ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 04-07-2022 في بيروت على عملية المقاومة الإسلامية بإطلاق ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش، بالاضافة الى الشأن الحكومي حيث يتوقع أن يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي..
الاخبار
المقاومة تدخل المفاوضات على طريقتها
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “من دون شروحات لا معنى لها، لم تكن المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل في حالة دهشة مما حصل السبت. التقديرات الاستخباراتية لدى العدو كانت تشير بقوة إلى عمل ما يحضر له حزب الله. ربما لم يُفاجأ العدو بالرسالة، لكن السؤال الرئيس كان حول حجم الرسالة وأدواتها وتوقيتها. وتصرف جيش العدو بناء على إشارات بنى على أساسها تقديره الذي اتبعه بإجراءات عسكرية دفاعية واسعة النطاق، ما سمح له برصد الطائرات بعد دخولها الأجواء التي تحيط بالمنطقة، قبل أن يقرّر طريقة التصرف بناء على نوعية الطائرات التي لم تكن من جيل واحد. لكن العدو كان واثقاً إلى حدّ بعيد بأن الطائرات غير مسلحة وليست معدّة لهجوم عسكري.
العدو يقرأ جيداً عقل حزب الله. لكنه يخطئ أحياناً عندما يستمع إلى تقديرات بأن الحزب مقيّد لأسباب، منها ما هو داخلي في لبنان ومنها ما يتعلق بثمن المواجهة. ومع ذلك فإن «العاقلين» في مؤسسات العدو يعرفون جيداً أن خطوة حزب الله مهّد لها علناً قبل أسابيع، عندما حدّد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الوجهة بالقول: «إن الهدف هو منع العدو من المباشرة بنشاط استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، وعلى العدو أن ينتظر نتيجة المفاوضات. ونحن نملك القدرات لمنعه من العمل في حقل كاريش، وكل إجراءات العدو لن تقدر على حماية المنصات. وعلى السفينة أن لا تتورط في العدوان على لبنان. ويكفي أن نرسل فوقها مسيّرات حتى تعرف ما الذي يجري الحديث عنه. والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنز لبنان. وكل الخيارات مفتوحة ومطروحة أمامها ومن دون أي تردد».
لكن سؤال العدو، وغيره في لبنان والخارج، كان حول التوقيت. وقد اتضح للجميع بأن الخطوة جاءت في سياق الجولة الأولى من المفاوضات «الجديدة» التي قادها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بين لبنان وكيان الاحتلال. وكان الحزب على صلة تفصيلية بكل الرسائل التي تتنقل بين بيروت وواشنطن وتل أبيب، كما أتيح له الاستماع مباشرة، من جهات غربية، على أجواء الموقف في كيان العدو. وكانت الخلاصة واضحة بالنسبة إليه، وهي أن العدو يناور بدعم أميركي لإجبار لبنان على التنازل عن حقوقه. بالتالي، وجد الحزب نفسه أمام خطوة هدفها الفعلي «تشكيل حدث تأسيسي بما خص الصراع القائم، خصوصاً أن العدو وأميركا بنيا استراتيجيتهما ومواقفهما وخططهما على تقديرات بأن حزب الله مطوّق رسمياً وشعبياً، ويُدفع دفعاً نتيجة الضغط الداخلي إلى الانكفاء والابتعاد عن التأثير في مسار التفاوض. بالتالي، فإن عملية المسيرات ستكون بنداً أولاً في الجولات التفاوضية الجديدة.
ولتوضيح الموقف يجب الإشارة إلى أن حزب الله يناقش الجهات الرسمية حول ملف الترسيم، لكنه ينبه دوماً إلى أن على لبنان التصرف من موقع أنه يملك قوة قادرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأميركية. ويوضح لمن يهمه الأمر بأن الحاجة الأميركية والأوروبية إلى الطاقة تحتاج إلى استقرار في كل البحر المتوسط، وهم يعرفون أن أي مواجهة مع إسرائيل ستجعل مياه البحر المتوسط كلها في حالة عدم أمان، وليس بمقدور أحد ضمان الأمن لأي تحرك ملاحي تجاري أو غير تجاري. وحتى إسرائيل لم تكن لتأتي بالسفينة لولا أنها واثقة من عدم حصول تطورات عسكرية. بالتالي، فهي لا تريد الذهاب نحو مواجهة، ما يعني أنها جاهزة ضمنياً للتنازل.
كذلك أكدت المقاومة التزامها الموقف الرسمي لناحية المناطق الاقتصادية في البحر. لكنها قالت صراحة إنه في حال ناور العدو ولجأ إلى الاعتداء على حقوق لبنان، ولم تبادر الدولة اللبنانية إلى إجراءات ردعية واضحة وفعالة، فهي ستبادر إلى ردود تتناسب مع الاعتداءات الإسرائيلية لوقفها وردعها وضمان حقوق لبنان.
وبعيداً من أجواء الهبل التي تسود جماعة أميركا وإسرائيل والسعودية في لبنان، فإن كل من هم في موقع القرار، داخل الحكم أو خارجه، في لبنان وخارجه، حتى داخل العدو، يعرف أن المقاومة تتصرف بواقعية وهي ستقوم بالرد المتناسب، ولن يتمكّن العدو من استدراجها إلى أي فخ ينصبه، وهي في الوقت نفسه تتصرف في مثل هذه الحالات على أساس التقدير الأسوأ.
