تناولت الصحف الصادرة في بيروت يوم الخميس في 9-6-2022 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركزت في افتتاحياتها على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم، بالإضافة إلى تطورات ملف الترسيم البحري.
جريدة الأخبار
إسرائيل تستبق كلام نصر الله: لن نستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها
في خطوة لافتة وخارج سياقات المقاربة الإسرائيلية للنزاع الغازي مع لبنان، أعلنت حكومة العدو، أمس، أنها لن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع الجانب اللبناني. الخطوة التي يراد لها أن توقف السجالات والاتهامات والتهديدات، فُسّرت كخطوة استباقية لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، وعشية عودة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم عاموس هوكشتين نهاية الأسبوع.
اللافت في الإعلان الرسمي الإسرائيلي أنه جاء في بيان مشترك صدر عن وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد ووزيرة الطاقة كارين الهرار، وخصص «لرد الشبهات»، كما ورد في التعليقات العبرية، ولتوضيح «حقيقة النشاط» في حقل «كاريش»، مع التشديد على أن لا نية لدى تل أبيب لخرق المنطقة المتنازع عليها مع لبنان أو التنقيب عن الغاز فيها، ناهيك عن الاستخراج.
وفقاً للتعليقات والتسريبات في الإعلام العبري أمس، فإن أحد أسباب هذا البيان «الشاذ»، الذي شارك فيه الوزراء الثلاثة، هو التهديدات التي بدأت تصدر عن مسؤولين في حزب الله على خلفية وصول المنصة اليونانية بالقرب من حقل «كاريش»، وتموضعها في جواره. وقد حرص البيان على التشديد على أن المنصة تتموضع في الجزء الإسرائيلي من الحدود وفي منطقة خارج أي تنازع بحري مع لبنان، على بعد عدة كيلومترات من «كاريش» وإلى الجنوب منه. مع ذلك، أكد البيان أن إسرائيل تنظر إلى هذا الحقل بوصفه ذخراً استراتيجياً وهي مستعدة لحمايته تماماً كاستعدادها لحماية بنيتها التحتية الاستراتيجية. لكن، إلى جانب هذا التأكيد، دعا إلى «تسريع المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية»، ما يعدّ رسالة تهدئة.
وكشف موقع «واللا» الإخباري العبري أمس، أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه التهدئة ومنع مزيد من المواقف التي تزيد من التوتر الذي ساد بين الجانبين في الأيام الأخيرة. ونقل عن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية أن «الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مهمّ بشكل أساسي للشعب اللبناني والاستقرار في المنطقة، ونحن متفائلون بحذر بشأن القدرة على التحرك نحو اتفاق يستند إلى الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة للجانبين في وقت سابق من هذا العام».
ويبدو أن الولايات المتحدة، ومن خلفها إسرائيل، تراهن إلى حد كبير على إمكان التوصل إلى تفاهم ما حول الحد البحري مع الجانب اللبناني، بعدما اقترب التنقيب الإسرائيلي كثيراً من المنطقة المتنازع عليها، وبعدما وصلت الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى حد غير مسبوق، من شأنه أن يدفع المسؤولين اللبنانيين لتجاوز اعتبارات كانت تدفع إلى رفض الاتفاقات التي اقترحتها واشنطن، وآخرها «استخراج مشترك» للغاز عبر طرف ثالث.
إسرائيل معنية بإبعاد نفسها عن إطلاق تهديدات وتهديدات مقابلة من شأنها الإضرار بكل قطاعها الغازي
البيان الإسرائيلي الذي شدّد على أن مهمة المنصة اليونانية وتموضعها هما خارج المنطقة المتنازع عليها، بل ووفق تعبيرات بني غانتس، «بعيداً من الخط الذي يطالب به لبنان (الخط 29) وإلى الجنوب منه عدة كيلومترات»، حمل إشارة في اتجاهين:
أولاً، أن لا نية لدى العدو للخرق عبر إجراءات آحادية الجانب تمس بالحق الغازي اللبناني، وأنه إذا كانت هناك نيات عدائية ابتداءً، وهي فرضية لا يمكن استبعادها، فإن القرار رسا كما يبدو على تجميد وربما صرف النظر عن نيات كهذه.
