اطباءُ ومستشفيات، ومحامون واصحابُ افران، وموظفون وسائقون عموميون، وصيادلةٌ ومودِعون، وكلُّ الوانِ الوجعِ اللبناني بَعثوا من ساحاتٍ مختلفةٍ صرخةَ ألمٍ رمزيةً عما يختزنُه الوطنُ من مآسٍ يومية.
والرابطُ بينَ كلِّ الازماتِ دولارٌ فَخّخَ كلَّ القطاعات، واحرقَ العملةَ الوطنيةَ ويكادُ يُحرقُ كلَّ البلاد. واِن كانت الازمةُ الاقتصاديةُ العالميةُ تَفرِضُ ثقلَها على اللبنانيينَ الا انَ السؤالَ للمعنيين: اليسَ من خطواتٍ او اجراءاتٍ تخففُ عن اللبنانيينَ بعضاً من هذه الاثقال؟ اَلا من هندساتٍ معيشيةٍ تُهدِّئُ من اوجاعِ اللبنانيين ؟ وهل اُعدِمَ المتحكمونَ بامرِ المالِ لعقودٍ من خطواتٍ تَلجمُ كلَّ هذا الجموح؟ ام انه جموحٌ مفتعلٌ على مفترقِ الاستحقاقاتِ المنتظرة؟ واولُها جلسةُ انتخابِ رئيسِ مجلسِ النواب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري الثلاثاء ؟
ثُم اينَ فوارسُ الانتخاباتِ الذين نَزَلوا الميدانَ على صهيلِ الدولار، ووعودِ لجمِه عندَ اولِ انتصار؟ ام اَنها جعجعةٌ بلا طحين ؟ بل حقدٌ مدروسٌ لسلبِ اللبنانيِّ آخرَ حبةِ طحين ؟
اما مسلوبو الارادةِ السياسيةِ على ابوابِ السفارات، فلم يَرْعَوُوا، ولم تَدخُل الرحمةُ قلوبَهم بعد، فاَصَمُّوا آذانَهم بل قلوبَهم عن سماعِ نداءِ الشراكةِ الذي اطلقَه بكلِّ تواضعٍ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله، الذي مدَّ اليدَ للجميعِ لمعالجةِ الازماتِ اليوميةِ بعيداً عن المناكفاتِ والعنتريات، والعملِ على الاستفادةِ من الثرواتِ الوطنيةِ النفطيةِ والغازيةِ القادرةِ على ان تكونَ تِرياقاً شافياً من السُمِّ الاقتصاديِّ الذي فرضَه ُالحصارُ الاميركيُ على لبنان ..
ونأسفُ اَنْ يكونَ اولُ المعتبرينَ من كلامِ الامينِ العامِّ لحزب الله هم الصهاينةَ الاعداءَ الذين يَعرِفونَ صدقَ وعدِه، ويَتحسسونَ خيبةً جديدةً بعدَ تحذيرِه لهم من انَ المِساسَ بالقدسِ سيأخذُ الامورَ الى ما لا تُحمدُ عقباه.
ومعَ رفعِ المقاومةِ الفلسطينيةِ لصواريخِها ولسيفِ القدسِ المسلول، ورفعِ الامينِ العامّ لحزبِ الله تحذيرَه الى اعلى المستويات، باتَ المستوى السياسيُ والامنيُ الصهيونيُ في مأزقٍ كبير، والعملُ جارٍ على تنكيسِ الاعلامِ من مسيرةِ المستوطنين، لتداركِ الخيبات ..
المصدر: قناة المنار