نحن الآن أمام جولة جديدة من المفاوضات بوساطة أميركية، فيما الإيجابية التي حملتها الجولة الأخيرة من التفاوض وما نقله الأميركيون ينحصر عملياً في «أن إسرائيل ترحب بالتنازل اللبناني عن الخط 29 وتبدي استعدادها للعودة إلى مفاوضات الناقورة». وهذا لا يلغي الأجوبة السلبية بعدم إقرار إسرائيل بأن الخط 23 هو خط نهائي، وبأن حقل قانا يتبع بكل ما فيه للبنان. إضافة إلى أن الأميركيين والأوروبيين لم يتطرقوا بعد إلى حاجة لبنان الواضحة لالتزام المجموعة الدولية بمباشرة الشركات العالمية العمل في الحقول اللبنانية وعدم انتظار التسويات الكبرى، وأنه في هذه الحالة ستلتزم المقاومة منع العدو من العمل قبل ضمان حقوق لبنان، ليس في الحدود فقط بل في مباشرة العمل على استخراج الطاقة من هذه المناطق.
عملياً، تفرض استراتيجية لبنان أن يتم سريعاً حسم حقوق لبنان في كامل حقل قانا وفي تثبيت الخط 23، بالتالي الانتقال فوراً إلى مرحلة تعديل جدول الأعمال بحيث يكون هناك بند جديد واضح وجلي يقول إن هذه الاتفاقيات يجب أن تشمل، وبوضوح، حصول الشركات العالمية على تفويض دولي بالقدوم إلى لبنان والمباشرة بالأعمال كما هي الحال في الجانب الآخر، وألا يقتصر ذلك على هذه المنطقة، وإنما إطلاق حريات الشركات العالمية في العمل في كل الحقول اللبنانية الممتدة شمالاً حتى الحدود مع سوريا.
يبقى أن على اللبنانيين التصرف بقلق دائم حيال تصرفات بعض القيادات اللبنانية التي تخشى الأميركيين لأسباب مختلفة. والتوازن مع هؤلاء يقتضي إدراك الجميع بأن واشنطن والعدو يعرفان، بالدليل الملموس، أن خيار التوتر خيار جدي وليس تهديداً في الهواء. مع الإشارة إلى أن الوسيط الأميركي كان سمع عن هذا الأمر لكنه تعامل معه بخفة، إلى أن سمع خلال الاجتماع في القصر الجمهوري كلاماً أكثر وضوحاً ولو اتسم بديبلوماسية، وهو ما قاله نائب رئيس المجلس الياس بوصعب لهوكشتين، بأنه يفترض بالجانب الأميركي العمل على خلق «خط ساخن مع الجهات الأمنية اللبنانية، وتحديداً الأمن العام اللبناني لمواجهة احتمالات فشل المفاوضات وانتقال الجميع إلى مرحلة قد تشهد تطورات غير سياسية». وقد فهم الأميركيون الأمر على أنه رسالة واضحة تقول بأنه في حال فشلت المفاوضات قد نكون جميعاً أمام مواجهة من نوع آخر.
البناء
وزراء الخارجيّة العرب سمعوا وناقشوا كلاماّ لبنانياّ واضحاّ حول ملف النازحين وعودة سورية
المقاومة تُعيد التذكير بأن «بحر عكا» متنازع عليه حتى نهاية التفاوض… وأنها بالمرصاد
ميقاتي يطلب من عون ترشيحات لحقيبتي الطاقة والاقتصاد تحقق التوازن والتعاون
صحيفة البناء كتبت تقول “نقلت مصادر دبلوماسية لبنانية واكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوريّ في بيروت، بعض الأجواء التي رافقته، خصوصاً لجهة نجاح لبنان على المستويات الرئاسية والوزارية بإثارة النقاش الهادئ والجدّي لملفي عودة النازحين السوريين، وعودة سورية إلى الجامعة العربيّة، وقالت المصادر إن العرض اللبناني الذي انطلق من اعتبار الوقائع السياسية الحاسمة لجهة استحالة عودة الوضع في سورية إلى الوراء، ونجاح الدولة السوريّة بتجاوز مرحلة الخطر وإثبات حضورها واستعادة أغلب مناطق الجغرافيا السورية، تستدعي بمعزل عن المواقف التي رافقت التعامل مع الأزمة السورية، اعتماد الواقعية السياسية لما يحقق المصلحة العربية بإعادة تفعيل صورة التضامن العربي، أمام وجود ثلاث قوى فاعلة في المنطقة، تمتلك سورية خطوط تماس معها، سلباً أو إيجاباً، وهي إيران وتركيا و»إسرائيل»، ولا يمكن مقاربة العلاقة العربية بها دون سورية، ورد المسؤولون اللبنانيون على الشروط التي يضعها بعض القادة العرب لتحقيق هذه العودة، سواء ما يتصل بتقدم الحل السياسي أو تخفيض مستوى التحالف مع إيران، بالدعوة لاعتبار عودة سورية شرطاً للنجاح بتشجيع سورية على التقدم بقوة على المسار السياسي، أو بتحقيق التوازن في علاقاتها. أما في ملف عودة النازحين فقد انطلق لبنان من اعتبارين، الأول الزمن الذي تجاوز العشر سنوات للنزوح، والثاني الكلفة التراكمية الباهظة التي يتكبّدها لبنان، وعطفا على تحسن الأوضاع الأمنية في أغلب المناطق السورية، يختصر لبنان دعوته بفتح المجال لنقل المساعدات التي يتلقاها النازحون من لبنان الى سورية، وتصير مساعدة عائد بدلاً من مساعدة نازح، ملوّحاً بأنه سيلجأ الى اصدار تقييدات قانونية تتيح فرض العودة بدون التراضي الذي يمكن توفيره لأي خطة عربية دولية منصفة، ورداً على بعض المواقف العربية حول ربط العودة بإعادة الإعمار، رد المسؤولون اللبنانيون بأن المقارنة لا تقوم بين عودة الى ما كانت عليه الحياة قبل الحرب واللاعودة، بل بين ظروف وشروط النزوح القاسية في مخيمات تفتقد الى أبسط شروط الكرامة الانسانية، وشروط العودة الكريمة، وبين عائد المساعدة على النازحين في لبنان وأسعاره المرتفعة، وعائدها على العائدين الى سورية وتفاوت كلفة المعيشة. وتقول المصادر الدبلوماسية اللبنانية إن حاصل المداولات ربما يكون أفضل من أي اجتماع رسمي، فالنقاش المفتوح في اجتماع لا صفة تقريريّة له هو تمهيد لبناء قناعات تنعكس في أي تداول رسميّ لاحق.