ثانياً، أن إسرائيل معنية، وعلى أعلى المستويات، على إبعاد نفسها والساحة اللبنانية، وتحديداً حزب الله، عن إطلاق تهديدات وتهديدات مقابلة من شأنها الإضرار بقطاع الغاز الإسرائيلي إنتاجاً واستخراجاً وتسويقاً، الأمر الذي يؤدي إلى تداعيات سلبية لا تقتصر على حقل «كاريش»، بل على كل منشآت إسرائيل الغازية في المتوسط، خصوصاً أن لتهديدات حزب الله صدقية، وهي تعطي مفاعيلها حتى من دون الاضطرار إلى تنفيذها لاحقاً.
جريدة البناء
السيد نصرالله يطل الساعة 8:35 مذكراً الإسرائيليّين بمعادلة «انظروا إليها إنها في البحر تحترق»
وزراء الاحتلال يجتمعون عشيّة كلمة السيد نصرالله: لا نريد الاستثمار في مناطق متنازع عليها
الرؤساء عون وبرّي وميقاتي يجتمعون السبت في بعبدا: الخط 23 هو الحد الأدنى
كتب المحرّر السياسيّ
تأتي إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في توقيت مدروس هو الساعة 8:35، وهو توقيت له مغزى تذكيريّ بعبارة “انظروا إليها إنها في البحر تحترق”، وهي العبارة التي أطلقها السيد نصرالله في مثل هذه الساعة وتلك الدقائق لإطلالته اليوم، عندما دعا اللبنانيين والعرب والعالم إلى مشاهدة البارجة الاسرائيلية ساعر في البحر تحترق بعدما إصابتها المقاومة بصاروخ غير متوقع. ورمزية التذكير تربط بما يمكن أن تصل إليه الأمور إذا اندلعت مواجهة كان عنوانها منصات الغاز الإسرائيلية داخل المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وما يمكن أن يكون مصيرها، وفقاً لمعادلة انظروا إليها إنها في البحر تحترق”.
مجرد الإعلان عن الإطلالة ورمزية الساعة 8:35 كان كافياً لاجتماع وزراء الطاقة والحرب والخارجية في كيان الاحتلال، وإصدار بيان يؤكد حرص حكومة الاحتلال على المسار التفاوضي ودعوتها لبنان لتسريع العودة الى المفاوضات، والتأكيد أن سفينة الاستخراج لم تدخل المناطق المتنازع عليها، أي أنها لم تتجاوز الخط 29، في اعتراف إسرائيلي صريح باعتبار تجاوزه شمالاً دخول الى المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وإضافة رسالة تطمين بأن حكومة الكيان لا تنوي الاستثمار في المناطق المتنازع عليها.
في النقاش الداخلي اللبناني تقول المعلومات إن يوم السبت سيشهد اجتماعاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لبلورة موقف لبناني موحّد قبل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، على قاعدة التوافق على رفض مقترحه الأخير الذي تضمن اقتطاعاً من مساحة لبنان الاقتصادية التي يتضمنها الخط 23، وقالت مصادر مواكبة لملف ترسيم الحدود البحرية والمفاوضات حولها إن الاتجاه هو لتثبيت اعتبار الخط 23 بالمساحة التي يضمنها للبنان هو الحد الأدنى المقبول لبنانياً كحصيلة للتفاوض، وانه في حال عدم الوصول الى هذه النتيجة، فإن التوافق سيكون على توقيع مرسوم تعديل إحداثيات المنطقة الاقتصادية واعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23 والذهاب الى ربط نزاع حول الحدود البحرية على أساس الخط 29، سواء لدى الأمم المتحدة أو في مخاطبة الشركات العالمية المعنية، وصولاً لفتح الباب لما يمكن أن ينجم عن ذلك من إطلاق يد المقاومة في الدفاع عن حقوق لبنان، التي يصبح الخط 29 إطاراً لها ويصير الاستثمار الاسرائيلي ضمنها اعتداء على حقوق لبنان.
المصادر المتابعة أكدت أن الرؤساء متفقون على عدم التفريط بنقطة مما يضمنه الخط 23، وهم يجمعون بالقدر ذاته على الرغبة بإنجاح المسار التفاوضي، وتفادي المواجهة، لكن اذا أقفلت أبواب الحل التفاوضي فلن يكون مقبولاً ان تتنعم “اسرائيل” باستخراج ثروات النفط والغاز ولبنان محاصر، ترفض الشركات العالمية التعاون معه، وتشترط إنهاء الترسيم أولاً، ثم يجري إجباره لقبول صيغة تفاوضية مذلة لا تمنحه الا الفتات.
