الرابعَ عشرَ من آب، يومُ الانتصارِ الذي اقتحمَ التاريخَ ولم تَنتهِ روايتُه المجيدةُ الى يومِنا هذا..
بعدَ ستةَ عشرَ عاماً ، يقولُ الصهاينةُ يا ليتَهم ما زالوا عالقينَ في العامِ 2006 تحتَ وطأةِ هزيمتِهم في بنت جبيل ومارون الراس ووادي الحجير، ولم يَصلوا الى يومٍ يَرَون فيه مُسيَّراتِ المقاومةِ تحلقُ فوقَ منصاتِهم المعتديةِ على غازِ لبنان، او يَلمَسونَ مفاعيلَ صواريخِها الدقيقةِ تضربُ – قبلَ اطلاقِها – وعيَ اكبرِ جنرالاتِهم ومسؤوليهم، مذكرةً باسماءٍ لامعةٍ في الفشلِ والانهزامِ كأمثالِ ايهود اولمرت وعمير بيريتس ودان حالوتس.
ذهبَ هؤلاء وبقيَ لبنانُ الوطن، ومضت المقاومةُ الى الاعمار، والتجهيزِ والاستعداد، وقطفِ الانتصارات، عندَ الحدودِ وفي الجرود، وفي كلِّ جبهةٍ ومحور، وصولاً الى مواجهةِ الحصارِ الاميركي الخبيثِ وادواتِه الرخيصة، وفرضِ المعادلاتِ البحريةِ القاهرةِ للخياراتِ الصهيونيةِ والرافعةِ للموقفِ اللبناني في ملفِ الترسيمِ والحدود.
في هذه المناسبةِ يزدادُ اللبنانيونَ والاوفياءُ ايماناً بمقاومتِهم وبقدراتِها على مواجهةِ الصعوباتِ ودفعِ التهديدات، خصوصاً بعدما انتهى لبنانُ القديمُ واصبحنا أمامَ وقائعَ جديدةٍ تفرضُ مزيداً من الشراكةِ والحوارِ لبناءِ القدرات، كما اكدَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.
في فلسطين، كانَ فجرُ اليومِ مضيئاً ببطولةِ مقاومٍ فلسطينيٍ اختارَ الزمانَ والمكانَ المناسبينِ لاخبارِ العدوِ انَ جريمتَه ضدَّ غزةَ لن تمرَّ مرورَ الكرام، واضعاً اجراءاتِ الاحتلالِ في زاويةٍ ضيقةٍ وفارضاً عليه مستوياتٍ عاليةً من القلقِ والخوفِ والرعب. وبلسانِ اوساطِ الاحتلال، فانَ اُسلوبَ العمليةِ والطريقةَ التي نُفذت بها يَزيدانِ الخشيةَ من حصولِ عملياتٍ مشابهةٍ في مناطقَ اخرى من الاراضي المحتلة.
المصدر: قناة المنار