على مستوى ترسيم الحدود البحرية، كانت عملية المقاومة الإسلامية بإطلاق ثلاث طائرات مسيّرة فوق حقول بحر عكا، حدثاً لبنانياً وإقليمياً ودولياً، فمثلت إعلاناً من المقاومة ببقائها شريكاً خلف الدولة اللبنانية، تتولى منع الاستثمار في المناطق المتنازع عليها حتى ينتهي التفاوض، بينما يقع ملف التفاوض بيد الدولة، وهذه الرسالة ردّ على التحذيرات التي سمعها بعض المسؤولين اللبنانيين من التورط بأيّ تهديد لحرية العمل في حقول بحر عكا، لأنها باتت جزءاً من الأمن القومي الأوروبي بعد توقيع عقود استجرار الغاز منها بين حكومة الكيان والاتحاد الأوروبي، أو من اعتبار دخول المقاومة على الملف تهديداً لاستمرار الوسيط الأميركي بمهمة الوساطة، بعدما جاءت التطمينات الأميركية الكلامية تستعيد ما جرى في ملف استجرار الكهرباء من الأردن بالغاز من مصر، والوعود المتكررة بلا طائل، والخشية من تكرار بيع الوعود للبنان لضمان إطلاق يد الاحتلال في استخراج الغاز وبيعه، شكلت أحد عناصر مبادرة المقاومة التحذيريّة لرد الاعتبار لمفهوم المناطق المتنازع عليها، التي يريد الاحتلال ومن خلفه اعتبار إسقاطها شرطاً لمواصلة التفاوض، بينما ترد عملية المقاومة إحياء معادلة المناطق المتنازع عليها تسقط فقط عند إنجاز اتفاق الترسيم بصورة نهائية، وحتى ذلك الحين كل عمل فيه اعتداء على لبنان سيلقى رداً مناسباً.
في الشأن الحكومي يتوقع أن يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وقالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن الرئيس ميقاتي طلب من الرئيس عون إيداعه أسماء مقترحة لوزارتي الطاقة والاقتصاد، تحقق التوازن الطائفي، إذا كان هذا هو المأخذ على الأسماء المطروحة، ولا مانع من دراستها وفقاً لمعيار التعاون الذي يجب أن يحكم هذه الحقائب خصوصاً في علاقتها برئيس الحكومة.
دخل ملف تشكيل الحكومة في دوامة جديدة بعد أن كانت الأجواء عصر السبت تميل الى الايجابية، إلا أنها سرعان ما تبدّدت بعد جملة التسريبات الجديدة من قبل التيار الوطني الحر ضد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الأمر الذي استدعى رداً من مكتبه الإعلامي على ما ورد، مفنداً حقيقة ما حصل في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لجهة التحفظ على قرار الإقالة قبل الاتفاق على البديل ومتحدثاً عما تقوم به الحكومة على صعيد ملف الترسيم والإصلاحات فضلاً عن ملف النازحين، ليعود التيار الوطني الحر ويردّ عبر مكتبه الاعلامي رامياً كرة التعطيل عند الرئيس ميقاتي ومتحدثاً عن الصلاحيات والدستور، مشيراً إلى أنّ مسودات التشكيلات الحكومية لا سيما الأولى منها غالباً ما تكون في سياق عملية الأخذ والردّ وضمن الهوامش المتاحة.
واشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” الى انّ الرئيس المكلف يتعاطى في ملف التأليف انطلاقاً من مواد الدستور وهو يضع التصور لتشكيل الحكومة ونتشاور مع رئيس الجمهورية مع تشديد المصادر على أن الرئيس ميقاتي لطالما كان ولا يزال منفتحاً ومناقشة الأسماء مع الرئيس ميشال عون. وقال المستشار الإعلامي للرئيس ميقاتي فارس الجميّل عبر قناة “الجديد”: طالما أنّ “التيار الوطني الحر” لم يسمّ رئيساً للحكومة وأعلن نيته عدم المشاركة في الحكومة فلماذا يريد أن يلعب دور الوصيّ على عملية التشكيل؟
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إننا “نريد للحكومة أن تتشكل بأسرع وقت ممكن، دون تضييع وقت ودون تنافس على زيادة حصة من هناك أو زيادة حقيبة من هنالك، لا سيما أن ما نحن فيه اليوم في لبنان والمنطقة، يدفعنا لتجاوز الكثير من العقبات والمعوقات والإسراع في تشكيل الحكومة، تمهيداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يمكن أن تتغير معه الأجواء وتصبح أكثر ملاءمة لمجاراة التطورات التي تحصل في الإقليم والعالم، منبها لـ “مخاطر التطبيع مع العدو الإسرائيلي، الذي يريد من خلاله أن يوجه قدراته ولؤمه وخبثه من أجل أن يستأصل جذوة المقاومة وبيئتها التي تنمو وتتنامى وتتعزز قدراتها في منطقتنا العربية والإسلامية”.