من جهتها دعت مصادر مطلعة على المسار التفاوضي إلى تبني الدعوة لاعتماد شمال الخط 23 لترسيم حدود المنطقة اللبنانية الخالصة وجنوب الخط 29 لترسيم المنطقة الفلسطينية الخالصة وإبقاء ما بين الخطين بمثابة منطقة حرام لا يمكن الاستثمار فيها إلا بالتقابل كمثال حقل قانا مقابل حقل كاريش.
تكثّفت الاتصالات والمشاورات بين المقار الرئاسية والمسؤولين المعنيين بملف ترسيم الحدود قبيل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت السبت المقبل، في ظل المعلومات عن اجتماع رئاسيّ مقبل يجمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للبحث في ملف وتحديد الموقف الرسمي والرد على مقترح هوكشتاين.
وأعلن ميقاتي خلال مؤتمر صحافي من المطار أمس، أنه سيعقد قبل نهاية الأسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”، وناشد الجميع “وقف السجالات في هذا الموضوع”. وعكس موقف ميقاتي استمرار التخبط والتباين بالموقف الرسمي وعدم الاتفاق على أية نقطة أو خط لعودة لبنان للتفاوض وماذا اذا كان خط 29 الخط التفاوضي أو حدودي، بقوله: “الخط ٢٩ هو أصلاً خط تفاوضي وأنا شخصياً لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بدبلوماسية عالية وبروية، والمسألة قيد الحل سلمياً”.
وأشارت مصادر مواكبة للملف لـ”البناء” أن “الموقف اللبنانيّ سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة بعد معرفة ما يحمله الوسيط الأميركي في جعبته من مقترحات جديدة للحل وموقفه من دخول الباخرة الإسرائيلية وما اذا كان سيطلب من “إسرائيل” التراجع ووقف التحضيرات القائمة على قدم وساق لاستخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها”.
لكن “إسرائيل” وفق المصادر دفعت بالباخرة الى تخوم الخط 29 للضغط على لبنان لتحريك الملف والبدء بعملية ترسيم الحدود البحرية وفق المصلحة الإسرائيلية، وبالتالي لا تريد الحرب، فيما الوسيط الأميركي يأتي الى لبنان بالتنسيق مع “إسرائيل” لانتزاع التنازلات من الدولة اللبنانية ولإقناعها بمقترحه السابق بالاستثمار تحت الماء للحقول المشتركة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وبالتالي جرّ لبنان للتطبيع النفطي ـ الاقتصادي”. وعلمت “البناء” في هذا السياق أن “هوكشتاين اشترط على المسؤولين اللبنانيين عدم مفاتحته بالخط 29 كشرط لزيارته لبنان”.
إلا أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب اعتبر أن “موقف لبنان قويّ ونفاوض من موقع قويّ وموحّد”. وأوضح في حديث تلفزيوني الى أن “هناك ملاحظات على طرح المفاوض الأميركي هوكشتاين ولبنان متمسك بها ولا تنازل عن أي حق لبناني”.
وأضاف: “أجزم أن هوكشتاين لم يطلب رداً خطياً لا بل فضّل عدم تقديم ردّ خطي في حال عدم قبول لبنان بطرحه إفساحاً في المجال أمام التفاوض قبل الخروج بموقف حاسم”.
وكشف بوصعب أن “الفريق التقني برئاسة الضابط الذي أعدّ الدراسة طرح أمام الرؤساء الثلاثة خطاً مختلفاً عن الخط ٢٩ وبعض المسؤولين السابقين عن الملف تحدّثوا بشيء أمام المفاوض الاميركي وبشيء آخر في الإعلام”، وقال: “انصح من لم يعد في موقعه التوقف عن الكلام، خصوصاً انه يدرك ماذا فعل وماذا قال وماذا طلب وما يجبرنا نطلع نحكيها”. وتابع: “من يزايد اليوم في موضوع توقيع المرسوم ٦٤٣٣ استند الى تقرير فنّي أعده المعنيون في الجيش اللبناني لكن وجهة نظر هؤلاء هي ان الخط ٢٩ ليس الا خطاً تفاوضياً، وبالتالي توقيع المرسوم من دون ان يكون السير بالخط ٢٩ موقفاً نهائياً من قبل التقنيين والسياسيين سيأخذ البلد الى مكان آخر ولا مصلحة لأحد في خيار الحرب، بل مصلحتنا إنجاز الترسيم وهو ما لا يريده العدو”.
واستقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي أطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها”. وأوضح بو حبيب ان “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان”.
كما بحث بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان عقدها بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تمّ البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم موقف الحزب من تطورات الملف، خلال إطلالة عبر قناة “المنار”، وبحسب معلومات “البناء” فإن نصرالله سيوضح ملف الترسيم بأدق التفاصيل ومن كافة جوانبه، وسيعلن الموقف في نهاية الكلمة، وسيردّ على حفلة المزايدات والاتهامات التي تأخذ عليه عدم اتخاذ خطوات عملية ضد العدوان الإسرائيلي، كما يتطرق الى موقف الدولة ويرد على التهديدات الإسرائيلية”. ولفتت المعلومات الى أن “حزب الله لن ينتظر الدولة إذا بدأت إسرائيل باستخراج وسيتخذ خطوات ميدانية لمنعها”. وفي السياق كشفت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “حزب الله شكل فريقاً من التقنيين لدراسة الواقع الميدانيّ وتقديم تقرير لقيادة المقاومة، وإن أظهر أن “إسرائيل” بدأت بالاستخراج فسيبنى على الشيء مقتضاه”.
في المقابل أعلن وزير الدفاع “الإسرائيلي” أن “منصة كاريش للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين “إسرائيل” ولبنان.
وأوضح مصدر مطلع ومعني بالملف لـ”البناء” أن المسؤولين الإسرائيليين يلعبون على الكلام وعلى الخطوط بأن الباخرة بعيدة عن منطقة النزاع، لكنه يقصدون الخط بين 1 و23 المعترف به في الأمم المتحدة، وبالتالي لا يقصدون الخط 29 الذين لا يعترفون به مطلقاً”، لذلك على الدولة اللبنانية توقيع مرسوم 6433 وإيداعه لدى الأمم المتحدة وبعدها نثبت حقنا في حدودنا وحقوقنا ضمن الخط 29 التي تتحول رسمياً ودولياً الى منطقة متنازع عليها وبالتالي نثبت أن باخرة التنقيب الإسرائيلية تخرق هذه المنطقة”.
وحذر المصدر من أن “الإسرائيلي يشغل الدولة اللبنانية بمسألة الاتجاه الذي تمركزت به الباخرة جنوب الخط 29 أو شماله وذلك لحرف الأنظار عن جوهر وحقيقة الاعتداء الإسرائيلي”، ولفتت الى أنه “ليس المهم دخول الباخرة المنطقة المتنازع عليها من عدمه، بل المهم عملية “شفط” النفط والغاز الذي سيبدأ بعد تركيز المنصة ومدّ القواطع الى قعر البحر في حقل كاريش المشترك، إن لم يتخذ لبنان الخطوات السريعة لتدارك الموقف وتثبيت حقه وحماية ثرواته. كما حذّر المصدر من أن “إسرائيل” ستصبح جاهزة لاستخراج أول سنتم مربع من الغاز خلال مدة شهرين الى ثلاثة أشهر إن لم يستطع لبنان ردعها”.
وشدد المصدر على ضرورة أن يسارع لبنان الى توقيع المرسوم وإرساله الى الأمم المتحدة ثم توجيه إنذار للشركة الراسية على مقربة من الخط 29 بأنها ستنقب في المنطقة المتنازع عنها وإذا لم تلتزم وتعود أدراجها يصار الى تهديدها بالقوة العسكرية.
ودعا المصدر الدولة الى بلورة الموقف الرسمي الموحد بشكل سريع لاستباق زيارة هوكشتاين الى لبنان خلال أيام، وذلك لفرض أمر واقع وذلك لدفع الوسيط الأميركي لثني “إسرائيل” عن عدوانها ودعوة كافة الأطراف الى المفاوضات للبحث عن حل للنزاع وبعدها يعود لبنان الى طاولة التفاوض من منطلق قوة لا موقع ضعف. وقال: “أفهم التأخير بتوقيع المرسوم حرصاً على الوساطة الأميركية وعلى مسار التفاوض وعدم وجود خطر داهم، لكن لا نفهم التريث والتمهل بموضوع المرسوم بعدما أعلنت “إسرائيل” دخول الباخرة للبدء باستخراج الغاز”.
