بعدَ اَن غَمَّسُوها بكلِّ علقمِ الازمات، ثُمَّ صادروها من افواهِ المحتاجينَ واَحرقوا بها جيوبَ الفقراء، ها هُم اليومَ يسعملونَها وَقوداً ملتهباً يهددُ ما تبقى من الامنِ الاجتماعي ومن سلامةِ البلاد.
هي ربطةُ الخبزِ التي تتناثرُ ارغفتُها بينَ المطاحنِ والافرانِ والوزاراتِ المعنيةِ والاجهزةِ المنكفئة. وليسَ أكفأَ من “قِرَدَةِ” الازمةِ ومُستثمريها بـ “نعفِ” الطحينِ أو احتكارِه، على مَسمعِ طواحينِ الهواءِ السياسيةِ التي لن تُغنِيَ ولن تُسمنَ زمنَ الجوعِ او الشُحِّ الحكومي ..
فاخطرُ ما في البلادِ اليومَ طوابيرُ الخبزِ المفروضةُ على ساكني الاراضي اللبنانيةِ بلا مبرر – مع حديثِ وزارةِ الاقتصادِ عن اطنانِ القمحِ والطحينِ المتوافرةِ في المخازن – ويبدو انَ المفقودَ هو ارادةُ المتابعةِ لحلِّ قضيةٍ كهذهِ لا تَحتملُ التساهلَ ولا الخطأَ في معالجتِها، وهو ما يَفرِضُ مُعاجلةَ التحركِ، والقسوةَ في العقابِ لايِّ متسببٍ كان ..
في مُسبِّباتِ الاضرابِ الذي يَضرِبُ القطاعَ العامَّ ويَشُلُّ ما تَبقَّى من حركةٍ في الدولة، بحثٌ متكررٌ عن حلولٍ لعلَّها تَخترقُ جدارَ المطالبِ التي يبدو الى الآنَ أنها عصيةٌ على المقترحاتِ التي يُناقشُها رئيسُ الحكومةِ ووزراؤه المعنيون، وآخرُها اضافةُ راتبٍ تحفيزيٍّ لكلِّ موظف، وبدلِ اِنتاجٍ يومي، ورفعُ بدلِ النقلِ، مقابلَ حضورِ الموظفِ ثلاثة أيامٍ في الاسبوع، فيما طلب وزيرُ المالِ الاستمهال لدراسةِ تكلفةِ هذه الاقتراحاتِ وانعكاساتِها المالية، وكيفيةِ تأمينِ مواردِها ..
ولانه لا يجبُ الاستسلامُ امامَ حجمِ الضغوطاتِ والاعباء، كانت دعوةُ قيادتي حزبِ الله وحركةِ امل مختلفَ الوزاراتِ والاداراتِ الى ضرورةِ ايجادِ المبادراتِ الفعالةِ للاهتمامِ بالاولوياتِ المعيشيةِ والاقتصادية ِومعالجةِ الاحتياجاتِ الملحةِ من موادَّ غذائيةٍ ودواءٍ وطحينٍ وضبطِ الاسعارِ والمحتكرين، فضلاً عن ضرورةِ الاستفادةِ من ثرواتِ لبنانَ لا سيما الغازيةِ والنفطية، معَ الحقِّ بالقيامِ بايِّ عملٍ للحفاظِ على هذهِ الثرواتِ كما أكدت القيادتان..
وفي دمشقَ تأكيدٌ على ضرورةِ تغييرِ الطرقِ القديمةِ لمعالجةِ الازماتِ العربيةِ وفقَ ما أكدت زيارةُ وزيرِ الخارجيةِ الجزائري ولقاؤهُ القيادةَ السورية، معَ الاشارةِ الى انَ العلاقةَ الجزائريةَ السوريةَ في اعلى درجاتِ التنسيقِ وليس التشاورِ فحسب كما أكدَ الطرفان ..
المصدر: قناة المنار