ومن عين التينة، وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب يفسر لنا الى حد ما الخروج من جو الطوق او الحصار العربي، وذلك نتيجة جهود الرئيس بري وجهود الآخرين، لكن بالتحديد الرئيس بري وأيضاً المساعدة القطرية للجيش اللبناني هي مؤشر وإن شاء الله تأتي المساعدة الاميركية التي وعدنا بها للجيش ولقوى الأمن واتفاق الإطار الذي نادى به الرئيس بري وخرجنا عنه وأضعنا وقتاً ومن ثم عدنا اليه بما يتعلق بـ 23 و29 عدنا اليه”. وأضاف: “بشوية شغل وشوية هدوء وشوية عقلانية ان شاء الله المستقبل قد يتحسن، وعلى بعض الفرقاء في الداخل ألا يضع شروطا تعجيزية في ما يتعلق بتشكيل الحكومة”.
وحول موضوع المُسيّرات التي أطلقتها المقاومة أجاب جنبلاط: “العدو مش مقصّر” العدو ليس مقصراً باستخدام الاجواء اللبنانية. ايضاً هناك قواعد للعبة التي للأسف البعض من اللبنانيين لا ينتبه إليها ولا يراها”. وحول ما إذا كان يخشى على لبنان من حرب اسرائيلية: قال “لا أبداً لا حرب”.
وطالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بـ “إلحاح” بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقلّ أو شهرين على الأكثر، معتبراً أنّ الشعب ينتظر أن يكون رئيساً واعداً ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السياسية، أكانت حاكمة أم متفرجة. وطالب الراعي، خلال عظة الاحد، المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا إليها أكثر من أي يوم مضى، مشدداً على أننا نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في إكمال بعض الملفات العالقة، وضمان استمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ.
وأجرى الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وطلب توضيحاً لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، بحسب ما أفادت مصادر سياسية. واعتبر هوكشتاين أنّ إرسال حزب الله لتلك المُسيّرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة.
وفي السياق قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب: أبلغتني السفيرة الأميركية دوروثي شيا احتجاجها لإطلاق حزب الله مُسيّرات فوق حقل كاريش. وهناك اتفاق بأن لا يتمّ أيّ إثارة للوضع خلال المفاوضات. أضاف: “اجتمعت مع السفيرة الأميركية وكانت متفائلة بشأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية”، مشيراً إلى ان “التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية في مرحلة متقدمة جدًا وآخذ في التفاؤل ومن الآن حتى شهرين تتضح مساراته”.
وعلى خط المُسيّرات، اعتبرت مصادر مطلعة لـ “البناء” أنّ المُسيّرات تأتي في سياق تأكيد المؤكد أنّ لبنان يرفض تمييع المفاوضات غير المباشرة، مشيرة إلى أنّ حزب الله لا يقطع الطريق على التفاوض، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أهمية التمسك بالخط 29 تفاوضاً، مع تشديد المصادر أنّ المُسيّرات رسالة للإسرائيليين للتوقف عن البحث والتنقيب في حقل كاريش طالما أنه حقل متنازع عليه.
وفي القاهرة، أطلع الرئيس التنفيذي لشركة “اي غاز” المهندس مجدي جلال ممثلا وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا الذي تعذر حضوره اجتماع القاهرة لأسباب صحية طارئة، يرافقه ياسين محمد نائب رئيس الشركة، من وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان الإدارة الأميركية تدرس كلّ الامور المتعلقة بالعقد بما فيها موضوع العقوبات على سورية؛ والأبرز في اللقاء التأكيد المصري مجدداً على جهوزية جمهورية مصر فنياً وتجارياً وتعاقدياً لضخ الغاز فور وصول رسالة التطمينات الأميركية الأخيرة.
وخلال ترؤسه اجتماع عرض دراسة تقييم “أضرار قطاع المياه والصرف الصحي في غزة جراء العدوان الاسرائيلي الأخير” في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، لكون لبنان يترأس المجلس الوزاري العربي للمياه، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، المجتمع الدولي والعربي إلى مضاعفة الجهود من أجل المساعدة على العودة الآمنة للسوريين من لبنان إلى بلادهم، مؤكداً أنّ هذا أمر بحدّ ذاته سيسهم بشكلٍ كبير باستعادة التوازن للأمن المائي في لبنان وفي عدد من دول الاستقبال. وأشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى “كميات الموجودات الذهبية المتواجدة لدى مصرف لبنان في بيروت وتلك المتواجدة في الولايات المتحدة الأميركية”.