وربطت أوساط سياسية بين الحصار الأميركي – الخليجي على لبنان وبين ملف ترسيم الحدود، مشيرة لـ”البناء” الى أن “الأميركيين جمدوا عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن الى لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية للتنازل بملف ترسيم الحدود لصالح إسرائيل”.
وفي سياق ذلك، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى “التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط”، مؤكداً أنّ “الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سورية، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر”.
وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الأردن بدعم ألماني: “إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سورية قبل أشهر الصيف المقبلة، وإن لبنان في الوقت ذاته لا بد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة”.
على صعيد آخر، تم تأجيل جلسة استجواب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون أمام المجلس التأديبي الى 6 تموز المقبل، بعد أن تقدمت بطلب استمهال لتعيين محامٍ. وقالت عون عند وصولها الى قصر العدل للمثول أمام المجلس التأديبي: “أنا ملفي نظيف ولأني وقفت ضد المنظومة الفاسدة عم بتحارب”.
جريدة اللواء
«حكومة كاريش»: سحب ملف التفاوض البحري من عون!
الخارجية الأميركية تسفّه رواية فياض: ننتظر توقيع عقود الكهرباء والغاز ولا التزامات مسبقة
خفت «التلاطم الكلامي» حول الإدارة غير الموفقة لملف التفاوض حول ترسيم الحدود، واتجهت الأنظار إلى إلغاء التبعات على الفريق الذي اصرَّ على إدارة التفاوض، في سياق تبريرات دستورية ومرجعية، أي على التيار الوطني الحر، وبعبدا، التي لا تقطع شعرة من دون أخذ موافقة رئيس التيار النائب جبران باسيل.
وإذا كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم ير حرجاً في كسر عرف تصريف الأعمال، و«دعوة مجلس الوزراء للاجتماع عند الضرورة» واصفاً هذه النقطة على جدول أعمال اللقاء القريب مع الرئيس ميشال عون، داعياً، في مناسبة سياحية إلى «وقف السجالات في ما خص الترسيم البحري»، مؤكداً ان الخط 29 هو اصلاً خط تفاوضي، رافضاً أي «عمل ارتجالي يعرض لبنان للمخاطر»، فإن الخيار الدبلوماسي تقدَّم إلى الواجهة، مع العودة السريعة للسفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا (وفقاً لما سبق وأشارت «اللواء» اليه) واجتماعها على الفور مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله أبو حبيب.. قبل ان يعلن الجانب الإسرائيلي على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غيتس ان منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين لبنان وإسرائيل.
وأعلن وزراء الطاقة والخارجية والأمن في إسرائيل انه لن يضخ الغاز من المنطقة المتنازع عليها، وانه يرسو على بعد كليومترات عدّة جنوب المنطقة المتنازع عليها، وتجري المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة.
على ان الجديد عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مساء اليوم، للتحدث عن عدد من النقاط، من بينها ملف ترسيم الحدود، والتهديدات الإسرائيلية، هو دخول حزب الله على خط مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة بعد الاعلان رسميا عن تعيين مسؤول لادارة هذا الملف يعني «بدء التفاوض الجدي لتحصيل حقوق لبنان النفطية، وان اي حل نهائي لهذا الملف سيمر عبر الحزب مباشرة»، مع تحفظ القيادي على الاجابة حول امكانية تفاوض حزب الله واميركا بشكل مباشر حول ملف الترسيم، حسب قيادي مقرب من مركز القرار في الحزب.
واعتبر القيادي ان اعلان الحزب دخوله رسميا على خط ترسيم الحدود سيستدرج الوساطات الدولية للحل، لا سيما ان واشنطن بعثت رسائل في اكثر من اتجاه عن رغبتها بالتهدئة وايجاد حل نهائي لهذا الملف، وهنا تحديدا، كشفت مصادر دبلوماسية عن ان واشنطن طلبت سابقا عبر الفرنسيين وغيرهم الجلوس مع حزب الله للتفاهم حول الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية».
