مليون حاج يتمّون مناسكَهم تعبدا ًوتقربا ًالى الله ورجماً للشيطان وتحصيناً للنفوس، ولكن متى يُنجزُ المسلمون حول َالعالم حصانة َاوطانِهم من الشياطينِ العابثة ِبالمصير ِوالثروات ِوالمستقبل؟
لا حصرَ لاَشكالِ التضحيةِ التي يمكن بذلُها في سبيلِ هذهِ الغايةِ الانسانيةِ والرساليةِ القيمة، وفي ايامِ الاضحى ومعانيهِ رسائلُ ودروسٌ لكلِّ من يؤمنُ بانَّ اوطانَنا وامتَنا ليست بخيرٍ، وانَّ عافيتَها تتدهورُ على يدِ الماسكينَ بقُدراتِها خدمةً للاعداءِ والطامعينِ، واَنه لولا قلةٌ نَصرت قضاياها فانتصرت من اجلِها لكانَ المشهدُ اكثرَ وحشيةً ودمويةً وخراباً واستسلاماً.
في معاني الحجِّ والتضحيةِ ما يراهُ اللبنانيونَ حاجةً ماسةً في ظلِّ الازمةِ الاقتصاديةِ المفروضةِ بالحصارِ الاميركيِّ الظالم، وهُمُ المؤمنونَ بانَّ الحلَّ والفرجَ سيَخرجُ قريباً من اعماقِ بحرِهم حينَ تَبلى اهدافُ المتنكرينَ لأهميةِ هذه الثروةِ والمتعامينَ عن بريقِ نعمةِ الغازِ والنفط، وايضاً حينَ يدركُ الضعفاءُ كم هي كبيرةٌ فاتورةُ تلكؤِهِم عن الاعترافِ بالامكاناتِ المتاحةِ لحمايةِ حقوقِ وطنِهم.
وكيفَ يَحمي لبنانُ نفطَه؟ لم يعد هذا السؤالُ جديداً، ولا الجوابُ عليه مجهولاً، اِذ يكفي رصدُ التداعياتِ المستمرةِ التي يعيشُها الاحتلالُ منذُ عمليةِ مُسيَّراتِ المقاومةِ باتجاهِ حقلِ كاريش، والاستماعُ الى اوساطٍ عسكريةٍ صهيونيةٍ متخصصةٍ في سلاحِ الجوِّ تقولُ اِنَ القدراتِ الجويةَ الجديدةَ لحزبِ الله دخلت لائحةَ معادلاتِ حربِ الوعي التي تُقلقُ مراكزَ القرارِ في تل ابيب كثيراً، وتُكبّلُ خياراتِ المواجهةِ معَ لبنان.
في الحاجاتِ المستعجلة التي تواجهُ اللبنانيين، التفاتُ المسؤولينَ الى حجمِ الخسائرِ التي يُسببُها تاخرُ تاليفِ الحكومة، لانَ الامرَ ليس في الضررِ السياسيِّ فقط، بل بما هو اعظمُ منه على مستوى معيشةِ المواطنِ وصحتِه ومستقبلِه قبلَ ايِّ شيءٍ اخر، وحولَ هذا الامرِ يَبني اللبنانيونَ يومياتِهم بما امكنَهم من صمود.
المصدر: قناة المنار