اِن سألوا الارضَ فقد لقَّنتهم الجواب، واِن فَرُّوا الى البحرِ غَرِقوا بجديدِ المعادلات..
فهذا الثاني عشرَ من تموزَ تاريخٌ لن يَقوى عليه جحودُ الايام، طُبِعَ بصدقِ الوعدِ وان تراكمَت الخيانات، وذُهِّبَ بجميلِ المعادلاتِ واِن اَنكرَها المصابون بعمًى سياسيٍّ ووطني، وبقي تموز يُردِّدُ أن معَ المقاومةِ ما زالت الانتصاراتُ في ديارِكم عامرة..
هناكَ في خلةِ وردة، جنوبٌ لبنانيٌ عامرٌ بالحياة، ومستوطنونَ خلفَ الجدرانِ يَحسِبونَ الفَ حساب، وقادةٌ صهاينةٌ كلما رَفعوا اصواتَهم تبجحاً أَخفتَتْها نصائحُ كبارِ ضباطِهم وخبرائهم الامنيين، فتجاربُ تموزَ معَ لبنانَ كفيلةٌ بردعِ كلِّ محاولاتِ المغامرةِ، وما يَزيدُ طينَهم بِلَّة، مُسيَّراتُ كاريش التي حَمَلت رسائلَ ما انفكَّ الصهاينةُ َيُحللونَ في مُحتواها السياسيِّ والامني والعسكري.
على انَ الحديثَ بالوقائعِ – لا التحليلاتِ، وفي آخرِ التطوراتِ، سيكونُ معَ سيدِ المقاومة الأمينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله عندَ الثامنةِ وخمسٍ وثلاثينَ دقيقةً من مساءِ غدٍ الاربعاء عبرَ شاشةِ المنار..
ومع احياء ذكرى ثلاثةٍ وثلاثينَ يوماً من الصمودِ والجهاد، وباسمِ لبنانَ الذي انتصرَ فيه مثلثُ الجيشِ والشعبِ المقاومة، أكدَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري أننا سندافعُ عن مواردِنا البحريةِ والبريةِ تماماً – بل أكثرَ مما دافعنا فيه عن برِّنا. داعياً للإقلاعِ عن التضحيةِ بالوطنِ على مذبحِ الاحقادِ الشخصيةِ والأنانية..
وفيما الوطنُ المنتصرُ في ميدانِ الحروبِ على الاعداءِ يعيشُ جولةً من الحربِ الاقتصاديةِ الطاحنةِ عليهِ بقيادةٍ اميركيةٍ وادواتِها المتعددة، يكابدُ ابناؤهُ من اجلِ البقاء، ويُقدِّمُ بعضُ مسؤوليهِ نماذجَ حيةً من الاداءِ الوطنيِّ بعيداً عن المزايداتِ السياسية. ففي مزادٍ يَفتتحُهُ وزيرُ الاشغالِ علي حمية للسوقِ الحرةِ في مطارِ بيروت، ايراداتٌ تفوقُ الالفَ والمئتي مليارِ ليرةٍ كلَّ عام، تُسهمُ وحدَها بسدِّ ما يزيدُ عن العشرةِ بالمئةِ من عجزِ الموازنة، فكيفَ لو مشت الدولةُ في عشراتِ القطاعاتِ المماثلة؟
دولياً وفي مثالٍ حيٍّ عن السيرِ خلفَ الاميركي، اوروبا تغرقُ في مستنقعِ العقوباتِ على روسيا، واقتصادُها عالقٌ في انابيبِ النفطِ والغازِ الروسية، واليورو في اسوأِ حال، ولن يَنفعَ هؤلاءِ العنادُ السياسي على الاراضي الاوكرانية، ولا اجتماعات النيتو، ولا كلُّ المحاولاتِ الاميركيةِ بتعويضِ مصادرِ الطاقةِ الروسية. فالى متى المكابرة؟
المصدر: قناة المنار