ولفت النائب ملحم خلف إلى أنّ “جواب الحاكم أتى عطفاً على بياننا تاريخ 2022/6/21 الذي تطرقنا فيه الى أهمية مسألة الذهب وتعلُّقها بالأمن الاقتصادي القومي، خاصة بعدما تعالت بعض الأصوات التي دعت الى استعماله لتغطية “خسارات” القطاع المصرفي، وبعدما أرسلنا الى حاكم مصرف لبنان ونائبيه الأربعة ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كتباً بتاريخ 2022/6/8 طالبناهم فيها بتزويدنا بمعلومات عن كمّية الموجودات الذهبية الموجودة في بيروت وفي الولايات المتحدة الأميركية، وعن أية عمليات مالية قد طالتها أو أعباء تمّ إثقالها بها”.
اللواء
احتجاج أميركي على المسيرات يفتح باب التشاور الرئاسي حول الملف الحكومي!
ميقاتي يعتبر إبعاد الطاقة عن فريق باسيل شرط الإصلاح.. ومستلزمات الحياة تطبق على المواطن عشية الأضحى
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “على مسافة خمسة ايام تفصل اللبنانيين والمسلمين عن عيد الأضحى المبارك السبت المقبل، يغرق الناس في الأزمات، فلا رواتب لموظفي القطاع العام اقله حتى تاريخه، والمقبل من الايام مجهول، بانتظار ان يرى هؤلاء المدنيين والعسكريين من متقاعدين، وعاملين في الخدمة فتات المستحقات والرواتب في المصارف، بعد الوقوف في صفوف طويلة نظراً لضيق الوقت، فيما اخبار الخدمات تغرق البلد وساكنيه في اضخم صعوبات في الحصول على الماء، على الرغم من اعلان مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ليس فقط عن عطل جديد، بعد المشادة مع بعض نواب العاصمة، بل ايضاً عن مناورات لتأمين توزيع المياه بصورة تدريجية على خطوط الجر لايصالها إلى بعض احياء العاصمة، والكهرباء ليست بأفضل حال، إذ كشف النقاب عن توقف عن غير سابق إعلام لمعمل دير عمار، في وقت يتحفز اصحاب المولدات على سطو جديد على ما تبقى من مدخرات اللبنانيين، مع ارتفاع جنوني يومي في اسعار الضروريات، والضرب من جديد على وتر فقدان الخبز من الاسواق والافران خلال اسبوع او اسبوعين.
واذا كانت وزارة الطاقة والمياه عقدة المشاورات المتصلة بالحكومة الجديدة، فان الوزير في حكومة تصريف الاعمال الذي يجول في الداخل، ويسوح في الخارج، ظهر في القاهرة، ليعلن بعد اجتماع مع الرئيس التنفيذي لشركة «آي غاز» مجدي جلال في خصوص العقد مع لبنان، ان مصر لديها جهوزية فنية وتجارية لضخ الغاز فور وصول رسالة التطمينات الاميركية، وصدور القرار الواضح في ما خص شروط البنك الدولي للتمويل، مع التشديد على احد شروطه برفع سعر الكيلوواط كهرباء.
ولم يحسم بعد ما اذا كان اللقاء الثالث سيعقد اليوم في بعبدا بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لمعاودة البحث الحكومي في ضوء اصرار فريق التيار الوطني الحر على افتعال عرقلة لتشكيلة الاربعاء الماضي التي سلمها ميقاتي لعون، طرأ تطور بالغ الخطوة على الموقف العام، منذ ان غادر وزراء الخارجية العرب الذين التقوا تشاورياً في بيروت، بلا اتخاذ اي قرارات، تمثل هذا التطور بما كشفه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب من انه اجتمع مع السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، التي نقلت اليه احتجاجاً اميركياً لاطلاق حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش، في وقت اجرى فيه الوسيط الاميركي آموس كوشتاين اتصالاً مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، طالباً توضيحاً لما اقدم عليه الحزب، معتبراً ان ارسال المسيرات من شأنه ايقاف جهود التفاوض، ويؤثر على الايجابية التي رشحت عن المحادثات الاخيرة.
لكن بو حبيب كشف عن ان السفيرة كانت متفائلة بشأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الذي بات في مرحلة متقدمة جداً، مؤكدا ان لا رد مكتوباً تلقاه لبنان، لكنه متمسك بـ860 كلم، مع التأكيد على اننا «نريد حقل قانا بالكامل»، كاشفاً ان اجتماعاً سيعقد اليوم للرد على الاحتجاج الاميركي بشأن اطلاق حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش.
وقبل اللقاء الثالث، او اجتماع اعداد الرد اللبناني على الاحتجاج الاميركي في ما خص المسيرات فوق كاريش، اضاء بيان صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على جملة نقاط عالقة، بعضها قابل للمعالجة، وبعضها الآخر يزيد الأمور تعقيداً.
جاء في البيان الذي صدر امس ان ميقاتي دستورياً هو من يشكل الحكومة، وهو «مستعد لمناقشة فخامة الرئيس في الاسماء التي يقترحها والملاحظات التي يبديها» هذا أولاً.
ثانياً: في ما يتعلق بموضوع حاكم مصرف لبنان فان من تحفظ على اقالته قبل الاتفاق على البديل لعدم تولي نائب الحاكم الشيعي مسؤولية الحاكمية، هو رئيس الجمهورية نفسه، وليس الرئيس ميقاتي، وقد واجه الرئيس ميقاتي النائب باسيل بهذه الواقعة وغيرها من ملابسات هذا الملف امام نواب كتلة لبنان القوي في مجلس النواب.