وفي معرض الاجابة عن نظرية حقل «قانا» مقابل حقل «كاريش»، قال القيادي ان مسالة ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة لا تتعلق بخطوط او بابار لا سيما وان هذه المسالة معقدة جدا وهناك بين «كل بير وبير بير تاني كما يقال بالعامية»، انما تحصيل حصة لبنان وحقه كاملا في نفطه وغازه.
وهنا عرج القيادي على مسالة عدم توقيع رئيس الجمهورية على تعديل المرسوم ٦٤٣٣ بالقول ان عون كان قد اكد في اكثر من مناسبة وفي لقاءات خاصة ان الخط ٢٩ هو خط للتفاوض فقط، «ومعه حق» لان هذا الخط لا يمكن ان يحسم بشكل كامل لاي طرف، بل يمكن ان نبدأ من حصتنا في الخط الثابت ٢٣ وصولا الى الخط ٢٩ والحصول على حقوقنا ما بين الخطين وضمنهما.
لكن مصادر دبلوماسية لاحظت ان الأولوية لدى «حزب الله» بات الشأن النفطي نظراً للحسابات الإقليمية والدولية المتعلقة به، بما في ذلك منع إسرائيل من توريد الغاز إلى أوروبا على خلفية الأزمة مع روسيا، الأمر الذي يقضي حكماً، وفقاً للمصادر الدبلوماسية عينها سحب ملف التفاوض البحري من يد بعبدا، واعتبار ان تأليف حكومة جديدة، يمر حكماً «بحقل كاريش» للغاز والنفط، باعتبار المرحلة تشهد تسخيناً وتفاوضاً حول عدد من النقاط الساخنة بينها الوضع «البارد» في لبنان، وعدم دفعه إلى السخونة.
وفي السياق، تبلغت مصادر ديبلوماسية ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين سيصل الى بيروت، عصر الأحد المقبل، ويلتقي الاثنين كبار المسؤولين، ويناقش معهم موضوع الجواب اللبناني على المقترحات التي حملها هوكشتاين الى لبنان في شهر شباط الماضي، بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واسباب عدم رد لبنان على هذه المقترحات حتى اليوم.
وكشفت المصادر عن رسالة طمأنة إسرائيلية، نقلتها بالامس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان الى عدد من المسؤولين والسياسيين، أكد فيها الجانب الاسرائيلي بأنه ليست هناك نوايا تصعيدية من وراء استقدام سفينة استخراج الغاز اليونانية الى المياه الاقليمية، مشددا على انها لن تقترب من الخط ٢٧ المختلف عليه مع لبنان.
وتضمنت الرسالة الإسرائيلية رغبة الجانب الاسرائيلي في التوصل الى اتفاق مع لبنان بخصوص الترسيم بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية والامم المتحدة، لكي يتمكن البلدان، من المباشرة باستخراج الموارد النفطية والغاز باجواء مؤاتية وهادئة، واعتبرت ان اي محاولة تهديد لتوتير الاجواء في المنطقة، من اي كان ستواجه برد فعل قوي من جانب إسرائيل.
وعلمت «اللواء» ان الوسيط هوكشتاين سيتناول طعام العشاء إلى مأدبة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. واستمرت الاتصالات والمشاورات الرسمية لمتابعة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور» بطلب من الكيان الاسرائيلي قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وكانت هذه القضية موضع متابعة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، التي حسب معلومات «اللواء» سألت عن الموقف اللبناني الرسمي من الموضوع وهو الموقف الذي عبر عنه الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي خلال اجتماعهم في شباط الماضي قبيل الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وحسب المعلومات، فإن موضوع الترسيم غير معنية به وزارة الخارجية بل الرؤساء الثلاثة الذين يملكون القرار، وهي تتبلغ كما الرؤساء الثلاثة الموقف الاميركي مباشرة من السفيرة الاميركية، التي تقاطعت المعلومات حول انها نقلت موقفاً مفاده ان الادارة الاميركية تعترف بالتفاوض حول المساحة اللبنانية بين الخط واحد والخط 23 وغير معنية بالخط 29، وهي مستعدة لإستئناف التفاوض في الناقورة انطلاقاً من هذا المبدأ. وعلى هذا، لا يتوقع ان يحمل الوسيط الاميركي هوكشتاين اي موقف مغاير لموقف ادارته خلال زيارته الى بيروت المرتقبة مساء الاحد او نهار الاثنين المقبلين.
