دخانٌ أبيضُ من البحرِ الأسود، طغى على غبارِ السياسةِ والقذائفِ والصواريخ، حملَ إخباراً عن القمحِ سيَعبُرُ ميادينَ القتالِ الملتهبةَ الى عالمٍ يتضورُ جوعاً ويتقلبُ على صفيحٍ ساخن..
فهل تُبحرُ سفنُ القمحِ بما هو ابعدَ من ذلك؟ وهل تكونُ فاتحةً لقوافلَ من السفنِ المحملةِ بحلولٍ سياسيةٍ من قلبِ الازمةِ الاوكرانية؟ لا شيءَ يُرصدُ بهذا الاتجاهِ بعد، لكنَ العويلَ الاوروبيَ يَشي بعدمِ القدرةِ على الاستمرارِ كمقطورةٍ على السكةِ الاميركية..
على السكةِ اللبنانيةِ قطارُ الازماتِ على حالِه، ومقطورةُ الخبزِ والطحينِ اَوقفتها وزارةُ الاقتصادِ في محطةِ التنظيمِ على ما قالَ الوزيرُ امين سلام الذي تحدثَ عن تنظيمٍ لتوزيعِ الطحينِ ومراقبةٍ تمنعُ طرقَ الاحتكارِ وزواريبَ السوقِ السوداء..
اما ايامُ الموظفينَ السوداءُ فقد زادَها الاضرابُ الذي ابعدَ الرواتبَ وضَيَّقَ الخيارات، فيما تحدثَ وزيرُ المالِ عن محاولةٍ لاختراقِ الاضرابِ خلالَ اِثنتينِ وسبعينَ ساعةً لتعملَ مديريةُ الصرفياتِ في وزارةِ الماليةِ على اصدارِ جداولِ الرواتب..
وفيما كلُّ شيءٍ يُرتَّبُ على نيةِ الانتظارِ للاخبارِ المبحرةِ من اعماقِ الشواطئِ اللبنانية، فانَ كلاماً عن زيارةٍ للموفدِ الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروتَ قبلَ انتهاءِ الشهرِ الجاري، مَهَّدَت له سفيرةُ بلادِه دوروثي شيا بالترويجِ لاهتمامٍ اميركيٍ للوصولِ الى اتفاقِ ترسيم، وحتماً حرصاً على الجانبِ الصهيوني والغازِ الذي يَسرِقُهُ من البحرِ الفلسطيني، امّا ما يَهُمُّ اللبنانيينَ فهو الوصولُ الى كاملِ حقوقِهم ومُظلَّلينَ بعناصرِ القوةِ التي لا يمكنُ السيرُ من دونِها، وليس اوَّلَها مُسيَّراتُ كاريش..
وعلى دربِ المسيَّراتِ سارَ اعلاميونَ وطنيونَ مقاومونَ ليرسموا خطاً أحمرَ حفاظاً على الثروةِ الوطنية، فكانت وقفتُهم في الناقورة وكانَ صدَى صوتِهم يملأُ الارجاء، ويَعبُرُ من هناكَ الى فلسطينَ المحتلةِ رسالةَ أملٍ بالغدِ القريب، وأنَ النفطَ الفلسطينيَ كما اللبناني لن يَضيع، والتأكيدُ انَ الناقورةَ لن تَكونَ اِلا مَعبراً للمقاومينَ الذين سيَصنعونَ الحريةَ التي سيَعتمرُها الفلسطينيونَ العائدونَ الى ديارِهم.. يرونَه بعيداً ونراهُ قريبا..
المصدر: قناة المنار