ثالثاً: في موضوع ترسيم الحدود والنازحين فان الحكومة تقوم بالخطوات العملانية لحل هاتين المعضلتين بعيداً عن المواقف الشعبوية او المزايدات.
رابعاً: في موضوع الاصلاح فان احتفاظ «التيار الوطني الحر» بحقيبة وزارة الطاقة 17 عاماً من دون توفير الحل هو مضبطة الاتهام الفعلية، وابعاد «التيار» عن الوزارة هو المدخل إلى الحل لأزمة القطاع والاصلاح الحقيقي في هذا الملف. وفي النهاية فان رئيس الحكومة هو الذي يتحمل تداعيات نجاح او فشل اي ملف ومن حقه اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، فهل المواطن يعنيه طائفة الوزير ام ان تصله الكهرباء؟
وختم البيان: «تبقى كلمة اخيرة من يقوم بالحملات والعرقلة هو «التيار» نفسه، وليس فريق الرئيس ميقاتي، واكبر دليل التسريب الوقح وغير المسؤول للتشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس ميقاتي لرئيس الجمهورية. وكشفت مصادر سياسية، انه لم يحصل اي اتصال أو تواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال عطلة نهاية الاسبوع وان اللقاء المرتقب بينهما، سيعقد يوم غد الثلاثاء، لمتابعة التشاور بملف تشكيل الحكومةالجديدة.
وقالت المصادر ان رئيس الحكومة قدم تشكيلة وزارية متكاملة لرئيس الجمهورية، استنادا الى صلاحياته الدستورية، وهو يتشاور معه، ويستمع الى ملاحظاته وينتظر رده عليها، في حين انه لا يبدو ان اسلوب التشاور المباشر بين الرئيسين عون وميقاتي، يروق لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يبدو مستاء، لتجاوز مرحلة التشاور الاستباقي معه حول التشكيلة الوزارية، كما كان يحدث خلال مشاورات تشكيل الحكومة المستقيلة.
واشارت المصادر إلى ان باسيل الذي اوعز الى فريقه بتسريب التشكيلة الوزارية الى وسائل الإعلام، وارفقها بتوزيع معلومات وتلفيق استنتاجات، مفادها ان الرئيس المكلف تسرع بتقديم التشكيلة الوزارية الى رئيس الجمهورية ولم يتشاور معه مسبقا، او الادعاء، بان وراء تسريع تقديم التشكيلة نوايا مبيتة لفرضها فرضا، يحاول بشتى الوسائل، نسف التشكيلة الوزارية، وتعطيل مسار تشكيلها، لانه تم تجاهل دوره، في عملية التشكيل، وافشال كل اساليبه، لفتح مشاورات استباقية معه، ليكون الممر الالزامي للتشكيلة، وفرض من يريد توزيرهم من فريقه والاهم من كل ذلك توزير نفسه، من ضمن عرض رئيس الجمهورية، تطعيم التشكيلة الوزارية بستة وزراء دولة من السياسيين، وهو طرح لم يوافق عليه ميقاتي.
واعتبرت المصادر أن ميقاتي باصراره على التشكيلة الوزارية ورفضه تطعيمها بوزراء سياسيين، واصراره على نزع حقيبة الطاقة من هيمنة رئيس التيار الوطني الحر، قطع الطريق نهائيا، امام اقتراحات تطعيم التشكيلة الوزارية بسياسيين، مايؤشر الى تصاعد المواقف وتعثر عملية التشكيل في الوقت الحاضر.
ورأت المصادر ان تشبث ميقاتي برفض اي حوار جانبي مع باسيل، لتضييق شقة الخلافات، ليس تهميشا متعمدا لدور الاخير، وانما لان هذا التصرف، يتعارض مع الدستور، وليس منطقيا من جهة، في حين ان التشاور معه حصل كغيره في المجلس النيابي من جهة ثانية، بينما ردد رئيس التيار الوطني الحر مرارا انه لن يشارك بالحكومة، فلماذا هذه الضجة اذا.
وشددت المصادر ان الرئيس المكلف يبذل ما في وسعه لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة، في حين ان التلطي وراء التسرع والتشاور الاستباقي والجانبي، لا يهدف بالنهاية، الا لابتزاز الرئيس المكلف ومحاولة فرض شروط ومطالب تعجيزية يسعى اليها باسيل قبل المشاورات وبعدها، وتم رفضها، ولا يمكن تحقيقها.
واعتبرت المصادر ان ما يروج له مقربون من التيار الوطني الحر، بأن حكومة تصريف الأعمال التي يستند اليها ميقاتي كورقة قوية في مشاورات التأليف، انما تفتقد للشرعية الوطنية، وبالتالي فهي ليست مؤهلة لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية في موعدها، انما هو قول مردود، ولن يحقق اياً من مطالب وشروط باسيل المرفوضة.
