ليست موجةُ الحرِّ المسيطرةُ على لبنانَ وحدَها المسببةَ للهيبِ الذي يرزحُ تحتَه اللبنانيون، فكما درجاتُ الحرارةِ والرطوبةِ استثنائية، كذلك اسعارُ المحروقاتِ التي عاودت ارتفاعها بتسعيرة استثنائية عصر اليوم، والسببُ ارتفاعُ جعالةِ المحطاتِ والموزعينَ باتفاقٍ مُرِّرَ بينَ المعنيين، والعبءُ دائماً على المواطنين.
وبما انَ حركةَ الحياةِ اليوميةَ مرتبطةٌ بالمازوتِ والبانزين معَ غيابِ الدولةِ وكهربائِها، فانَ التداعياتِ كارثيةٌ على فواتيرِ النقلِ وكهرباءِ الاشتراكات ، التي لم يكن ينقصُ اصحابَها الا سكبُ تسعيرةِ المازوتِ الجديدةِ على نيرانِ فواتيرِهم الحارقةِ لجيوبِ المشتركين..
وفي اشتراكاتِ الازمةِ المغمَّسةِ بالمطالبِ المحقةِ لبعضِ القطاعاتِ والتداعياتِ السيئةِ على المواطنين، كانَ اضرابُ موظفي اوجيرو الذي اولَ ما اصابَ الاتصالاتِ المتقطعةَ اصلاً، رغمَ تعهدِهم بابقاءِ السنترالات الرئيسيةِ على عملِها، الا انَ ازمةً حقيقيةً تصيبُ الانترنت والاتصالاتِ الثابتةَ في اكثرَ من منطقةٍ لبنانية.
ورغمَ كلِّ هذا الذي سلَف، فانَ المنطقَ السياسيَ لا يزالُ على رتابتِه بمعالجةِ الملفاتِ الملحة، واولُها حكومةٌ مكتملةُ الصلاحيات، ضروريةٌ للتصدي للازماتِ التي باتت تلامسُ حدَ المعضلات، وفيما الاتصالاتُ غيرُ العلنيةِ غيرُ متوقفةٍ لتامينِ ولادةٍ حكومية، الا انها تبدو الى الآنَ دونَ المراسيمِ المطلوبة..
اما الترسيمُ البحريُ فباتَ القلمُ بيدِ الموفدِ الاميركي، الغائبِ عن المشهدِ حتى الآن، في وقتٍ حرَصت ادارتُه على التأكيدِ انَ حلَ النزاعِ البحري بينَ لبنانَ وفلسطينَ المحتلة ِ يمثلُ أولويةً رئيسيةً لإدارةِ الرئيسِ الأميركي جو بايدن، بحسَبِ مسؤولٍ في البيتِ الابيض، الذي أكدَ أنَ هوكشتاين سيواصلُ مساعيَه للتوصلِ الى اتّفاقٍ كما قال.
هي اقوالٌ اميركيةٌ ومثلُها اسرائيليةٌ التي لا يمكنُ الركونُ اليها، فما يصدّقُه لبنانُ ومقاومتُه هو الافعال، وحتى ذلكَ الحينِ لكلِّ حادثٍ حديث..
في حديثِ النصرِ الفلسطيني “خليل عواودة” الذي اعادَ انتصارَ الامعاءِ الخاويةِ والارادةِ الخالدةِ على اولئكَ المتخمينَ اِجراماً وعدوانية. انتزعَ الاسيرُ المضربُ عن الطعامِ حريتَه من السجانِ الصهيوني مسجلاً انتصاراً جديداً للارادةِ الفلسطينية..
المصدر: قناة المنار