يعشق العديد منا رائحة المطر ذلك “الزائر اللطيف” عندما يطل في بداية فصل الخريف برائحة جميلة مميزة لا تفوح إلا في ذلك الوقت بعد صيف حار وجاف.
وما لا يعرفه الكثيرون فإنه حتى تكون للمطر تلك الرائحة المميزة، لا بد من توفر شروط محددة في الجو المحيط تسمح بنشوئها ليشعر المرء بعدها بالارتياح والسعادة. تلك الرائحة هي رائحة ماء المطر المتساقط على الأرض واسمها العلمي “البيتريكور” وهي كلمة يونانية قديمة، وتنشأ رائحة المطر من ثلاثة عناصر:
ـ مركّب الغيوسمين، وهو مركب كيميائي تنتجه البكتيريا الموجودة في التربة، وهو ما يسمى برائحة الأرض.
ـ زيت أصفر تفرزه النباتات خلال فترة الجفاف.
ـ الشحنة الكهربائية الناتجة عن البرق.
وحول سبب نشوء هذه الرائحة المميزة بشكل أقوى فقط مع مطر الصيف، قال الباحثان كولين بويه ويونغ سو جونغ، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، إن ذلك يعود لثلاثة عوامل وهي “المسامية في الأرض، والرطوبة، وقوة الهطول”.
وتابع الباحثان بأنه كلما كانت الأرض أكثر جفافا، كلما زادت قوة الرائحة الصادرة عنها، والسبب بسيط فالأرض الجافة تخرج منها جسيمات أكثر. كما تلعب المسامية، أي كثرة التشققات واتساعها في الأرض، دورا هاما فكلما زادت هذه التشققات واتسعت كلما زادت فقاعات الهواء الخارجة من الأرض.
وأيضا قوة الهطول لها تأثير، فإذا كان المطر خفيفا وهو ما يحدث مع مطر الخريف في البدايات، تخرج الرائحة وتنتشر بشكل أكبر، أما الهطول القوي والغزير فيؤدي إلى تشبع الأرض بالمطر بسرعة، ما يؤدي إلى كتم الماء لتلك الرائحة ومنع انتشارها، حسب الباحثين.
المصدر: مواقع