وفي وقت متأخر من ليل امس رد التيار الوطني الحر على ميقاتي داعياً اياه ان يروي كل ما جرى من اأحاديث خلال الاستشارات فلا يعمد إلى اقتطاع ما يناسبه منها على قاعدة «لا اله» وحيث انه لم يحترم مبدأ المجالس بالامانات فإننا ندعوه الى الكشف عما قاله أمام نواب تكتل لبنان القوي بشأن حاكم المصرف المركزي ولا سيما إقراره بأنه يجب تغييره، وانه لم يعد يُحتَمَل لكن من يرفض الاقالة وتقديم البديل هو وزير المالية «وتعرفون من يتبع وزير المالية»، محاولاً بالتالي رمي المسؤولية على غيره فيما الحقيقة انه لا يريد تغيير الحاكم ليس لحماية الحاكم فقط بل لحماية نفسه. إذ ان تقرير التحقيق بحق رياض سلامة والذي يتهرب القضاة من توقيع الادّعاء فيه يتضمّن ما يكفي لكي يلجأ الميقاتي الى توفير درع سياسية للقضاة كي لا يوقعوا الادّعاء.
وتساءل: كيف يسمح لنفسه بمخاطبة رئيس الجمهورية من بكركي بأنه يسمح له باعطاء رأيه بإسمين او ثلاثة في حكومة هو شريك كامل بتأليفها حسب الدستور؟ وهو يفعل ذلك عمداً لعلمه بأن هكذا كلام استفزازي للرئيس ولما ولمن يمثّل وهو وحده كفيل بوقف عملية التشكيل. وختم داعياً الرئيس ميقاتي إلى الخروج من قرار عدم التأليف وتشكيل حكومة بحسب الاصول والدستور.
لكن النائب السابق وليد جنبلاط الذي زار عين التينة لمدة نصف ساعة، برفقة النائب السابق غازي العريضي، لاهداء الرئيس بري نسخة عن كتاب لتشرشل كرئيس لوزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، عكس اجواء غير قاتمة، اذ قال ردا على سؤال حول اطلاق المسيرات: اسرائيل مش مقصرة في الأجواء اللبنانية، ولا حرب في الافق، طارحاً لبعض العقلانية لتحسن المستقبل، لكنه لاحظ ان بعض الفرقاء في الداخل يضعون شروطا تعجيزية في ما خص تأليف الحكومة، مشيداً بدور بري في اخراج لبنان من جو طوق الحصار العربي، بعد اجتماع وزراء الخارجية في بيروت.
وفي عظة قداس الاحد امس، طالب البطريرك الراعي «المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا اليها اكثر من اي يوم مضى. نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في اكمال بعض الملفات العالقة، وضمان استمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ.
اضاف: وكما نطالب بالحاح بتأليف حكومة جديدة، نطالب بالحاح ايضاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الاقل او شهرين على الاكثر، كما تنص المادة 73 من الدستور. وينتظر الشعب ان يكون رئيساً واعداً ينتشل لبنان من القعر الذي اوصلته اليه الجماعة السياسية، اكانت حاكمة ام متفرجة.
وفي اليوميات الحكومية، وجه الرئيس ميقاتي عشية اللقاء الرئاسي المرتقب ومن مقر البطريركية المارونية الصيفي في الديمان، رسالة مباشرة وواضحة الى من يعنيه الامر لا سيما التيار الوطني الحر، مفادها «لا يمكن لفريق القول اريد هذا وذاك ويفرض شروطه، وهو اعلن انه لم يسمِّ رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة ،ولا يريد منحها الثقة» . وهو بذلك قطع الطريق على فرض الشروط ولكنه افسح المجال امام تعديلات معقولة على التشكيلة الحكومية التي قدمها للرئيس ميشال عون، وسط معلومات عن ان التشكيلة التي قدمها هي للتفاوض وليست ثابتة وهو غير متمسك بها.
وبالفعل تسربت معلومات جديدة امس لم تؤكدها اي جهة رسمية مفادها أنّ الرئيس ميقاتي بادل رئيس الجمهورية ميشال عون يوم التقاه الجمعة، بإقتراح مقابل اقتراحات عون الثلاثة (راجع عدد اللواء السبت) تضمّن تسمية رفيق حداد وزيراً للإقتصاد (وهو المسؤول المالي في التيارالوطني الحر والمستشار الاقتصادي لعون) بدل الوزيرامين سلام، الذي اكد ميقاتي انه لا يريده في الحكومة الجديدة. اضافت المعلومات: ان ميقاتي ابلغ عون أنّه لا يرغب باي شكل بقاء وليد فياض في وزارة الطاقة، وقال لعون: ليبقى في الحكومة اذا شئت لكن ليس لحقيبة الطاقة.
ووفق المعلومات، سأل عون ميقاتي: لماذا لا تطال المداورة في الحقائب وزارة المال والداخلية مثلاً؟، فأجابه ميقاتي: لا اريد فتح مشكلة حول حقيبة المالية. وردا على سؤال حول المسيّرات التي اطلقها حزب الله فوق حقل كاريش الاسرائيلي؟ قال: العـدو «مش مقصّر» باستخدام الأجواء اللبنانية وثمة قواعد للعبة، ولكن لا أرى حرباً.
رسائل «درون» الحزب
لكن طرأ مشهد جديد في الساحة اللبنانية والاقليمية عصر السبت، تمثل بإعلان حزب الله واسرائيل عن اطلاق ثلاث طائرات مسيرة بإتجاه حقل «كاريش» الاسرائيلي في البحر، ادعى جيش الاحتلال انه تصدى لها، بينما اعلن الحزب في بيان ان «الرسالة وصلت».
فقد اعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان أنه «بعد ظهر يوم السبت في 2-7-2022، قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة، ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية». وأضاف البيان: أُنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي, اعتراض 3 طائرات مسيّرة اقتربت من جهة لبنان نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لـ «إسرائيل» . واعتبر أنّ «حزب الله يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض، وفي الجو والبحر». وأشار إلى أنّ «المياه الاقتصادية جزء من إسرائيل وليست منطقة نزاع ولا نقاش بشأنها» .