وقد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في موضوع ترسيم الحدود البحرية، «أنه لن يتقاعس بدعوة مجلس الوزراء عند الضرورة». وقال: سأجتمع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهاية هذا الاسبوع من أجل معرفة الخطوات الواجب اتخاذها، وأنا غير مستعد أن أعرّض لبنان لاي مخاطر والموضوع يُحل بدبلوماسية عالية. وشدد ميقاتي على أن «الخط 29 هو خط تفاوضي ولن أقوم بأي عمل ارتجالي قد يعرّض ديبلوماسيّة لبنان للخطر».
وبحث وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي. وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان قد عقدها الوزير بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك، ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وزارت شيا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي كرر موقف «الكتائب» «بضرورة ان تتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة بالنسبة لحقوق لبنان البحرية، ووضع حد لكل لغط يدور حولها، وعدم التردد في الذهاب الى مفاوضات منتجة تحافظ على ثروة لبنان وتحفظ سيادته وكامل حدوده».
وزار بو حبيب رئيس الجمهورية واطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور» قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وأوضح الوزير بو حبيب ان «الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان».
وفي السياق اللبناني، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى «التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط». واشار من جهة اخرى الى أنّ «الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر».
وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الاردن بدعم ألماني، إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سوريا قبل أشهر الصيف المقبلة، وأن لبنان في الوقت ذاته لابد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة.
من جهته، كرر وزير الدفاع في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، «أن سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان». وقال: منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان.
ودعا غانتس لبنان «إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أن إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية».
وعلى صعيد جنوبي آخر، إدّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنّه «اكتشف موقعاً استطلاعياً أمامياً جديداً لـ حزب الله على الحدود الجنوبية، يعمل تحت غطاء جمعية أخضر بلا حدود التي تعمل في مجال البيئة». ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر «تويتر»، صوراً قال: انها توثق نشطاء حزب الله في الموقع بما يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701.
وقال أدرعي: نكشف النقاب عن موقع استطلاع جديد أقامه حزب الله بهدف جمع الاستخبارات على الحدود تحت غطاء جمعية أخضر بلا حدود. في موقع الاستطلاع هذا، يعمل نشطاء حزب الله بغطاء على أنهم نشطاء الجمعية حيث تم توثيقهم ويتم كشف صورهم.
واضاف: كما كشفنا سابقًا فإن جمعية أخضر بلا حدود، تدعي العمل في مجال البيئة والحفاظ على الغابات في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، لكنها عملياً تشكل غطاءً لنشاطات حزب الله لا سيما من ناحية إقامة مواقع استطلاع بالقرب من الحدود الأمر الذي يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
جلسة الجمعة
الى ذلك، يعود مجلس النواب الى الانعقاد بعد ظهر يوم الجمعة المقبل لاستكمال انتخاب اعضاء لجنتي الصحة العامة والتربية والتعليم العالي اضافة الى انتخاب رؤساء ومقرري اللجان النيابية الـ 16، التي لم تحصل فيها «قوى التغيير» على ما تطالب به وفازت قوى الاحزاب التقليدية بأغلبية عضوية اللجان ورئاستها، فبقي الحال على ما هو عليه في لجان «المال والموازنة» و»الادارة والعدل» والاشغال العامة والطاقة، والاقتصاد الوطني، نتيجة الاصرار على التصويت بدل التوافق، الذي استلحقته قوى التغيير في لجان أخرى غير اساسية كالبيئة وحقوق الانسان والمرأة والطفل، بعد مفاوضات على هامش جلسة امس الاول ادت في نهاية المطاف الى تزكية.
الكهرباء والغاز
وعلى صعيد آخر، قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ان لبنان ينتظر موافقة الإدارة الأميركية وتمويل البنك الدولي، لتنفيذ اتفاقيات تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا، والغاز من مصر، عبر الأردن وسوريا. وأشار فياض في حديث لقناة المملكة الأردنية على هامش مشاركته في مؤتمر حول الطاقة في البحر الميت: اننا ننتظر التمويل من البنك الدولي، ونحن بانتظار الموافقة الأميركية على عدم وجود تداعيات سلبية من قانون قيصر على هذه الاتفاقيات.
