ كبارِ القادةِ الامنيينَ والسياسيينَ الصهاينةِ تَنْحُو الى التعقلِ والانتباه، والسيرِ بواقعيةٍ في طريقِ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ معَ لبنان..
طريقٌ يقولُ الصهاينةُ اِنها لم تَعُد طويلة، ويقولُ اللبنانيون اِنه لا صدقيةَ لقولِهم حتى يصبحَ الاتفاقُ نافذاً والحقُّ اللبنانيُّ بائناً، والنفطُ بالنفطِ يُستخرج ..
في اليمنِ ما خرجَ به الجيشُ في ساحاتِ صنعاءَ والرسائلُ البالستيةُ والمشعَّبةُ الاضلاع، جعلت القلوبَ السياسيةَ والعسكريةَ لاهلِ العدوانِ تَخفِقُ باضطراب، مترجمةً المشهدَ الى معادلةٍ يَصعُبُ عليهم وعلى اسيادِهم الاميركيين تخطِّيَها..
فالجيشُ المنتظمُ في عروضٍ مُبهرة، المدججُ بكلِّ انواعِ السلاحِ العابرِ لمعادلاتِ الميدانِ اليمني، اغرقَ هؤلاءِ المعتدينَ في حساباتِ الخيبةِ من جديد، ولا بدَّ انه خلطَ حساباتِهم، واعادَهم الى طبخِ الهدنةِ على نارٍ حامية، حمايةً لما تبقَّى من ماءِ وجهٍ لهؤلاءِ المعتدين، بعدَ ان شَرِبَ ترابُ اليمنِ جُلَّه.. وباتَ اصحابُ السموِّ والجلالةِ امامَ مفترقٍ صعب، ولا بدَّ ان الانصياعَ للحقِ اليمني اهونُ عليهم من التمادي بالمكابرة..
في الملفاتِ اللبنانيةِ الكبيرةِ بشائرُ ايجابيةٌ بكلِّ اتجاه، وكلُها تنتظرُ التسييلَ على ارضِ الواقعِ المرير.. واِن كانَ الفيول الايرانيُ المرتقبُ اضاءَ املاً بكسرِ العتمة، فانَ الآمالَ بانجازِ حكومةٍ كاملةِ المواصفاتِ معلقةٌ على عودةِ الرئيسِ المكلفِ نجيب ميقاتي من نيويورك مُحمَّلاً بمحاضرِ لقاءاتٍ ابرزُها مع الرئيسينِ الايراني والفرنسي، ووزراءِ خارجيةِ عدةِ دولٍ ابرزُهم الاميركي، خَلَصَت جميعُها على ما قيلَ من اخبارٍ الى دعمِ لبنانَ للخروجِ من ازمتِه وضرورةِ اتمامِ استحقاقاتِه الدستوريةِ لا سيما الحكومةِ والرئاسة..
المصدر: قناة المنار