وفي تفسيره للعملية قال مصدر مسؤول في الحزب لـ «اللواء»: ان هدف اطلاق الطائرات كان الاستطلاع، والرسالة كانت: اذا كنا قادرين على الاستطلاع فوق كاريش يعني اننا قادرون على قصفه.لذلك أوقفوا التنقيب طيلة فترة المفاوضات. اضاف: في المعنى السياسي للرسالة، ان لبنان لا يمكن ان يقبل باستخراج اسرائيل النفط والغاز من دون حصول إتفاق نهائي بالمفاوضات يضمن حقوقه، ولا يقبل ان يُضيّع الاميركي والاسرائيلي الوقت ولا يرد جوابا شافيا وافيا حول المقترحات اللبنانية بحجة عدم وجود حكومة إسرائيلية حاليا، بينما التنقيب قائم.
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: أن العدو الإسرائيلي كان يعتبرنا خطرا تكتيكيا ووجودا مزعجا في بداية مواجهتنا له، ولكن في ما بعد، توصل إلى أن يعترف بأن خطرنا عليه أصبح استراتيجيا يطال دوره وتسلطه وفعاليته وتأثيره في السياسة التقليدية والدولية، والآن أصبح يتعامل معنا هذا العدو على أننا خطر وجودي على كيانه ومنظومته الأمنية والعسكرية التي تحوّل فلسطين المحتلة إلى ثكنة عسكرية عدوانية متقدمة للغرب في منطقتنا العربية.
مؤتمر وزراء الخارجية
أنهى وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم التشاوري في فندق الحبتور في سن الفيل، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب.
بعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين قال الامين العام المساعد السفير حسام ذكي: «ان البحث تناول الاعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والامن الغذائي العربي، وهناك خطة تعدها الامانة العامة وستقدمها في شهر ايلول المقبل، كما تم البحث في القضية الفلسطينية»، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان لكن لم تطرح قضايا فرعية او جزئية».
وبعد انتهاء الاجتماع قال بو حبيب في مؤتمر صحافي مشترك مع امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط: تم التطرق الى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية، وعرضنا ازمة اللبنانيين وضرورة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين. ولمسنا ايجابية من الاخوة العرب لعودة لبنان الى عافيته. اضاف: ان النقاشات خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب كانت بناءة، وتطرقنا الى موضوع دعم الدولة ومؤسساتها.
من جانبه، قال ابو الغيط يهمني الاحاطة بمفهوم الاجتماع التشاوري، وهو اجتماع بلا رسميات ولا اسماء دول، ويتم التداول بأي موضوع ولا يصدر عنه وثائق ولا قرارات. اضاف: ناقشنا موضوع سوريا ولكن لا قرار انما نقل للاراء. وتحدثنا كذلك عن الازمة الاوكرانية وتأثيراتها الكبيرة، وكذلك عن الصومال والمجاعة الكبيرة التي يقترب منها، وكان هناك حيز واسع للقضية الفلسطينية. واردف قائلاً: الحضور في هذا التوقيت الى لبنان في ظل اوضاعه الاقتصادية بالغة الصعوبة والسياسية، هي رسالة من الدول العربية انها تدعم البحث عن تسويات تحقيق الاستقرار وتساند لبنان باوضاعها ومشاوراتها مع صندوق النقد الدولي.
اجتماع واضراب مستمر
حياتياً، اعلن وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم ان اجتماعا سيعقد عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير بناء لطلب الرئيس ميقاتي، للبحث في مطالب موظفي القطاع العام، الذي اعلنت رئيسة رابطة موظفي القطاع العام نوال نصر الاستمرار في الاضراب.
التحركات
لجهة التحركات الاعتراضية على الوضع المعيشي المتدهور، جرت تحركات يتيمة في بعض احياء العاصمة في الطريق الجديدة الى رأس النبع احتجاجاً على تردي الاوضاع المعيشية، على اقفال الطريق من مستشفى المقاصد حتى ساحة السبيل في المنطقة، من خلال ركن سياراتهم في وسط الشارع، الدولة «نائمة بل غائبة عن السمع.
والى طرابلس، قام عدد من المواطنين بالتظاهر، امام دارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في مدينة الميناء – طرابلس، لنفس السبب المذكور اعلاه وبما انه منزل «دولتو» سجل انتشار لوحدات الجيش في المكان.
أبناء بيروت على خط الأزمة
من ناحيتها، وجهت «رابطة ابناء بيروت» في اجتماع طارئ صرخة غضب لانقاذ ما تبقى من الشعب اللبناني، داعية المسؤولين والمعنيين الى ايلاء المواطنين الاهتمام في هذه الظروف. والقى رئيس الرابطة محمد الفيل كلمة قال فيها: «ها نحن ندق ناقوس الخطر وايام معدودة تفصلنا عن ازمة الغذاء العالمي التي تنعكس علينا بالمجاعة في لبنان في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية التي دخلت الى كل بيبت وكل شارع وكل زاروب وكل منطقة.
905 اصابات جديدة
صحياً، اعلنت وازرة الصحة عن تسجيل 905 اصابات جديدة بفايروس كورونا وحدوث حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1115719 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 20 شباط 2020.
المصدر: صحف