الرد الأميركي
لكن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف اعلنت أنّ «قطاع الطاقة في لبنان أصبح على شفير الانهيار». واشارت ليف الى ان «الولايات المتحدة لم تتخذ، حتى الآن، أي قرار برفع العقوبات، أو أي استثناءات تتعلق بالعقوبات على سوريا، بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان، «لأنه لم توقع هذه الدول أي عقود بعد».
وقالت ليف، في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خصصت لمناقشة سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا، أمس، إن «هناك عملية جارية الآن لإنهاء هذه العقود بين الحكومات»، مضيفة أن واشنطن ستنظر في تفاصيل هذه العقود وتقرر بشأنها في حينها». ونفت تقديم أي ضمانات بشأن رفع العقوبات، لكنها أشارت إلى أن ما تم الإلتزام به هو إجراء محادثات بشأن هذه المسألة.
عون امام مجلس التأديب
وفي خطوة، تثير المتابعة والاهتمام، لما ستؤول إليه المواجهة على جبهة القضاء، بعد سلسلة مواقف وإجراءات مثلت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون امام المجلس التأديبي، على خلفية الإحالة من رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركات سعد، في قصر العدل، وذلك امام مقر المجلس التأديبي القاضي جمال الحجار، ولم تدم جلسة الاستماع سوى ربع ساعة، بعدما طلبت القاضية الاستمهال لتوكيل محام. فتم تأجيل جلسة استجواب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون أمام المجلس التأديبي الى 6 تموز المقبل، بعد ان تقدمت بطلب استمهال لتعيين محامٍ. وقالت عون عند وصولها الى قصر العدل للمثول أمام المجلس التأديبي «أنا ملفي نظيف ولاني وقفت ضد المنظومة الفاسدة عم بتحارب».
وتجمع أنصار عون من قدامى التيار الوطني الحر للتضامن، فيما وصفت O.T.V مثول عون بأنه «نخر للعدالة» فيما الفاسدون يسرحون ويمرحون، وتحال القاضية الوحيدة التي تجرأت عليهم.
معيشيا، وفيما مزيد من الارتفاع مرتقب على اسعار المحروقات،أصدرت «نقابة عمال ومستخدمي شركات المحروقات في لبنان»، بيانا، قالت فيه: «لما كان النقيب وليد ديب، قد طالب وزير الطاقة والمياه وليد فياض والمدير العام للنفط بضرورة الالتزام في وقت ثابت ومحدد لاصدار جدول أسعار المحروقات، وذلك قبل الساعة التاسعة من يومي الثلثاء والجمعة، وفي حال التأخير، وتأجيله الى يوم آخر وعدم اصداره في أوقات متفاوتة ومختلفة لما في ذلك من تأثير سلبي على حركة الاسواق والتسبب بفوضى عارمة والحاق الضرر بالقطاع، بالاضافة الى عدم إصداره في أيام العطل الرسمية وفي حال حدوث ذلك ستضطر النقابة غير آسفة الى الطعن بالجدول فورا».
وفي سياق معيشي آخر، اعتبر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن «كلّ مَن يُعلن عن أزمة خبز اليوم يضرّ بالصّالح العام ويخلق حالة بلبلة بلا طعمة في السوق وليس كلّ شخص يصدر تصريحاً يُعتبر مصدراً موثوقاً». وأضاف: المخزون يكفي لأكثر من 20 يوماً ومن لديه مشكلة بمخزونه تكون المشكلة لديه وأنا حريص على تأمين القمح والتسعيرة التي ترحم المواطن وسعينا للحصول على تمويل من البنك الدولي. وتابع عبر ام تي في «هناك 20 ألف طن مدعوم وموجود والمطاحن والأفران تستخدمه وإضافة إلى ذلك فتحت اعتمادات لـ 4 بواخر هذا الأسبوع أي أنّه لدينا أكثر من 35 ألف طن ولا داعي للهلع».
195 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة ارتفاعاً جديداً في اصابات فايروس كورونا، إذ سجلت 195 إصابة جديدة مع حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات إلى 1100202 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
المصدر: صحف